كشف تقرير جيه إل إل عن نمو قوي في سوق الإيجارات خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث ارتفعت الإيجارات بوتيرة أسرع (مقارنة بالأرباع السابقة) بنسبة 11% في 6 أكتوبر و8% في القاهرة الجديدة،
كما تم تسليم حوالي 4 آلاف وحدة سكنية خلال الربع الأول، ليصل إجمالي المعروض الحالي في السوق إلى حوالي 249 ألف وحدة، ومن المنتظر أن تشهد الفترة المتبقية من العام إنجاز أكثر من 29 ألف وحدة سكنية.
وأوضح التقرير أنه من المتوقع حدوث تأخيرات في إنجاز المشاريع بسبب ارتفاع تكاليف البناء، والتي ستعيق بدورها الجداول الزمنية للمطورين، وعلاوةً على ذلك، قرر بعض المطورين إيقاف مشاريعهم المعلنة، مع استمرار حالة الإحجام الكامل تقريباً عن إطلاق مشاريع جديدة خلال الربع الأول.
ومن المرجح أن تؤدي التدابير التي اتخذتها الحكومة بهدف دعم سوق الإسكان و تعزيز الطلب المحلي القوي المعهود في البلاد، إلى انعاش هذا القطاع خلال السنوات القادمة.
وفي خطوة جريئة، أصبحت شركة إعمار مصر أول مطور عقاري في القاهرة يبدأ في بيع الوحدات بأحد مشاريعها بالسعر الحالي لصرف الدولار، مع وضع حد أقصى لسعر الصرف للتحوط من ارتفاع تكاليف البناء والحفاظ على استمرارية مشاريعها.
ارتفاع الطلب على المساحات المكتبية المرنة
بلغ إجمالي معروض السوق الحالي من المساحات المكتبية في القاهرة حوالي 1.9 مليون متر مربع عقب تسليم ما يقرب من 21000 متر مربع من المساحات المكتبية خلال الربع الأول من عام 2023. وتقدر جيه إل إل أن السوق سيشهد إنجاز 310000 متر مربع إضافية بحلول نهاية العام.
خلال الربع الماضي، انخفض متوسط أسعار الإيجارات على مستوى المدينة بنسبة 1% مقارنةً بالعام الماضي مسجلاً 358 دولاراً للمتر المربع سنوياً. ولكن الواقع أن أسعار الإيجارات ترتفع عند تحويلها إلى العملة المحلية على خلفية استمرار انخفاض قيمة الجنيه.
كما شهد الربع الأول أيضاً استمرار ضعف نشاط الشركات متعددة الجنسيات والوافدون الجدد إلى السوق، مع استمرار مراكز الاتصال في توجيه غالبية الطلب إلى الوحدات المكتبية الأصغر حجما من الفئة “ب”.
وعليه، قفز معدل الشواغر على مستوى السوق إلى 13% خلال الربع الأول من عام 2023، كما أدت أسعار الإيجارات المتضخمة الحالية ووضع العملة المتقلب إلى لجوء المزيد من المستثمرين إلى توقيع عقود إيجار مرنة قصيرة الأجل للوحدات المكتبية المجهزة، ما شجع مشغلي المساحات المكتبية الأكثر مرونة على التوسع في العاصمة.
انتعاش قطاع منافذ التجزئة على المدى الطويل
من المتوقع أن يؤدي عدد السكان الكبير والمتنامي في مصر بالإضافة إلى ثقافتها التي تقوم على التسوق والتنزه إلى تسريع وتيرة نمو قطاع منافذ التجزئة على المدى الطويل.
وقد شهد الربع الأول من عام 2023 إنجاز ما يقرب من 19000 متر مربع من منافذ التجزئة في القاهرة ليصل إجمالي معروض السوق إلى حوالي 2.9 مليون متر مربع.
كما شهدت تلك الفترة تعليق أو تأجيل مواعيد إنجاز العديد من المشاريع على خلفية ارتفاع تكاليف البناء والتحديات التي تواجه عملية التأجير والناجمة عن التركيز العالي لمراكز التسوق ضمن مناطق محدودة في المدينة.
وظل الطلب والإقبال على مراكز التسوق الإقليمية والإقليمية الكبرى منخفضاً خلال الربع الماضي، في حين كان أداء منافذ التجزئة الخارجية ومراكز التسوق المحلية أفضل قليلاً بفضل سهولة إمكانية الوصول النسبية إليها والأداء القوي لقطاع المأكولات والمشروبات.
وحافظت معدلات إيجارات مراكز التسوق الرئيسية على استقرارها خلال الربع الأول من عام 2023 مقارنةً بالعام الماضي، بينما شهدت مراكز التسوق الفرعية زيادة قدرها 4% في المتوسط.
وخلال الفترة نفسها، انخفض متوسط معدل الشواغر بشكل طفيف إلى 9% بعد أن كان 11% في الربع الأول من عام 2022.
ولتحقيق إيرادات قصيرة الأجل والحفاظ على السيطرة على مزيج المستأجرين، اختار بعض الملاك بيع أقل من 50% من ملكية وحدات التجزئة لمجموعة من المستثمرين المحتملين.
ومن المتوقع بحلول نهاية عام 2023 أن يشهد القطاع إنجاز حوالي 195 ألف متر مربع من منافذ التجزئة.