شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، افتتاح الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تُقام تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور وزراء ومحافظين وسفراء، إلى جانب السفيرة هيلدا كليمتسدال، سفيرة دولة النرويج بالقاهرة.
أكد رئيس مجلس الوزراء على أهمية المعرض كجسر ثقافي يربط مصر بالروافد العربية والعالمية، ويعكس دورها التنويري والثقافي. وأشار إلى حرص الدولة على دعم وتنظيم المعرض لتعزيز ريادة مصر الثقافية.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
وفي كلمتها، شكرت وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلاني، فخامة الرئيس ورئيس الوزراء على دعمهما للمعرض، مؤكدة على دعم الدولة لمكانة مصر الثقافية والحضارية.
بعد الافتتاح، جولة لرئيس الوزراء في قاعات المعرض شملت زيارة لجناح وزارة الدفاع والداخلية، مع اهتمام خاص بتقنية الهولوجرام في جناح الدفاع. وقام بزيارة لعدة جناحات أخرى، منها جناح الأزهر وجناح “أيادي مصرية”، والتي قدمت لمحة عن تطوراتها ومعروضاتها.
تجاوز الدكتور مصطفى مدبولي هذه الزيارات بزيارة للجناح الخاص بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
وخلال جولته بالمعرض، زار الدكتور مصطفى مدبولي جناح دولة النرويج، وهي ضيف شرف النسخة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تم تصميمه بما يعكس الثقافة النرويجية، وحرصت المسئولة النرويجية بالمعرض على مصافحة رئيس الوزراء، معربةً عن سعادتها بتواجد دولة النرويج كضيف شرف هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدة أهمية العنصر الثقافي في توطيد العلاقات بين مصر والنرويج.
وفي الوقت نفسه، حرص رئيس الوزراء على زيارة جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ للاطلاع على أحدث إصدارات الهيئة من كتب تراثية قديمة، ومنها كتب الأديب طه حسين وموسوعة وصف مصر وموسوعة مصر القديمة، كما زار عددا من أجنحة الهيئات الثقافية ودور النشر المختلفة، ومركز أبوظبي للغة العربية، لتفقد المعروضات وأحدث إصداراته.
وخلال جولته بالمعرض، زار رئيس مجلس الوزراء جناج هيئة الرقابة الإدارية، وتعرف على عدد من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الهيئة من خلال جناحها بالمعرض، وكذا جهودها في نشر الوعي بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، كما اطلع على عدد من الرسائل والأبحاث العلمية المعروضة في الجناح، ويتم عرض ذلك على شاشات تفاعلية، تعرض أيضا جهود الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولي جناح الهيئة العامة للرقابة المالية، بالإضافة إلى جناح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وكذلك جناح مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات الإماراتي، الذي يتعاون مع مركز المعلومات بموجب بروتوكول تعاون في هذا الشأن.
وخلال جولته، صافح رئيس مجلس الوزراء عددا من الشباب المتطوعين بالمعرض، وقدم لهم الشكر على الجهد الذي يبذلونه في مساعدة رواد المعرض، من خلال لجان التطوع المختلفة.
بدورها، أكدت وزيرة الثقافة أن مملكة النرويج تحلُ كضيف شَرَف لهذه الدورة، بما يتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، وتم اختيار اسم عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، لما له من دور كبير في ترسيخ الهويَة المصرية؛ وكذا اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام، بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، بما قدمه من إنتاج أدبي غزير مُستلهم من التراث الشعبي المصري، لافتة إلى أن بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024 جاء من تصميم الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، مُعبراً عن روح الفن المصري القديم، وروعة الخط العربي المميز.
وأضافت الوزيرة أن الدورة الحالية من المعرض، تُقام على مساحة 80 ألف م2، بخمس صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر، من 70 دولة من مختلف دول العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، برغم الظروف العالمية الراهنة، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
كما أوضح الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن البرنامج الثقافي للدورة الـ 55 سيكون مُعبرًا عن مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية، حيث يضم البرنامج ما يقرب من 550 فعالية، تقام على مدار أيام المعرض، في 7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة، لافتاً إلى استمرار التعاون مع المؤسسات القومية التي تدعم المشروع الثقافي المصري، كما سيعلن المعرض عن جوائزه، والتي تأتي برعاية البنك الأهلي.
