عرف العمل منذ القدم فى علم الاقتصاد بأنه الطاقة أو الجهد الحركي أو الفكري الذي يبذله الإنسان من أجل تحصيل أو إنتاج ما يؤدي إلى إشباع حاجة معينة من حاجاته الطبيعية من السلع والخدمات التي يساهم الجهد البشري أيضا في إيجادها.
وعلى ما يبدوا أن وجود الذكاء الاصطناعي سوف يغير من تلك المفاهيم وإعادة صياغة إقتصاديات العمل حيث شاركت الآله الإنسان فى تأدية الخدمات وبذل الجهد بدلاً عنه مما سوف يؤدى حتميًا إلى ما يسمي بصراع البقاء بين تلك الآله والانسان حيث ستتخذ مكانه لما لتلك التقنية من فوائد كثيرة مثل إختزال عنصر الوقت فضلاً عن الدقة وإحترافية الأعمال المؤداه وأهمهم هى تلك الفائدة لأرباب الأعمال والتى تتبلور حول فكرة مجانية الخدمة المقدمة من تلك التقنية وعدم وجود مشكلة فى مسألة توزيع الأجور والحوافز المادية.
ولذلك فنحن فى حاجه ماسة إلى إعادة صياغة مفهوم إقتصاديات العمل وفقًا للمستحدثات ومعطيات الذكاء الاصطناعي , حيث سنجد مستقبًلا تغييرًا جذريًا في النظريات الاقتصادية والتى ناقشت موضوع العمل كعنصر فعال فيما يتعلق بنظريات الإنتاج , ولذلك فليس بعيدًا أبدًا أن نجد معايير الذكاء الاصطناعي يومًا ما ضمن مقاييس الناتج القومي , وبالتالي إختزال أهمية ما يعرف بضرائب الدخل , ومفاهيم الإدخار , فضلا عن تغيير جذري فى القوانين المنظمة للعمل والتأمينات الإجتماعية وكذلك لأصابات العمل الناتجة عن تداخل الذكاء الاصطناعي مع العمل البشري.
أما عن الأثر الأكبر هو فكرة تفاقم مشكلة البطالة وتزايدها لإندثار أهمية الدور البشري فى قوى العمل , فسنجد أن هناك مجالات لن تكون موجودة ومتاحة للعمل البشري على عكس مجالات أخرى , ولذلك فسوف نجد أن الأثر الأكبر لتلك المشكلة سوف تكون ذائعة الصيت فى الدول النامية أو تلك الدول التى لم تعى حتى اللحظة أهمية إعادة تهيئة العنصر البشري للتعامل مع معطيات العصر الرقمي .
بقلم / دكتور عمرو محمد يوسف
الخبير الاقتصادى