كتبت/دكتورة رانيا الجندي
في إعتقادي الأزمة تكمن في التخوف من مشاركة ومقاسمة المناصب ليظل ويبقى من هو باق إلى أجل مسمى وتسكين فريق المايسترو الذي يحسن العزف أكثر من إحتراف العمل.
تواجه بلد بحجم مصرنا الغالية التي أشرف أبنائها على تعليم وتدريب مجتماعات الشرق التي قامت الآن بإختراق العالم بعلمها وتحضرها وأسواقها المالية، وصدرت علماء إلى الغرب.
بلد قام رئيسها بتدشين البرنامج الرئاسي لإعداد الكوادر القيادية للمستقبل، ويطالب جميع الهيئات والوزرات والمحافظات بوضع نائب شاب لإعداد الشباب لقيادة المستقبل. تُصدر للعالم وللعرب أنها تواجه أزمة قيادات،
فيجدد لمن هو باق وتظل جهات بدون قائد، وتتنقل الوجوه المألوفة من هنا إلى هناك وتُقلد أكثر من منصب مهما صابها العوار.
وتظل الكفاءات مغموره ومن إستطاع منهم التحدي وأظهرت نتائجه الفعلية نجاح يجتاح العالم بأجمعه،تظهر روشتة الطبيب الفورية وتُصدر أزمة ثقة ونقرأ الفاتحة على عمله الدؤوب.
وكأن يتخللنا خلايا تعمل على إبقاء مصر في سكونها وعدم ملاحقة العالم التي أظهرت جميع مؤسساته أن مصر الوحيدة التي تستطيع الصمود أمام الأزمات،
وأن شعبها ربط حزام الفاروق حتى تعود أمجاد الأجداد، تساقطت شعوب العالم بالأزمة الصحية (كرونا)، ومصر تحقق أفضل معدل نمو ربعي منذ عشرين عام مقارنة بالربع المماثل ويُقدر بحوالي 9.8% والذي سوف يؤدي إلى رفع سقف التوقعات لمعدل النمو السنوي لحوالي 5.7%.
وتساقط أبناء وطني من الإحباط من المستقبل المنير للفاشل الذي يتباهى بعدم تحقيق النتائج مع استمرار تصعيده رغم بغض العاملين في قطاعه وبغض زملائه.
حقيبة الاستثمار فارغة، ونسعى لزيادة معدلات الاستثمار واجتذاب استثمارات أجنبية وعربية ومحلية على مستوى الاستثمار المباشر و غير المباشر،
وكذلك نسعى لدمج الاقتصاد الموازي في الاقتصاد الرسمي الذي بدوره يعمل على تنمية موارد الدولة من الضرائب وزيادة معدلات التشغيل وبالتالي خفض معدلات البطالة حتى نصل لمعدلات فقر أقل لنتماشى مع مبادرة حياة كريمة التي تستهدف القرى الأكثر فقراً. والوصول للشمول المالي المستهدف ومصر الرقمية.
نرى دائماً كرسي القيادة يجدد من تلقاء نفسه لشاغله، حتى نوادي مصر إما منافسة غير متكافئة أو نجاح ساحق للمتواجد. ودعايا وإعلانات وتربيطات للقائد الحالي خارج حدود اللوائح. ونادراً مانصادف التغيير إلا للأقوياء إما مادياً أو على مستوى العلاقات العامة أو الأسرية.
القوة عادت في المناصب فلا يخاف صاحب المنصب على مكانته واستمراريته بل يضمنها بطرق لا يوازيها النتائج. وعادت مقولة ” إن فاتك الميري إتمرمغ في ترابه” وعملت المصانع بدون خبرات مهنية وبدون معدات أو بآلالات متهالكة، وظلت الشركات بدون قائد. لأننا نُصدر للقيادة العليا أزمة الكفاءات وأزمة الثقة.
من ينادي بتلك الأزمة الوهمية عليه بتقديم كشف حساب كم قائد صنعه في ظل قيادته كم مصري تم تأهيلة ليشغل منصبه من بعده، إذن هو من صنع الأزمة، لِتُصنع الأنا.