مع ما تشهده أسواق السلع في مصر والعالم كله من تغيرات واضحة للجميع، كان لزاماً على الحكومات عدم الوقوف مكتوفة الأيادي ولذلك كان يجب على مختلف حكومات العالم إجراء العديد من المحاولات لكبح جماح الأسعار، وعلشان كده تبنت حكومتنا مبادرة “سوق اليوم الواحد”، وده في محاولة للتخفيف من أعباء المواطن في أسواق السلع الغذائية، وعلشان كده حاول هذا المقال عرض ملامح المبادرة دي على حضراتكم، لبيان مدى إمكانية تحقيق هذه المبادرة لأثار إيجابية على مستوى أسعار السلع بالسوق المحلي، خاصة وأنها جاءت بالتركيز على مجموعة من السلع لها مكانة خاصة في حياة كل المواطنين.
في الأول أحب أن أوضح لحضراتكم إن فكرة أسواق اليوم الواحد دي مش جديده علينا خالص، إحنا كلنا عارفين كويس قوي حكاية أسواق اليوم الواحد وكتير منا له معها تجارب كثيره، لأن عندنا في مصر أنواع كتير منها، زي مثلا سوق الأحد للسيارات، وسوق يوم الجمعه، وسوق يوم التلات، بس الجديد في الحكاية ان الحكومة خدت الفكره دي وطبقتها على سلع غذائية فقط وتحت إشراف جهات تابعة للحكومة مباشرة زي الوزارات والمحافظات والغرف وغيرهم من الهيئات والجهات.
وعايز أوضح إن هذه المبادرة تمتاز بأنها جاءت في محاولة لتقليل الحلقات الوسيطة بين المنتج والمستهلك، وده علشان نخفض الأسعار عن طريق زيادة المعروض من السلع وتلبية إحتياجات المواطنين، وذلك من خلال تعاون القطاع الخاص والعديد من الجهات والهئات الحكومية، فمثلاً سوق اليوم الواحد بمدينة نصر يتم بالتعاون مع محافظة القاهرة وتحت إشراف وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية بالتعاون مع أكثر من 50 شركة من القطاعين العام والخاص ويتم طرح أنواع مختلفة من السلع الغذائية الأساسية والاستراتيجية، بجانب اللحوم والدواجن المجمدة والخضروات والفواكه، وذلك في محاولة لتوفير السلع للمواطنين مباشرة دون المرور على الحلقات الوسيطة، وبالتالي يمكن للمنتجين توفير السلع في أسواق اليوم الواحد بمستويات أسعار تتراوح ما بين 20% و30% و40% عن المستويات العادية، نظراً لوصول المنتجين للمستهلكين مباشرة.
إعداد دورات تدريبية للمشاركين، ففي محاولة لضمان ظهور مناطق العرض والمنتجات بشكل لائق، تتعهد الجهات المنظمو لمبادرة اليوم الواحد بإعداد حلقات نقاشية لتدريب المشاركين مثل الفلاحين والتجار للتعرف على أساليب ترتيب وتغليف المنتجات وأماكن إصطفاف السيارات أو استاندات عرض المنتجات.
مزايا تطبيق المبادرة، عايز أوضح لحضراتكم إن فكرة أسواق اليوم الواحد تمتاز بأنها يمكن تطبيقها بأكثر من طريقة، فمن الممكن إستخدام سيارات كما يمكن استخدام أماكن مثبتة لا تتغير لعرض المنتجات خلال اليوم الواحد المتفق عليه، وكمان يمكن انتقال السيارات من منطقة لمنطقة أخرى في الأسبوع التالي، بحيث توجد السيارات في منطقة مختلفة في كل اسبوع داخل نفس المحافظة، وذلك في محاولة لتقريب المسافات على سكان نفس المحافظة، ففي محافظة القاهرة، تم تثبيت خمسة مناطق هي المرج، والسلام ، و15 مايو، وأمام مسجد أل رشدان بمدينة نصر، وركن فاروق بحلوان بجوار مبنى الحي لاستقبال سيارات السلع الغذائية كل يوم جمعة.
ختاماً من فؤاد الفكرة، كثير من الجهات المسئولة أكدت على أن لفكرة أسواق اليوم الواحد كثير من الفوائد نظراً لأن لديها القدرة -في ظل حسن الإدارة والتنفيذ- على أن تجمع بين عنصري الأسعار المخفضة والجودة العالية، بالاضافة إلى ضمان سهولة الدعم والإشراف والمراجعة بشكل كامل من العديد من الجهات المسئولة، وده أكيد هيكون له دور في بناء ثقة المواطنين في المنتجات المعروضة والفكرة أساساً، فلهذه الأسواق القدرة على توفير مجموعة مختلفة ومتنوعه من السلع الغذائية في مكان واحد، مما يساهم في تقليل الأحمال عن كاهل المواطنين، وتوفير الوقت والجهد، فمن خلال هذه الفكرة يمكن عمل إلتقاء مباشر بين منتجي السلع والمستهلكين في محاولة للقضاء على جشع التجار.
وأخيراً، لازم نتفق جميعا على أنه بالرغم من مزايا هذه المبادرة وآدواتها، إلا أنها تحتاج لعمليات إشراف كاملة لضمان نجاحها وإستمرارها، فهذه المبادرة تستهدف توفير سلع غذائية حيويه مثل الزيوت والسكر والأرز واللحوم والدواجن، ولذلك لابد من ضمان جودة هذه السلع للمحافظة على صحة المواطنين وضمان قيامها بدور في توازن أسعار السلع الغذائية من خلال توفير بدائل وحلول من شأنها تعزيز التكافل الاجتماعي.
بقلم / دكتور ناصر عبد المهيمن
الخبير الاقتصادي