بقلم/دكتور سيد قاسم
عضو الجمعية المصرية للإقتصاد السياسي والتشريع
مما لا شك فيه أن المعلوماتية أصحبت تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في الاقتصاد سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو الدولي ، وذلك بعد أن ظل الفكر الاقتصادي التقليدي يرتكز على مفهوم توفير الموارد الطبيعية وتقدرتها على تعزيز الانتاج كمحرك للاقتصاد العالمي .
وجدير بالذكر فقد أصبحت المعرفة المصدر الأساسي لتنافسية أي دولة في السوق العالمية، بل صارت تحدد مسار تنمية وتطور الدول، وانعكس ذلك على تزايد اهتمام المؤسسات الدولية والحكومات المختلفة بالحديث عن اقتصاد المعرفة وقياس تطور الدول في مسار تحقيقها.
و قد عرف البنك الدولي اقتصاد المعرفة على أنه اقتصاد قادر على اكتساب المعرفة ، ونشرها وتطبيقها بهدف تعزيز التنمية كما عرف برنامج االأمم المتحدة الإنمائي بانه نتاج المعرفة
ونشرها واستخدامها في جميع المجالات في النشاط الاقتصادية و الاجتماعية وبناء القدرات البشرية والتوزيع الناجح له.
كما قدم البنك الدولي “مؤشر اقتصاد المعرفة” Knowledge Economy Index (KEI) لمساعدة الدول على تحري موضعها وتقييم قدراتها في إطار خلق اقتصاد المعرفة، مستندًا إلى أربع مؤشرات أساسية ،
هى مؤشر الإطار المؤسسي والاقتصادي ، ومؤشر الابتكار واستخدام التكنولوجيا، ومؤشر التعليم والتدريب، ومؤشر البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT.
وفى سياق متصل فالمجتمع المعرفي يملك العديد من السمات منها إمكانية تجاوز الحدود المكانية والزمنية ، حيث أصبحت المجتمعات المعرفية كالقرية الصغيرة
التى تملك القدرة على سرعة الاستجابة لمتغيرات التطور التقني والتى ظهر فى العديد من منتجات المجتمع المعرفي والعالم الذكي المحيطة بنا ومنها المدن الذكية و المنازل الذكية ، السيارات الذكية ، شبكات الطاقة والاتصالات الذكية.
وأخيراً وليس بأخر نجد أن الإشكالية الاقتصادية أصبحت اليوم مبنية على وفرة المعلومات وليست الموارد النادرة التقليدية وذلك لأن تأثير المعرفة أصبح العنصر الحاسم في كافة أوجه النشاط الاقتصادي ، وأصبحت المعرفة الأساس لأي نمو إقتصادي
ومن خلال ذلك تحول العالم من البحث و التصادم من اجل مصادر الموارد النادرة إلى البحث و التصادم من اجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة ،
لذلك فلابد من البحث عن نقطة التحول والانطلاقة للاستثمار بالاقتصاد المعرفي لما له من أهمية كبري فى خلق المناخ الاستثمارى وتبدأ نقطة الانطلاقة فى صناعة قوى عالمة بدلا من قوى عاملة