كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن بدء 30 شركة ومطارًا في استخدام الهيدروجين في مجال الطيران، أو الاستعداد لهذه الخطوة مستقبلًا، في إطار تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف الألفية.
وقال الاتحاد إن 15 شركة طيران أبدت اهتمامًا بهذا الوقود النظيف، بصورة أو بأخرى، بينما أطلق 15 مطارًا بعض تجارب استخدامه في عدد من عملياتها التشغيلية بعيدًا عن الطائرات، حسبما ذكر موقع “هيدروجين.سينترال“.
وتحتاج عملية إزالة الكربون من القطاع إلى تفعيل التقنيات النظيفة، القادرة على تحقيق هذا الهدف، مثل الهيدروجين ووقود الطيران المستدام.
قال مدير قطاع طاقة النقل في اتحاد النقل الجوي الدولي، هيمانت ميستري، إن 15 شركة طيران انخرطت في مجال استخدام الهيدروجين بعدة سبل؛ منها الاستثمار في التقنيات وتوقيع اتفاقيات تطوير، أو حتى محاولات علاج التحديات.
وأضاف أن 15 مطارًا اتخذت خطوات في مراحل متقدمة لاستخدام الهيدروجين، بدءًا بالتطوير مرورًا باستخدام هذا الوقود في بعض العمليات بعيدًا عن الطائرات، كما يجري بعضها دراسات جدوى لخطط تطوير الوقود النظيف في القطاع بشراكة مع المنتجين ومصنعي الطائرات.
ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تستهلك صناعة الطيران من 15% إلى 20% من إنتاج الهيدروجين، الذي يبلغ 600 مليون طن بحلول عام 2050.
ووفق تلك التوقعات؛ فإن صناعة الطيران ستستخدم 100 ميجاطن من الهيدروجين لإنتاج وقود مستدام، إضافة إلى 20 ميجاطن وقودًا للطائرات الجديدة المُنتجة بخاصية استخدام هذا الوقود، “إذا دخلت الخدمة” بحلول عام 2035.
وتابع: “صناعة الطيران لا تمثل أكثر من 3% حاليًا من انبعاثات غازات الدفيئة، لكن مع زيادة الطلب على السفر حتى 2050، ستزيد تلك الانبعاثات؛ ما يعني أن تحرك الصناعة نحو الوقود النظيف سيصبح ضرورة”.
ولفت مدير قطاع طاقة النقل في الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن استخدام صناعة الطيران للهيدروجين والطاقة المتجددة في مخططات مختلف البلدان بات ضرورة.
إياتا..الحياد الكربوني
أصبح استخدام الهيدروجين في صناعة الطيران، أحد التحديات التكنولوجية، التي يساعد التغلب عليها في تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050، وفق اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا).
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة رولز رويس بالمملكة المتحدة، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2022، نجاح تجربة استخدام الهيدروجين بوصفه وقودًا في محرك طائرة نفاثة، أُنتج من طاقة الرياح والمد والجزر.
كما أعلنت شركة إيرباص الأوروبية، الأسبوع الماضي، أنها تطور خلايا الوقود بمحرك الطائرة، في إطار خطة استخدام الهيدروجين بوصفه وقودًا بحلول عام 2035.
وتزيد كثافة الهيدروجين بمقدار 3 أضعافها في الوقود العادي، بينما يحتاج استخدامه في صورته السائلة إلى سعة تخزين أكبر بمقدار 4.5 ضعفًا، بشرط أن تكون درجة حرارته أقل من -250 درجة مئوية (تحت الصفر بـ250 درجة مئوية).
وقال مدير قطاع طاقة النقل في إياتا: “إن هذه المواصفات تخلق تحديات وفرصًا في استخدام الهيدروجين في صناعة الطيران لتحقيق الحياد الكربوني”.
وأوضح وجهة نظره قائلًا إن ملء خزان الوقود في الطائرة بالهيدروجين مختلف عن الوقود التقليدي، لكن يمكن التوقف عن استخدام جناح الطائرة بوصفه خزان وقود عند استخدام هذا الوقود النظيف؛ ما يسهل تقليل وزنه وحجمه.
قال مدير قطاع طاقة النقل في إياتا إن توقعات التوسع في استخدام الهيدروجين في صناعة النقل الجوي، تشير إلى أنه سيكون في الطائرات الصغيرة التي تصل حمولتها إلى ما بين 19 و20 راكبًا، وذلك في المرحلة الأولى بحلول 2030.
وأضاف أن منتجي الطائرات ومحركاتها الكبار استثمروا نحو 4.5 مليار دولار في بحوث تتعلق باستخدام الوقود الأكثر نظافة في الطائرات.
ويتوقع المسؤول انخفاضًا حادًا في تكلفة إنتاج الهيدروجين، بعد وصول صناعة النوع الأخضر منه إلى مرحلة النضج، وتدشين عدد أكبر من منشآت إنتاجه، إضافة إلى هبوط تكلفة الطاقة المتجددة.
ويرى اتحاد النقل الجوي أن استخدام الهيدروجين والوقود المستدام، حتى يكون مؤثرًا في صناعة الطيران وتحقيق الحياد الكربوني، يجب أن يزيد إنتاجه مع المستوى الحالي الصغير.
ويبلغ إنتاج وقود الطائرات المستدام 300 مليون لتر مع نهاية العام الجاري (2022)، بزيادة 200% عن العام الماضي (2021)، بينما تشير أرقام إياتا المتفائلة إلى أن الإنتاج سيصل إلى 450 مليون لتر.
وقال الاتحاد إن الوقود المستدام لن يمثل أكثر من 0.1% من إجمالي وقود الطائرات النفاثة في 2022، مقارنة بنسبة 0.04% في 2021.
وأشار رئيس قطاع طاقة النقل في إياتا إلى أن تحقيق المستهدف، يتطلب زيادة إنتاج وقود الطائرات المستدام بسرعة، وأن يصل إلى 30 مليون لتر؛ ما يعني أن يرتفع بمقدار 4500 ضعف حتى 2050، مقارنة بعام 2021.
وحث الاتحاد حكومات الدول على تقديم حوافز لصناعة وقود الطائرات المستدام؛ لأن تحقيق انتقال الطاقة سيحتاج إلى تمويل بالضرورة.