أسعار النفط تداولاتها النهائية للأسبوع بانخفاض ملحوظ تحت ضغط جني الأرباح. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، فإنها استعادت توازنها لتظل عند أعلى مستوياتها خلال العشرة أشهر الأخيرة. يأتي ارتفاع أسعار النفط على الرغم من تعزيز مؤشر الدولار الأمريكي واقترابه من اختراق مستويات الـ 105.
أسعار النفط
استمر صعود أسعار النفط اليوم بفضل تقرير إيجابي حول المخزونات الأمريكية وأرقام واردات صينية قوية. شهدت أسعار النفط الخام زيادة تجاوزت 7% خلال الجلسات العشر الماضية.
ومع ذلك، تأثرت ارتفاعات أسعار النفط بقوة الدولار، الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له في نحو ستة أشهر تقريبًا يوم الخميس. هذا التأثير جاء بالتزامن مع وجود علامات على المرونة في اقتصاد الولايات المتحدة بشأن التضخم وسوق العمل، مما زاد من مخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة في البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات الأخيرة تقليصًا أكبر من المتوقع في المخزونات الأمريكية خلال الأسبوع الذي انتهى في الأول من سبتمبر. هذا أثار تساؤلات حول مدى استدامة الطلب القوي في الأسابيع المقبلة، خاصةً مع اقتراب موسم الصيف الكثيف للسفر.
في الوقت الحالي، يشهد سعر النفط الخام ارتفاعًا حيث ارتفع بنسبة 0.8% إلى 87.56 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت أسعار نفط برنت فوق مستويات الـ 90 دولارًا للبرميل لتسجل 90.67 دولارًا بزيادة 0.83%.
على الجانب الآخر، يتجه النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية تجاوزت 1% لكل من النفط الخام ونفط برنت. يدعم هذا الأداء التوقعات بتشديد الإمدادات بفعل تخفيضات إنتاجية أعلنتها المملكة العربية السعودية وروسيا. السعودية ستحتفظ بتخفيض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، وسيحتفظ روسيا أيضًا بتخفيض صادراتها بمقدار 300 ألف برميل حتى نهاية العام.
تلك الخطوة لتقليل الإمدادات أثرت إيجابيًا على أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، حيث توقعت الأسواق أن انخفاض الإنتاج سيسهم في تلطيف تأثيرات تباطؤ الطلب المتوقع في الأشهر القادمة. ومع ذلك، يتساءل التجار الآن عما إذا كان ارتفاع النفط سيستمر في الوقت القريب، بناءً على توقعات بتراجع الطلب – خاصة في الولايات المتحدة والصين – في الأشهر المقبلة.
وفيما يتعلق بالصين، ارتفعت وارداتها من النفط بأكثر من 30% في أغسطس، لكن إجمالي الصادرات والواردات لا يزال ينخفض بشكل كبير. هذا يثير تساؤلات حول قوة انتعاش استهلاك الوقود المحلي هذا العام. وبالرغم من تحسن الوضع بالسفر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يظل النشاط الاقتصادي في اتجاه هابط.
وفي النهاية، من المتوقع أن تظهر بيانات التضخم في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم،