لبريكس
في البداية لابد من شرح مبسط للتكتلاث الاقتصادية فهي عبارة عن مجموعات من الدول تتعاون فيما بينها في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة، بهدف تحقيق الأهداف المشتركة، مثل تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة التجارة وتحسين مستوى المعيشة. وتم ظهور التكتلات الاقتصادية الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث شهد العالم تحولاً كبيراً في النظام الاقتصادي العالمي، من النظام الأحادي القطب إلى النظام متعدد الأقطاب. أدى هذا التحول إلى زيادة المنافسة بين الدول، مما دفعها إلى البحث عن سبل جديدة للتعاون والتكامل الاقتصادي. وتتنوع التكتلات الاقتصادية الحديثة من حيث الحجم والأهداف والقدرات.
وقد بدأت مفاوضات البريكس للتشكيل في عام 2006 وعُقدت أول مؤتمراته عام 2009 وحمل شعار “قوة من أجل السلام” ويسعى لكسر هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي ويمتلك 27% من مساحة اليابسة في العالم ، و 31% من الاقتصاد العالمي، 17% من حجم التجارة الدولي، وبنسبة سكان تصل إلى 41% مايعادل 3.2 مليار نسمة، وبدخول عام 2024 سيضاف إليهم مالايقل عن 320 مليون نسمة، مع إضافة 6 دول. ويُذكر أن عدد سكان مجموعة G7 يُقدر بحوالي 800 مليون نسمة.
وتتكون مجموعة البريكس (BRICS) من الدول التالية: البرازيل ، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا والتي إنضمت له عام 2011. وتُعد هذة الدول صاحبة أسرع معدلات النمو على مستوى العالم وحجم الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة دول البريكس مجتمعه 25.913 تريليون دولار أمريكي وبإنضمام المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والأرجنتين وإيران وإثيوبيا في يناير 2024 سيزداد الناتج لدول (+BRICS) فيما يقرب من 3.240 تريليون دولار حسب بيانات عام 2022 مما يعيد رسم خرائط القوى المُهمينة.
دول البريكس أكثر تطوراً في المجال الاقتصادي في العالم، وهذا الأمر يدعمه عدد من النقاط منها البرازيل عملاق أمريكا اللاتينية من أكثر الدول المزودة للمواد الخام، وروسيا مصدر عالمي للطاقة الكامنة والغاز ، والهند هي مصدر مهم لتكنولوجيا المعلومات، أما الصين فلها موقع إنتاجي وديموغرافي متقدم ومتطور، وأخيراً جنوب أفريقيا هي منطقة تعدين مهمة عالمياً وموقع استراتيجي عالمي مهم جدا بإشرافها على المحيط الهندي والمحيط الأطلسي معا.
لدى المجموعة بنك التنمية الجديد NDB الذي تم إنشاءه برأس مال 50 مليار دولار يعمل على تمويل مشاريع البنية التحتية والصحة والتعليم. ولدى المجموعة أيضاً صندوق احتياطي CRA اتفاقية احتياطي الطوارئ تحسباً لأزمات تعسر السداد في ميزان المدفوعات لتوفير الحماية من ضغوط السيولة العالمية.
تتلخص أهم أهداف مجموعة البريكس إلى تعزيز السلام بين دول الأعضاء تحقيق نمو اقتصادي شامل والقضاء على الفقر والبطالة، توحيد جهود المجموعة لتحسين ارتكاز معدلات النمو على التقنيات الحديثة الالتزام بإصلاح المؤسسات المالية، واستقرار النظم التجارية متعددة الأطراف، ترشيد استهلاك الطاقة لمكافحة التغيرات المناخية الحد من مخاطر الكوارث والأزمات الاقتصادية.
ومن أهم انعكاساته المنتظرة على سوق المال المصري الحد من تأثير السلبي للأزمات العالمية المستوردة على أسواق المال والحد من تأثير الإفصاح عن أرقام الاقتصاد الكلي على سوق المال من حيث الاحتياطي الدولاري وقدرته الزمنية لشراء السلع الأساسية، و أزمة السيولة الدولارية التي يتغنى بها مورجان استانلي وضغط صندوق النقد الدولي حيث أن المعلومات تؤثر بحدة على أسعار المؤشرات وبالتالي على أسعار الأسهم حتى ان كانت تلك الشركات تحقق أرباح ولديها معدلات نمو وتعتمد التوسع في مشاريعها.
بقلم / دكتورة رانيا الجندى
خبيرة أسواق المال وعضو الاتحاد المصري للأوراق المالية