عادت ظاهرة “الأرفف الخاوية” من جديد في متاجر الولايات المتحدة.
وأشارت تقارير، إلى أن تلك الظاهرة التي تفشت في الأشهر الأولى من تفشي جائحة كورونا العام الماضي، لا يرجع سببها
هذه المرة إلى حالة الذعر التي قد تدفع المتسوقين للإقبال على الشراء، وإنما يرجع هذه المرة إلى تعثر سلاسل التوريد
في كل مراحلها ، بين المصانع الآسيوية ووحدات تخزين سلع البقالة.
صدمة الأسعار الجديدة
وأوضحت وكالة “بلومبرج” للأنباء، أن ارتفاع أسعار السلع وعدم انتظام توافرها، يعني أنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ
المتسوقون في الشراء بكميات كبيرة من جديد، حيث سيكون ذلك في هذه المرة لتجنب التعرض لصدمة الاسعار الجديدة في
المستقبل.
وأشارت إلى أن خطوط الإمداد في الوقت الحاضر تكافح، لتوفير متطلباتها، مع تضرر العديد من الدول المنتجة، من القيود
والإجراءات المفروضة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد الذي يضرب العالم منذ مطلع العام الماضي .
ويتسبب الارتفاع في أعداد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 ، في زيادة طلب المستهلكين، و ازدحام الموانئ، ووجود حاويات
الشحن في المكان الخطأ.
تكاليف الشحن ونقص العمال
وأوضح التقرير أن ارتفاع تكاليف الشحن البحري بنحو عشرة أضعاف تقريبا كان من أسباب تعثر سلاسل التوريد، لإرتفاع
التكلفة، مضيفا أنه حتى وفي حال وصلت البضائع إلى الموانئ المستهدفة، فهي تواجه النقص في أعداد سائقي الشاحنات
لنقلها إلى تجار التجزئة، وأيضا نقص العمال الذين يقومون بالتشوين والنقل.
وذكر أن بعض القطاعات العبء الأكبر أكثر من غيرها، ضاربا المثل بقطاع المشروبات، الذي تضرربسبب نقص موارد التعبئة، التي تشمل عدم توفر عبوات الألومنيوم.
وأشار إلى أنه في بريطانيا مثلا، أدى نقص غاز “ثاني أكسيد الكربون” في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة، إلى تعريض إمدادات
المشروبات الغازية المشبعة بثاني أكسيد الكربون، للخطر، موضحا أن بعض القطاعات، تفاقمت سوء أوضاعها بسبب ارتفاع
الطلب، كالقهوة والشاي التي تعتبر من السلع الاساسية في الولايات المتحدة ، ويزيد الإقبال عليها بشكل مضاعف مع نظام
العمل عن بعد.
عودة الدراسة متغير جديد
وذكرت التقارير، أن عودة المدارس لإستقبال الطلاب، أدى إلى زيادة الاندفاع لشراء اللوازم المدرسية، ومع عودة وجبات
العشاء العائلية، وحالة الملل من الأطعمة المنزلية بعد أشهر طويلة من الإغلاق والضوابط، أقبل الأباء على وجبات الطعام
المعدة مسبقا، والتي تنتجها شركة “كرافت هاينز”، التي قالت إن حزم الوجبات الخفيفة لديها تشهد حاليا نموا بمعدلات
كبيرة، لأول مرة منذ خمسة أعوام.
وبحسب بيانات لشركة “آي آر آي”، أظهرت أيضا ارتفاع أسعار مشروبات الطاقة والبيض واللحوم والمشروبات الغازية.
إجراءات استباقية وتغير عادات
وأشار المحللون ، إلى أن إرتفاع الأسعار، يؤدي لإتخاذ المستهلكين إجراءات استباقية وإلى تغيير عاداتهم، حيث يتحول
المتسوقون أولا لشراء المنتجات الأرخص سعراً بدلا من المنتجات الأغلى.
ويعني ذلك التخلي عن العلامات التجارية الكبيرة من أجل الحصول على أخرى ذات تنافس أعلى. كما يصير الاستغناء عن
اللحوم في الوجبات واستخدام المكرونة أو الأرز أو البطاطس، ذات الاسعار المعقولة بدلا منها، طريقة شائعة لتوفير الأموال.
كما تعد عمليات الشراء بالجملة، من السلوكيات المرتبطة بالأزمات، حيث يمكن للأصدقاء إبرام الاتفاقات لشراء عبوات ضخمة
من المنتج و تقسيم ثمن المشتريات توفيرا للنفقات.