تسعى السلطات الإيرانية إلى تحقيق التحديث والتطوير من خلال استغلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بهدف مساعدة رجال الدين على إصدار الفتاوى أو أحكام الشريعة الإسلامية بشكل أسرع وأكثر كفاءة من أي وقت مضى.
ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، يشجع المسؤولون في مدينة قم، التي تعد مركزًا دينيًا بارزًا في إيران، رجال الدين على استخدام التكنولوجيا الحديثة، وبالأخص الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير عملهم وزيادة كفاءتهم.
رئيس حاضنة التقنية التابعة للدولة في قم، محمد قطبي، أوضح أن الهدف ليس استبدال رجال الدين بالروبوتات، بل هو توظيف التكنولوجيا لتقديم دعم موثوق به يمكن أن يساعد رجال الدين في إصدار الفتوى في وقت أقل، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقلل من مدة هذه العملية بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن رجال الدين الشيعة يستغرقون وقتاً طويلاً في دراسة النصوص الإسلامية التي تمهيداً لإصدار الفتاوى، إلا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تسريع هذه العملية وجعلها أكثر فاعلية. وتشمل مجالات الفتاوى التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي فيها مواضيع تتراوح من الوطنية إلى النظافة الشخصية.
آية الله علي رضا عرفي، عضو مجلس صيانة الدستور الإيراني ومجلس الخبراء، أكد أهمية استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي في مؤسسات العلم والدين. وأشار إلى ضرورة توظيف هذه التقنيات بهدف تعزيز الحضارة الإسلامية.
يجري العمل على تطوير مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي في قم، والذي يتبع المعهد الديني ويمتلك القدرة على الوصول إلى نصوص دينية قديمة يمكن تضمينها في البرمجيات. وتبدو هذه الخطوة مدعومة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الذي عبَّر عن رغبته في جعل إيران من بين الدول العشر الأوائل في مجال الذكاء الاصطناعي.
مع ذلك، يتعين أن يبقى الاستخدام الذكاء الاصطناعي متوافقًا مع تفسير الإسلام في إيران، حيث يجب أن تتماشى التكنولوجيا مع القيم والثقافة المحلية لضمان التوافق مع الأهداف الدينية والثقافية للبلاد.