ظهر التأمين البنكي كمصطلح لأول مرة في فرنسا خلال الثمانينيات ثم انتقلت الفكرة إلى مصر سنة 1998 وفي البداية، اعتقد البعض أن ممارسة التأمين البنكي ستمنح البنوك سيطرة كبيرة على المنتجات المالية في السوق ونتيجة لذلك، تم تقييده والتأمين البنكى هو اتفاقية بين البنك وشركة التأمين وتمكن شركة التأمين من استخدام قنوات التوزيع التابعة للبنك من بيع المنتجات .
وهناك العديد من أنواع منتجات التأمين البنكى إذ تنقسم أنواع منتجات التأمين البنكي إلى نوعين وهما منتجات تأمين الحياة ومنتجات تأمين الممتلكات والمسئوليات، وقد أوضحت الدراسات أن النسبة الأكبر من منتجات التأمين البنكي تتمثل في منتجات تأمين الحياة لارتباطها بالقروض وما إلى ذلك..
وتندرج تحت كل نوع عدة منتجات وهى منتجات التأمين على الحياة مثل برامج التأمين المؤقت (مع مزايا التأمين من الحوادث والوفاة) للعملاء طالبي القروض والتي يشترطها البنك كشرط للحصول علي قرض وذلك لضمان سداد باقي الأقساط للبنك بعد وفاة العميل، برامج التأمين المختلط وخطة التأمين المرتبطة بالوحدات، بجانب منتجات أخري ( ممتلكات ومسئوليات) والتأمين الصحي وتأمين المنازل.
وتضم المنتجات كذلك تأمين السيارات والتي يطلبها البنك عند منح العميل قرضا لشراء سيارة ويعتبر البنك هو المستفيد الأول في هذه الوثيقة، تأمين الاشخاص الرئيسيين (كبار المديرين التنفيذيين للشركات وشركات الشراكة ، إلخ)، وثائق التأمين الهندسي حيث تطلب بعض البنوك وجود وثيقة تأمين هندسي منذ بداية المشروع وحتى تسليمه، وثائق التأمين المستندي والتي ترتبط بالاعتمادات المستندية
وللتأمين البنكى فوائد بالنسبة للبنوك وللعملاء فبالنسبة للبنوك هى كونها مصدر دخل يعتمد على الرسوم الإضافية،بالاضافة الى انخفاض التكاليف الإضافية للمنتجات البنكية المرتبطة بالقوي البشرية (بسبب استخدام الموظفين الحاليين وتدريبهم)، فضلا عن تكوين محفظة متنوعة للمنتجات وتخفيض المخاطرة للبنوك مما يساهم ويساعد البنوك فى تقديم خدمات جديدة للعملاء.
أما بالنسبة لفوائده للعملاء فأنه يوفر حلاً ماليًا كاملاً من خلال فهم جميع احتياجات العملاء ومتطلباتهم،والوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات المالية من خلال مكان واحد (البنك)،فضلا عن توافر المشورة المعتمدة على احتياج العملاء والخدمة الموثوقة، بالاضافة الى توفير الوقت حيث ان التأمين البنكى يحتاج وقتًا أقل لإصدار الوثيقة فى ضوء توافربيانات العميل بالفعل لدى البنك مما يساهم فى ارتفاع ثقة العملاء بما يقدمه البنك من خدمات،وسهولة سداد الأقساط للوثيقة التأمين حيث يتم ربطها بحسابات العميل البنكية) وقد تكون المنتجات أرخص من قنوات البيع التقليدية لشركات التأمين
وقد أوصى الاتحاد المصرى للتأمين الشركات بأهمية التوعية للتأمين البنكى حيثً يعتبر أقل قنوات البيع تكلفة و ضرورة تقديم الدعم والتدريب الكافي لموظفي البنوك ، و إجراء اختبارات دورية لموظفي البنك العاملين في قطاع التأمين البنكي لتمكينهم من تقديم المشورة الصائبة للعملاء فضلا عن توصيته بتوعية العملاء بالتأمين البنكي ، و أنه نشاط يسهل حصولهم على منتجات التأمين كما يسهل فرص حصولهم علي بعض المنتجات البنكية مثل القروض ،و مواءمة أهداف كل من قطاعي التأمين والبنوك لتحقيق الاستفادة القصوى من التأمين البنكي للطرفين حيث أن هناك العديد من الفوائد للتأمين البنكى بالنسبة لشركات التأمين وهى مساعدة الشركات فى الوصول إلى أسواق جديدة بسبب إمكانية الوصول إلى قاعدة عملاء البنك،و انتشار الوعي التأميني فضلا عن زيادة مبيعات وثائق التأمين، بجانب تخفيض التكلفة الناتجة عن التأمين مقارنة ببيع المنتجات من خلال قنوات البيع التقليدية لشركات التأمين،بالاضافة الى الانتشار الجغرافى من خلال توافر فروع للبنوك في معظم المناطق الريفية والحضرية مما يسهل تسويق منتجات التأمين.
بقلم / الدكتور محمد الشوربجي
الخبير الاقتصادي