وأضاف أن البرنامج الثقافي لمملكة النرويج ضيف شرف الدورة الـ 55 للمعرض، يمتد على مدار 13 يومًا، حيث تشارك ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، كما يحتفي بأديب نوبل النرويجي “يون فوسه”؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض لتناول أعماله ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، ويحتفي أيضاً بهنريك إبسن، المعروف بـ “أبو المسرح النرويجي”، وسيتم التركيز على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامي كتب الأطفال النرويجيين في الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محوري في تشكيل العقول وغرس القيم.
ونوه “بهي الدين” إلى أن البرنامج الثقافي للطفل في الدورة الجديدة من المعرض، يضم مجموعة من الفعاليات التي ستقدم داخل القاعة المخصصة لنشاط الطفل، منها العروض الفنية وعدد من البرامج الثقافية الأخرى، كما يتناول برنامج الطفل محور «شخصية المعرض للأطفال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني»، حيث يقدم 5 ندوات في القاعة الرئيسية، لمناقشة مجموعة من الموضوعات، منها: «التاريخ والتراث، ورواية اليافعين، والنقد، عند يعقوب الشاروني»، يشارك فيها نخبة من كتابي أدب الطفل، والمتخصصين.
وأوضح “بهي الدين”، أن المعرض استحدث هذا العام محورًا جديدًا بعنوان “مؤتمر اليوم الواحد”، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر “تقنيات الذكاء الاصطناعي”، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر “الترجمة عن العربية – جسر للحضارة”، بمشاركة وزارتي الأوقاف والثقافة، ومؤتمر “الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة”، ومؤتمر “طه حسين”، ومؤتمر “نازك الملائكة”، كما يحتفي المعرض بمشروعات ثقافية جديدة تضم: «ديوان الشعر المصري»، و«استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول»، وهي مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصري في علاقته بالعالم أجمع.
وأكد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن المعرض يحرص على تحقيق رؤية مصر 2030، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية؛ حيث يواصل للدورة الثانية على التوالي، تقديم مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة “دويّ” مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسة، واستمرار مبادرة “وعي” مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع “رؤية – رؤية للنشء” مع وزارة الأوقاف، كما أنه يشهد مشاركة 94 وزارة ومؤسسة مصرية وعربية، منها على سبيل المثال: وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية ممثلة في “الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد”، ووزارة الأوقاف، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعي، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، ونادي القضاة.
ولفت “بهي الدين” إلى أنه دعماً لصناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، تم تخصيص جناح لدور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، حيث يضم الجناح مجموعة كبيرة من دور النشر الصغيرة التي تقدمت بطلب المشاركة، كما أعلن اتحاد الناشرين العرب عن مبادرة من أعضائه العرب تحت شعار “الجميع يقرأ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55″، وذلك بمنح خصومات تصل إلى 50% للقراء والهيئات والمؤسسات الثقافية.
وأضاف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أن البرنامج المهني يواصل مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، للعام الثالث على التوالي، بعد النجاح الكبير الذي حققه على مدار الدورتين الماضيتين، ليأتي البرنامج المهني – برديات 3 هذا العام، متضمنًا مجموعة من الندوات الخاصة بصناعة الكتاب والنشر، إلى جانب برنامج «القاهرة تنادي»، الذي يستهدف مساعدة الناشرين والوكلاء والهيئات الثقافية من جميع أنحاء العالم على الوصول إلى الناشرين المصريين والعرب، والتواصل معهم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك من خلال قضاء 3 أيام في بداية المعرض في عملية التعرُّف على أنسب دور النشر لاختيار بعض الناشرين للعمل معه.
وأشار بهي الدين إلى أنه تسهيلًا على زوار المعرض في دورته الـ 55، فإن الهيئة المصرية العامة للكتاب تتيح من خلال المنصة الرقمية، العديد من الخدمات، من بينها تمكين الزائرين من الحصول على تذاكر الدخول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن طريق تطبيقات الدفع الإلكترونية، كما عملت الهيئة على التحول الرقمي بالكامل؛ حيث بدأت في إجراءات ميكنة خدمة الاشتراك في المعارض من الناشرين عن طريق التقديم إلى المعرض من خلال المنصة، ورفع بيانات دار النشر والكتب المشارك بها في المعرض، ودفع رسوم الاشتراك إلكترونيًا.