أرباح مجموعة الإمارات .. أصدرت مجموعة الإمارات، ومقرها دبي الاثنين، تقريرها المالي للسنة المالية 2023-2024، وأعلنت عن تحقيق مستويات قياسية جديدة على صعيد الأرباح والإيرادات والأرصدة النقدية.
أرباح مجموعة الإمارات
وسجلّت كلٌ من طيران الإمارات ودناتا ارتفاعاً كبيراً في الأرباح والإيرادات، حيث توسّعت عمليات المجموعة في جميع أنحاء العالم لتلبية الطلب القوي من العملاء على منتجاتها وخدماتها ذات الجودة العالية.
وكشفت المجموعة عن تحقيق أرباح سنوية قياسية بلغت 18.7 مليار درهم (5.08 مليار دولار) في السنة المالية 2023-2024، بزيادة قدرها 71 بالمئة عن العام الماضي البالغة 10.9 مليارات درهم (3 مليارات دولار).
وبلغت إيرادات المجموعة 137.3 مليار درهم (37.4 مليار دولار)، بنمو 15 بالمئة عن نتائج السنة السابقة. وبلغت الأرصدة النقدية للمجموعة 47.1 مليار درهم (12.8 مليار دولار)، وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، بنمو 11 بالمئة عن السنة السابقة.
وبلغ إجمالي أرباح المجموعة خلال العامين الماضيين 29.6 مليار درهم، متجاوزة خسائر فترة الجائحة البالغة 25.9 مليار درهم خلال الفترة 2020- 2022.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “أرست مجموعة الإمارات مجدداً معايير جديدة في الصناعة بتسجيل أداء قياسي في نتائجها السنوية، وهو إنجاز تحقق كثمرة للرؤية الاستشرافية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسياسات حكومة دبي وأنظمتها المتقدمة، التي كان لها الفضل في تحقيق هذا الإنجاز”.
وأضاف الشيخ أحمد بن سعيد: “شهدنا على مدار العام نمواً في الطلب على النقل الجوي والخدمات المتعلقة بالسفر حول العالم، وتمكنا من تحقيق نتائج هائلة نتيجة للمرونة والسرعة التي نتحلى بها في التعاطي مع المتغيرات، والآن نجني ثمار سنوات من الاستثمارات المتواصلة في منتجاتنا وخدماتنا، وفي بناء شراكات قوية، وتعزيز قدرات كوادرنا وموظفينا “.
وتابع قائلا: “تمكنت طيران الإمارات ودناتا من صياغة نماذج أعمال ناجحة تنطوي على المزايا الفريدة التي تتمتع بها دبي، ومن ثمّ توليد قيمة هائلة للإمارة والمجتمعات التي نخدمها في جميع أنحاء العالم، فيما يعزز الوضع المالي الممتاز للمجموعة اليوم، من ثقتنا في المستقبل لتحقيق مزيد من النمو والنجاح، كما يتيح لنا الاستثمار في تقديم منتجات وخدمات أفضل وتوفير قيمة أكبر للعملاء والشركاء”.
وتعمل مجموعة الإمارات على العديد من المشاريع الكبرى، التي تتضمن إضافة مزيد من الطائرات بمليارات الدولارات، وبرنامجاً لتحديث أسطولها من الطائرات، وتعزيز القدرات في مجالات الضيافة والشحن والمناولة الأرضية، وتسخير التقنيات المتقدمة لدعم عمليات المجموعة، إلى جانب توسيع نطاق برامج التدريب وتطوير الموظفين، والمبادرات الرامية إلى تعزيز أجندة الاستدامة للمجموعة.
وخلال السنة المالية 2023-2024، استثمرت مجموعة الإمارات ما مجموعه 8.8 مليارات درهم (حوالي 2.4 مليار دولار) في طائرات ومرافق ومعدات وشركات جديدة، وتسخير أحدث التقنيات لدعم خطط النمو المستقبلي للمجموعة.
وارتفع إجمالي أعداد العاملين في المجموعة بنسبة 10 بالمئة إلى 112406 موظفاً، وهو أكبر حجم لها على الإطلاق، مع استمرار طيران الإمارات ودناتا في زيادة أنشطة التوظيف حول العالم لدعم توسعات عملياتهما وتعزيز قدراتهما المستقبلية.
كما قطعت المجموعة أشواطاً كبيرة في رحلة الاستدامة خلال السنة المالية 2023-2024، حيث نفذت العديد من المبادرات التي تركز على البيئة والأفراد والعملاء والمجتمعات.
وكانت المواضيع البيئية على رأس أجندة المجموعة خلال السنة الماضية، مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي “كوب28″، أكبر مؤتمر في العالم للعمل المناخي.
كما وقعت طيران الإمارات خلال السنة الماضية اتفاقيات توريد جديدة لتعزيز استخدامها وقود الطيران المستدام SAF في مركزها بدبي للمرة الأولى، وكذلك في أمستردام وسنغافورة.
