تمتلئ الكيانات الإدارية ومعظم الجهات الحكومية بكفاءات شابه لا تقل مهارة عن تلك التى مكثت فى الأرض سنين بل يمكن أن تتفوق عليها إداريًا وعلميًا ,
ولكن ما يمكن أن تقابله تلك القدرات الخاصة من تعسف وإضطهاد فى بعض الأحيان ممن يطلقون على أنفسهم ( الحق بالأقدمية ) وكأنه تشريع ألهي قد فرض على موظفي وأفراد العمل الإداري داخل أي مؤسسة ,
الإنسياق طواعية لسلم التدرج الوظيفي دون مراعاة للكفاءات والقدرات الشابه لتنكسر الطموح الشابه فى التطور المطلوب لتقتل تلك الكفاءات فى مهدها دون تقدير أو إعتبار ,
ولا نتجاوز حينما نقول أن معظم الكيانات أصابها الوهن والضعف بسبب تداعيات مرض الأقدمية وما يمكن أن يصدره من عنصر غير كفء بسبب هذه القاعدة العتيقة.
فقد تسببت هذه القاعدة الموروثه فى هروب الكفاءات الشابة فى جميع الوظائف وأغلبها للخارج خوفا من بطش مدير أو رئيس عمل بسبب كفاءتهم الغير مرغوب فيها ولشعورهم بالضعف أو الجهل أمام تلك القدرات الشابه
لنجد الغرب وكيف يتعامل مع هذه القدرات وكيف للوظائف هناك لا تعترف إلا بالقيمة المضافة ولا إعتبار لعنصر الزمن من ديمومة العمل والإستمرار فيه ,
فالكفاءة فى بلاد الغرب هي العنصر الأوحد الذى يعتمد عليه نظام الترقي والوصول إلى منصب قيادي داخل أى شركة أو مؤسسة ,
فالقياس هناك بعنصر الكفاءة لا عنصر الزمن لتضرب بقاعدة الأقدمية عرض الحائط فنجد شاب لا يتجاوز الثلاثون مسؤل عن شركة أو مجموعه شركات بسبب كفاءته , لينعكس ذلك على وتيرة العمل وتميزه بشكل يؤثر على اقتصادات تلك الدول بشكل إيجابي وفعال.
لنجد اليوم القطاع الخاص يتبنى فكرة الكفاءة بديلا عن الأقدمية ليؤثر ذلك على عمل القطاع الخاص بشكل يجعله اليوم أصلح لإدارة المشروعات وضمان جودتها وذلك لإفساح المجال للكفاءة
كي تتربع على عرش التميز دون النظر إلى حداثة سن أو لأقدمية أفقدت القطاع الحكومي تميزة وجوده مخرجاته عبر سنوات طوال ,
فنرى يوميا تزايد اعداد الطيور المهاجرة من الشباب ليلمع نجمهم وتستطع جهودهم منذ أن تطأ أقدامهم فى بلاد الغرب وما أن يمكثوا هناك فترة وجيزة فنجدهم مدراء وروؤساء شركات بسبب كفاءتهم التى قوبلت بصلف وجمود صخرة الأقدمية فى بلادهم
لتقف عائق بينهم وبين طموحهم فى التجدد والتحديث طالما أن هناك هم من أعلى منهم بسبب أقدميتهم السرمدية والتى خلقت لهم حصانه زمنية ضد أى تطوير وتقدم أو حتى تقبل فكرة تخطيهم ممن هم أقل منهم فى السن .
لتأتي الجهود فى خلق تشريعات حديثة فى جعل الكفاءات هم من يتصدرون المشهد ولكنها قد تعجز تلك المحاولات فى تغيير ثقافة عبرت من نافذة التاريخ العتيق
ليعاود المشهد ويتكرر من جديد لتشهد المنافذ والمعابر الدولية إنتحار الكفاءات الشابه بسكين الأقدمية العتيق لتحلق تلك الكفاءات إلى بلاد الغرب
متأكدين أن هناك سوف يبدعون وتستمر كفاءتهم فى ظل نظام لا يتعرف بالأقدمية بل يعتد بالقيم المضافة التى يمكن للأنسان أن يضيفها داخل دولاب عمل لا ينضب.
بقلم/الدكتور عمرو يوسف
الخبير الاقتصادي