شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا بنسبة 0.8% خلال الأسبوع المنتهي مساء السبت، بينما تراجعت أسعار الأوقية عالميًا بنسبة 0.7% بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، بعد إشارات من بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه سيبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
أسعار الذهب محليًا وعالميًا
أوضح المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب المحلية تراجعت بنحو 35 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي. وافتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 3735 جنيهًا واختتم عند 3765 جنيهًا.
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت أسعار الأوقية بمقدار 19 دولارًا، لتبدأ التعاملات عند 2621 دولارًا وتغلق عند 2640 دولارًا. وسجل جرام الذهب عيار 24 محليًا 4269 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 3227 جنيهًا، وعيار 14 حوالي 2510 جنيهات، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 30120 جنيهًا.
ارتفاعات يومية وأداء سنوي قوي
بحسب التقرير اليومي للمنصة، ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية بنحو 15 جنيهًا يوم السبت، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3750 جنيهًا واختتم عند 3765 جنيهًا، متزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية.
وأشار إمبابي إلى أن الارتفاع الطفيف جاء نتيجة زيادة أسعار الأوقية عالميًا، لكنها بقيت ضمن نطاق ضيق وسط حالة من عدم اليقين، حيث تترقب الأسواق مؤشرات الاقتصاد الكلي الأمريكي لتحديد اتجاهات السياسة النقدية للفيدرالي.
على مدار عام 2024، ارتفعت أسعار الذهب محليًا بنسبة 18% أو ما يعادل 565 جنيهًا، فيما سجلت الأوقية عالميًا زيادة بنسبة 27% أو 562 دولارًا، وهو أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 2010. جاء ذلك نتيجة سياسة التيسير النقدي التي تبناها الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية المتزايدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
دور البيانات الاقتصادية واتجاهات السوق
أكد إمبابي أن أداء الذهب في الأسبوع المقبل يعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية، خاصة تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة. فإذا أظهرت البيانات ضعفًا، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز توقعات خفض أسعار الفائدة وزيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل مخاوف التضخم. أما إذا أظهرت قوة سوق العمل، فقد يرتفع الدولار وعائدات السندات، ما يحد من إمكانات صعود الذهب على المدى القريب.
شراء البنوك المركزية للذهب
اتجهت البنوك المركزية العالمية لشراء كميات كبيرة من الذهب بهدف تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار، خاصة بعد فرض العقوبات الأمريكية على روسيا عقب غزوها لأوكرانيا في عام 2022. وبلغت مشتريات البنوك المركزية 694 طنًا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. كما أعلن بنك الشعب الصيني في نوفمبر استئناف شراء الذهب بعد توقف دام ستة أشهر.
التوترات الجيوسياسية والتأثيرات التضخمية
تراقب الأسواق التطورات السياسية عن كثب، حيث من المتوقع أن تسهم السياسات الاقتصادية والتعريفات الجمركية التي يقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب في زيادة الضغوط التضخمية. هذا، بجانب استمرار التوترات في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، يدعم الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم.
رغم تقلبات الأسواق، يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين في ظل التوترات الجيوسياسية وسياسات نقدية غير واضحة، ما يعزز من مكانته كأصل استثماري آمن وسط هذه التحديات.