كما شغلت الناقلة أول رحلة تجريبية لطائرة الإيرباص A380 باستخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100 بالمئة في أحد محركاتها، وجمعت البيانات لدعم جهود الصناعة لتمكين استخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100 بالمئة في المستقبل.
وانطلاقاً من إدراكها بمحدودية الحلول القابلة للتطبيق لخفض انبعاثات الكربون بشكل ملموس أمام الناقلات الجوية، أطلقت طيران الإمارات صندوقاً بقيمة 200 مليون دولار لدعم مشاريع البحث والتطوير التي تركز على الحد من تأثير الوقود الأحفوري في الطيران التجاري.
كما أصبحت أيضاً أحد المشاركين المؤسسين في “إير- كرافت Air-CRAFT”، أول تحالف بحثي في دولة الإمارات العربية المتحدة يركز على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام، كما انضمت إلى مجموعة سولنت، وهي مبادرة بريطانية تركز على الاستثمارات منخفضة الكربون لمجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك قطاع الطيران.
وواصلت دناتا استثماراتها في العمليات الصديقة للبيئة، وضمت المزيد من المركبات الكهربائية والهجينة إلى أسطولها العالمي من معدات الدعم الأرضي، وجرارات الأمتعة ورافعات البضائع وجرارات الدفع الخلفية، إلى عملياتها في الولايات المتحدة الأميركية.
كما حوّلت وجددت محطات توليد الطاقة التي تعمل بالديزل في إيطاليا لتعمل بالزيت النباتي المهدرج والطاقة الكهربائية. وقامت شركات تابعة لمجموعة دناتا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي “دناتا لوجيستيكس” و”المغامرات العربية” و”ألفا فلايت سيرفيسيز” و”سيتي سايت سيينغ”، بتحويل أسطول مركباتها لتعمل بمزيج الوقود الحيوي.
وخلال السنة الماضية، أصبحت دناتا أول شركة مزودة لخدمات طيران شاملة تحصل على شهادة الإدارة البيئية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تقديراً لالتزامها الراسخ بالاستدامة عبر محفظتها المتنوعة من الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحصلت طيران الإمارات على المرحلة الأولى من شهادة تقييم أياتا البيئي IEnvA وشهادة تقييم نموذج التجارة غير القانونية في الحياة البرية، تقديراً لالتزامها بالممارسات المسؤولة بيئياً.
وعززت المجموعة استثماراتها في تطوير الأفراد، وأطلقت برنامجاً شاملاً لخيارات التعلم والتدريب لموظفيها بالشراكة مع أفضل الجامعات وشركاء الصناعة الرئيسيين. كما أطلقت مجلس التوازن بين الجنسين لدعم وتعزيز المساواة بين الجنسين داخل المجموعة.
ووسعت مجموعة الإمارات نطاق تقاريرها البيئية والاجتماعية والحوكمة في تقريرها للسنة المالية 2023- 2024، كما تتبنى جوانب من معايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير GRI. وتعتزم تطوير تقاريرها لتلبية متطلبات مجلس معايير الاستدامة الدولية وتوجيهات إعداد تقارير استدامة الشركات في السنوات المقبلة.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد: “ندخل السنة المالية 2024-2025 على أسس قوية لتحقيق النمو المستمر، حيث ستتسلم طيران الإمارات 10 طائرات جديدة من طراز A350، ما يعزز أسطولنا ويدعم المرحلة التالية من نمو شبكتها. كما ستواصل دناتا الاستفادة من أوجه التآزر والتوسع عبر أقسام أعمالها لتعزيز حضورها وقدراتها. وبالتوازي، سنواصل الاستثمار في الموارد لتقليل تأثيرنا البيئي، وتطوير مواردنا البشرية، ورعاية عملائنا والمجتمعات التي نخدمها”.
وأضاف: “نمضي في مسيرتنا بنظرة مستقبلية إيجابية، ونتوقع أن يتواصل الطلب القوي على النقل الجوي والسفر في الأشهر المقبلة، فيما سنواصل مراقبة التكاليف والعوامل الخارجية مثل أسعار الوقود وتقلبات أسعار صرف العملات والتغيرات الاجتماعية والسياسية. لقد كان نموذج أعمالنا موضع اختبار من قبل، وأنا واثق من مرونتنا وقدرتنا على الاستجابة السريعة للفرص والتحديات”.
واختتم الشيخ أحمد بن سعيد بقوله: “بالنظر إلى المستقبل، أعلنت حكومة دبي عن خطط لبدء المرحلة التالية من التوسعات في مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيشكل المركز الجديد لعمليات طيران الإمارات ودناتا. ومن شأن هذا الاستثمار البالغة قيمته 128 مليار درهم (35 مليار دولار) أن يعزز البنية التحتية لقطاع الطيران والخدمات اللوجستية في دبي، ما يدعم الخطط التنموية في الإمارة ويدفع نمو طيران الإمارات ودناتا”.