ارتبط شهر رمضان دائما بطرح الإعلانات الجديدة والجذابة على شاشات التليفزيون ومنصات التواصل الاجتماعى المختلفة عاما بعد عام إذ تتسابق الشركات والهيئات على تسويق منتجاتها وخدماتها بطريقة مبتكرة للجمهور ويشارك فيها فنانون ومشاهير بشكل أصبح الاعتماد على ظهور عدد من النجوم فى الإعلان الواحد سمة تتكرر كل عام.
واشتدت المعارك هذا العام بين الفضائيات حول الإعلانات كل قناة تريد الحصول على النصيب الأكبر منها.. وهى منافسة مشروعة لأن الإعلانات أهم مصادر تمويل إنتاج المسلسلات أمام ارتفاع أجور الفنانين التى تصل للملايين الآن.
وقد لاحظت فى رمضان هذا العام أن معظم نجوم المسلسلات يقدمون أنواعاً مختلفة من الإعلانات وكانت النتيجة التداخل بين أحداث المسلسل والمادة الإعلانية يجعل المشاهد فى حيرة خاصة أن كثيراً من الإعلانات تستغرق وقتا طويلا وتتداخل الأحداث مع بعضها ويفقد المسلسل تركيزه ويتوه هل عايزة إعلانا أم جزءاً من المسلسل!
دائما تصر كل القنوات على تقديم الإعلانات مع المسلسل كما يطالب بهذا أصحاب الإعلانات لأنها أصبحت أحد الشروط المهمة لأن يصبح الإعلان أكثر انتشارا لكن أحيانا هناك بعض الإعلانات التى تثير الجدل منذ أول عرض لها ما يتسبب فى إيقافها وهو ما تكرر مع أكثر من إعلان.
والإعلانات بوجه عام تنقسم إلى ثلاثة أقسام أولها تخاطب فئة الأثرياء بعروض للفيلات والقصور والمنتجعات السكنية الكبيرة وثانيها تركز على المستهلك المصرى واستخدام والاعتماد على التكنولوجيا واستخدام الأفكار المبتكرة كإعلان القوة الخارقة أما ثالثها إعلان تبرعات للمستشفيات ومشروعات ترعى حقوق البسطاء والفقراء وهذه الإعلانات يعيبها عدم تحديد الميزانية الخاصة بها وتوضيح للمشاهد مصاريف الانفاق لأن أغلب نوعية هذه الإعلانات تعتبر «سبوبة» لأصحابها لذلك لابد من معرفة مصادر إنفاقها وأصحاب المنتجات يسعون لعرض منتجاتهم فى المسلسلات باعتبارها أكثر إثارة للمعلنين ومع ذلك توجد بعض الإعلانات لا تتناسب مع قيم وثقافة المجتمع.
والسؤال دائما لماذا إعلانات التبرعات لا تظهر إلا فى شهر رمضان فقط ويكون وجودها بهذه الكثافة وللأسف الإجابة بسيطة وهى استغلالهم لتعاطف الشعب من خلال تكرار الإعلان.
لابد أن يكون هناك توازن فى المحتوى والمضمون فإعلانات الفيلات والقصور تؤدى إلى إحباط المشاهد وتزيد من تطلعاته وانتشار الأحقاد الاجتماعية أى أن إعلانات القصور والفيلات لها تأثير سلبى من خلال إبراز الفرق بين طبقات المجتمع بطريقة مفزعة وتكون سببا فى رفع مستوى التطلعات التى تفوق القدرات كما أن إعلانات التبرعات تعمل على تخويف وإرهاب المشاهد كما تعمل على استغلال وتر الدين.
وإعلانات التبرع بالذات تحاصر المشاهد وتجبره على التبرع بأى ثمن فى رأى أساتذة الإعلان من خلال أبحاثهم أن الإعلانات مليئة بالتناقضات.. وهى إعلانات للأثرياء فقط.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية