لقد فشل العالم فى حماية الأطفال فى مناطق النزاعات والحروب وتستمر الانتهاكات الإنسانية للأطفال من سوريا والعراق وليبيا وأوكرانيا ثم أخيراً السودان.
لقد حذرت اليونيسيف العالم كله من ان الضحايا الحقيقيين للحروب هم الأطفال الذين يعيشون فى مناطق النزاع وان تجنيدهم له عواقب كارثية تدمر صحتهم النفسية والعقلية وترسم ملامح قاتمة لحياتهم المستقبلية.
فما بين قتل للأطفال وتشويه واختطاف وعنف جسدى واستغلال جنسى وتجنيد اجبارى فى جماعات الارهاب وعلى رأسها داعش وحسب آخر احصاء لليونيسيف يعيش ملايين الأطفال فى العالم كله فى رعب وبالذات فى الشرق الأوسط وان واحدا من كل خمسة أطفال فى العالم يعانى خطر الحروب.
ولا تقتصر المخاطر التى يتعرض لها الأطفال فى أوقات ومناطق الحروب على ايذائهم النفسى والجسدى بل ان الآثار النفسية لتلك المخاطر تظل تلاحقهم مدى الحياة،
فقد أجرى العديد من الدراسات والأبحاث النفسية على مدى سنوات لمعرفة مدى تأثير تجنيد الأطفال على حياتهم المستقبلية والآثار النفسية التى يعانونها جراء هذا التجنيد
وتوصلت الأبحاث إلى أن مجرد قيام الحرب يحدث صدمة نفسية مروعة لأى طفل فهو بمثابة ترويع وحشى لأمانه واطمئنانه النفسي..
وبعد مرحلة الصدمة فإن الخسائر الأولية التى تلحق بأطفال الحروب هى خسائر تعليمية فى المقام الأول فإما ان المدارس تحطم وتنهى أو ان الأطفال يضطرون للعمل لتلبية احتياجات أسرهم من الغذاء.. وأصبح بهذا التعليم فى خبر كان لا يفكر فيه لا الوالدان لو كانا مازالا على قيد الحياة أو الطفل نفسه،
فالنزاعات والحروب منعت الأطفال من استكمال دراستهم فمنهم من فقد عائلته وأصبح يتيما وحيداً ومنهم من دمرت صواريخ الحروب مدرسته ومنزله ومنهم من فر هاربا من بلاده بحثا عن الأمان فى بلد آخر.
حق التعليم يعتبر حقا أساسيا من حقوق الأطفال مثل الغذاء والكساء وغياب التعليم يحدث تحولا جذريا فى حياة الأطفال وسلوكياتهم وطريقة ممارستهم للحياة، وبالطبع يؤثر على مستقبلهم المهني، وبما ان التعليم هو السلم الاجتماعى للارتقاء بمستوى معيشة أى إنسان فإن الأطفال الذين حرموا من التعليم أصبحوا من طبقة اجتماعية متدنية وبالتالى فقيرة..
فتجنيد الأطفال لا يضر بصحتهم النفسية والعقلية فقط بل يضر بمستقبلهم المعيشى ويحبسهم فى طبقة اجتماعية فقيرة وغير متعلمة.
ولكن مع دراسة الآثار النفسية لتجنيد الأطفال كشفت منظمة «أطفال الحروب البريطانية» ان هناك أبحاثا جديدة تجريها هذه المنظمة الآن لدعم هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لمخاطر الحروب والنزاعات وتسعى لإعادة دمجهم فى المجتمع وتأهيلهم نفسياً وجسدياً.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية