صعدت إيرباص نزاعها مع الخطوط الجوية القطرية وأتهمتها بالتحريض على وقف تشغيل طائرات “A350” محلياً من أجل المطالبة بالتعويض عن العيوب السطحية المزعومة، وإلغاء طلب منفصل للحصول على طائرات “إيه 321 نيو”.
وفقاً لوثائق أعدتها أمام جلسة محكمة في لندن ، قالت شركة إيرباص إنه “لا يوجد أساس معقول أو منطقي” للمنظمين القطريين لإيقاف تشغيل 21 طائرة من طراز “إيه 350” تديرها شركة الطيران المملوكة لدولة قطر.
ستؤكد الشركة المصنّعة للطائرة أن الخطوط الجوية القطرية “سعت إلى تدبير أو وافقت” على عدم تشغيل الطائرات لأن من مصلحة الشركة الاقتصادية أن تتوقف الطائرات عن العمل “نظراً لتأثير جائحة فيروس كورونا” عند الطلب.
تتواصل فعاليات المعركة عالية المخاطر في لندن بعد أن رفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية ضد شركة إيرباص بسبب عيوب الطلاء السطحي للطائرة ذات الممرين.
قالت شركة صناعة الطائرات أمس الخميس إنها ألغت عقداً منفصلاً لتسليم طائرات “إيه 321″ أصغر حجماً، ما يمثل ضغطاً على شركة الخطوط الجوية القطرية، في حين تستعد الدوحة لاستضافة فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في وقت لاحق من 2022.
وفي حين وجد المنظمون الأوروبيون أن العيوب السطحية في طراز” إيه 350″ لا تشكل أي مشاكل تتعلق بصلاحية الطائرات للطيران، فإن المنظمين في قطر أوقفوا تشغيل هذا الطراز منذ منتصف العام الماضي.
قالت شركة الطيران في وثائقها التي نُشرت أمس الخميس، إن التأثير السلبي لوقف تشغيل الطائرات على عملياتها واضح، لا سيما في الفترة التي تسبق إقامة بطولة كأس العالم.
من ناحية أخري تسعى شركة الخطوط الجوية القطرية، التي أعادت تشغيل طائرات “إيه 380” العملاقة لتعويض السعة أو القدرة المفقودة،
للحصول على تعويض بأكثر من 700 مليون دولار عن عدم قدرتها على استخدام طائرات “إيه 350” (618 مليون دولار حتى 17 ديسمبر، و4.2 مليون دولار أخرى في اليوم).
قالت شركة إيرباص في وثائقها للمحكمة إنه لا يوجد تعويض مستحق الدفع وأن الخطوط الجوية القطرية “في حالة تقصير واضح في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية” برفضها قبول استلام طائرتين من طراز “إيه 350”.
تقول شركة إيرباص الآن إنها لن تسلم أياً من طائرات “إيه 350”. سلمت صانعة الناقلات الجوية 53 طائرة من طراز “إيه 350” إلى الخطوط الجوية القطرية من أصل 76 تم طلبها.
وقالت إيرباص ومقرها تولوز بفرنسا إنها أنهت عقداً منفصلاً لتسليم طائرة “إيه 321 نيو” إلى الخطوط الجوية القطرية، وفقاً لبيان إفصاح. يمثل تسليم الطائرات من الطراز أحادي الممر الشهير، قيمة عالية، مع عدم توافر طائرات جديدة حتى عام 2023.
قالت قطر في وثائقها إن طائرات “إيه 321 نيو” لم تكن جزءاً من النزاع حتى 17 يناير، موضحة أن شركة إيرباص لا يحق لها الاعتماد على التقصير المتقاطع كأساس لإلغاء العقد.
أوضحت أن الشركة لديها 50 طائرة من هذه الطائرات المقرر تسلمها بين فبراير 2023 وأبريل 2031، ومن المقرر تسلم 6 طائرات في عام 2023.
استمر الجدل حول تقشّر وتشقق الطلاء على طائرات “إيه 350″ لعدة أشهر قبل دخول المجال القانوني، عندما قررت الخطوط الجوية القطرية مقاضاة شركة إيرباص أواخر العام الماضي.
أقرت إيرباص بأن شركات الطيران بما في ذلك فينير أويج” (Finnair Oyj) قد شهدت مشاكل مماثلة في الطلاء، ولكن لم تقم أي شركة طيران أخرى بوقف تشغيل الطائرات. وتعترض الشركة المصنعة على وصف قطر للمشكلة بأنها مشكلة تتعلق بالسلامة.
عادة ما يتبع المنظمون المحليون توجيه أو قيادة هيئة التصديق (في هذه الحالة الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران) على الرغم من أنه في بعض الحالات (مثل إيقاف طائرة بوينغ” 737 ماكس” في عام 2019) يتصرف المسؤولون المحليون من تلقاء أنفسهم.
تقول شركة إيرباص إنه في هذه الحالة، بعد موافقتها على دفع 175 ألف دولار يومياً للخطوط الجوية القطرية مقابل وقف تشغيل الطائرات غير المقرر المرتبط بإصلاح مشكلات سطحية لطائرة واحدة من طراز “إيه 350″، طلبت شركة الطيران إجراء مزيد من عمليات التفتيش من جانب الهيئة العامة للطيران المدني بقطر.
في نهاية المطاف، أوقف المنظمون القطريون تشغيل 21 طائرة، على الرغم من تحقيق موازي أجرته وكالة سلامة الطيران الأوروبية، الذي لم يجد أي مخاطر على سلامة الطيران للتشكيك في صلاحية الطائرة “إيه350” للطيران.
تؤكد شركة إيرباص أنها قدمت تحليلاً كاملاً للأسباب الجذرية للمشكلة، التي تعارضها أو تشكك فيها قطر.
من جانبها، تسعى الخطوط الجوية القطرية إلى حل الخلاف في الوقت المناسب لاستخدام طائرات “إيه 350” المعطلة وسط الاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم في وقت لاحق من 2022.