بقلم/دكتور سيد قاسم
الاقتصاد الرقمي و إعادة هندسة عمليات البيزنس
مما لا شك فيه أن التكنولوجيا الرقمية ستمنح بلدان العالم فرصة فريدة لتسريع خطى التنمية الاجتماعية و الاقتصادية وبناء مستقبل أفضل.
وقد تحدث الابتكارات الرقمية حالياً تحولات في جميع قطاعات الاقتصاد تقريباً عن طريق إدخال نماذج عمل جديدة، ومنتجات جديدة، وخدمات جديدة– وأيضاً ، طرق جديدة لخلق القيمة وفرص العمل.
وقد بدأت نتائج هذا التحول في الظهور بالفعل: حيث تبلغ قيمة الاقتصاد الرقمي العالمي حالياً 11.5 تريليون دولار، أو 15.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
كما يتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 25% خلال أقل من عقد من الزمان.
ولتقديم اصطلاحاً بسيطاً لعلم ” الاقتصاد التقليدي ” فهو علم يدرس العلاقة بين حاجات الإنسان وموارده؛ لتحقيق أكبر قدر من إشباع هذه الحاجات بالاستخدام الأمثل لهذه الموارد ،
أما عن تقديم تعريفاً لإصطلاح ” الاقتصاد الرقمي ” فقد أوضح صندوق النقد الدولي أن عملية التحول الرقمي تغلغلت في الكثير من الأنشطة، منها أنشطة المحور الاقتصادي بالكامل وبالتالي يمكن أن يندرج تحت مصطلح “الاقتصاد الرقمي” بالمعنى الأشمل له.
وجدير بالذكر فان الإقتصاد الرقمي الجديد لم يقم على أنقاض الاقتصاد القديم في الدول المتقدمة ، وإنما ولد في مهد تقنية المعلومات والاتصالات ،
الأمر الذي قاد الى بروز الفجوة الرقمية وإتساعها ، بين من يمتلك المعلوماتية ومن يفتقر اليها ،
وانه على الرغم من التقدم الذي أحرزته الاقتصادات العربية في مجال إدخال التقنية المعلوماتية ، الا ان الفجوة الرقمية في إتساع مستمر حتى يمكن أن تصل ببعض الدول الى مرحلة الفقر الرقمي .
والسؤال الذي يطرح نفسه :-
ما دور المؤسسات على مختلف مستوياتها للإندماج في عالم الاقتصاد الرقمي ؟
قد يتطلب من المؤسسات التي ترغب في الاستمرارية والنجاح أن تواكب الركب العالمي في عملية التحول الرقمي ،
وأن عليها سرعه البدء في إعادة التصميم الجذري للعمليات التجارية وذلك للعمل على تحقيق تحسينات في مقاييس الأداء المواكبة لعملية التحول الرقمي مثل الابتكار و التكلفة والجودة والخدمة والسرعة ،
كما يتطلب تنفيذ إعادة هندسة الأعمال الذي قد يبدأ من إستراتيجية المنظمة وقد يمكن أن تشمل مستويات متعددة داخل المنظمة ،
وعلي سبيل المثال وليس الحصر لعملية إعماد هندسة الأعمال كعنصر حيوي في جهود إعادة هندسة البناء الناجحة للمنظمات وذلك في ظل المواءمة الفعالة للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واستراتيجية إعادة هندسة الأعمال :-
· بناء بنية تحتية فعالة لتكنولوجيا المعلومات ،
· زيادة كفاءة الوظائف التكنولوجية على مستوى الأفراد والآلات .
· العمل على الاستثمار الأمثل في البيانات واعتبار أن مكونات المنتج في الفترة القادمة يحتاج الى خامات وألات ومعلومات .
وأخيراً وليس بأخر فلقد غيرت التكنولوجيا الرقمية كل جانب من جوانب الحياة وأيضاً غيرت شكل المنتجات السلعية والخدمية ،
مما يعني أننا على أعتاب أن نصبح مجتمع رقمي ويعمل على الاقتصاد الرقمي وأن المعلومات ستكون هي الطاقة المحركة للاقتصاد الرقمي ،
لذا ننصح جميع المنظمات بسرعة البدء في إعادة هندسة عمليات الأعمال لديها .