حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن حدوث أزمة جوع عالمية والتى نعد “خطرًا حقيقًا” يواجه العالم هذا العام، مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، ودعا إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء وتقليل التقلبات في أسعار السلع.
أزمة جوع عالمية غير مسبوقة
لفت غوتيرش خلال كلمته عبر الفيديو في مؤتمر برلين للأمن الغذائي، الجمعة، إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت إلى تفاقم مشاكل تراكمت على مدى سنوات مثل اضطرابات المناخ وجائحة كوفيد-19 والخلل الكبير في وتيرة التعافي العالمي.
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة تحذيره قائلًا، “نواجه أزمة جوع عالمية غير مسبوقة”.
حث غوتيرش الوزراء المجتمعين لمناقشة الأمن الغذائي العالمي، على اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء وتقليل تقلب أسعار السلع الأساسية.
تواصل أسعار المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الارتفاع على نحو مثير للقلق بسبب الأزمة الروسية الأوكرنية، حيث يعد كلا البلدين أكبر مصدري الحبوب، ما يمثل تهديد للأمن الغذائي العالمي. وينكر بـ أزمة جوع عالمية
ويدفع العديد من البلدان الضعيفة مبالغ أكبر، مقابل كميات أقل من الغذاء، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة
.
مؤشر الأمن الغذائي العالمي
يعيش أكثر من 460 ألف شخص في الصومال واليمن وجنوب السودان في ظروف مجاعة، هذه هي الخطوة التي تسبق إعلان المجاعة في المنطقة، بحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة والأجهزة الإقليمية وجماعات الإغاثة لتحديد مستوى انعدام الأمن الغذائي، ووفقا للمؤشر يقف ملايين الأشخاص في 34 دولة أخرى على شفا المجاعة.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من تعرض 20 مليون شخص في السودان لخطر “الانعدام الشديد للأمن الغذائي”، وهو ضِعف ما تم إعلانه في عام 2021.
وصل برنامج الغذاء العالمي إلى حوالي 8.9 مليون من حوالي 10 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في السودان العام الماضي،.
وصف غوتيريش الجوع الجماعي والمجاعة بأنه غير مقبول في القرن الحادي والعشرين. و”يمكن أن يكون عام 2023 أسوأ.”
تجنب حدوث المجاعات
يرى الأمين العام للأمم المتحدة، أن تجنب حدوث مجاعات يحتاج إلى التوصل لحل بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، حتى تعود حركة التجارة إلى طبيعتها، خصوصا وانّ نحو 29% من صادرات القمح العالمية مصدرها روسيا وأوكرانيا.
وطالب غوتيرش، الوزراء في اجتماع برلين بمعالجة الأزمة المالية في الدول النامية.
وتوقفت شحنات البضائع من الموانئ الأوكرانية بفعل غزو روسيا لجارتها. وتريد موسكو رفع عقوبات غربية محددة كي تستأنف صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وتحاول الأمم المتحدة وتركيا التوسط للوصول إلى اتفاق.
ولم يدل غوتيريش بمزيد من التفاصيل عن المحادثات لكنه قال “البيانات العامة ربما تقوض النجاح”.
وطالب الوزراء في اجتماع برلين أيضا بمعالجة أزمة مالية تواجهها الدول النامية.
أشارت تقييمات لوكالة ستاندرد آند بورز العالمية، إلى أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية ونقص الإمدادات الناجم عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024، وربما بعده.