شهدت أسواق الذهب العالمية، تذبذبا واضحا فى الأسعار، على مدى الأيام القليلة الماضية، وسط تساؤل: هل سيتم التحوط بالذهب ضدد مخاطر ارتفاع الأسعار والتضخم، الذى يضرب جميع أركان العالم، وبين أزمات الكهرباء، التى تضرب الصين، وبين ارتفاع أسعار البترول والأزمات الاقتصادية، وإذا كان سوف يتم التحوط بالذهب من قبل البنوك المركزيه لماذا لا يرتفع المعدن الأصفر ولماذا يهبط؟
قال أسامة زرعى، خبير أسواق الذهب، إذا قمنا بعمل مقارنة بين حيازات بنك الاحتياطى الفيدرالى من الأوراق المالية التى تم الاحتفاظ بها بشكل صريح منذ نهاية ركود فى عام 2020، إلى الآن، وبين أداء سوق الأسهم منذ تدخل الفيدرالى بعملية التيسير الكمين رأينا أن السوقين كانتا إيجابيتين ومتقاربتين إلى حد ما فى الحركة، أن الدافع الأول للأسواق كان تدخل الفيدرالى الأمريكى حيث تم تشويه الاقتصاد بصعود سوق الأسهم من الأموال الرخيصة أموال التيسير الكمى.
تأثير المارجن على الذهب
وأضاف «زرعى»: الآن تخاف السوق من أن يبدأ الفيدرالى الأمريكى فى عملية تقليص للأوراق المالية، إذا كان هناك توافق بين حركة شراء الأوراق المالية، وبين سوق الأسهم؛ ففى حال هبوط سوق الأسهم يبدأ المديرون التنفيذون والمتعاملون فى بيع حصص من الذهب لتلبية نداء المارجن، وبناء عليه فإن أى عملية من عمليات التقليص سوف تودى بالتبعية إلى سقوط سوق الأسهم وبالتبيعة سيهبط معه الذهب.
وتابع الخبير: نظرا لتدفق 120 مليار دولار شهريًا من الاحتياطى الفيدرالى والتى توفر لسوق الأوراق المالية معدل عائد أعلى على الاستثمار من امتلاك الذهب لذلك يختار المشاركون فى أسواق الذهب امتلاك سوق الأسهم بدلا من الأصول الثابتة، لكن حال تم التخلى عند التحفيز والتيسير الكمى سوف يهبط الذهب فى البداية وسيعاود المتعاملون بامتلاك الذهب إذن عندما يحين وقت تقليص الفائدة سوف يبدأ الذهب مره أخرى فى الهبوط متداعيا بالإغلاق الإجبارى الذى سيحدث فى سوق الأسهم.
وفى حال قيام الفيدرالى بتقليص المشتريات لن يكون هذا دافعا قويا للسيطرة على على التضخم، ولذلك سوف يتجه الفيدرالى إلى رفع الفائدة والتى بدورها سوف ترفع الدولار الأمريكى وبناء عليها هبوط أكثر للذهب فى الفترات المقبلة وليس صعود خلال الاسبوع الماضى.
ولفت «زرعى»، إلى تحذير صندوق النقد الدولى يوم الثلاثاء من أن بنك الاحتياطى الفيدرالى ونظرائه العالميين يجب أن يعدوا خططًا للطوارئ فى حالة استمرار التضخم وهذا يعنى رفع أسعار الفائدة فى وقت أقرب مما هو متوقع للسيطرة على مكاسب الأسعار، وغير متوقع أن يحدث ارتفاع لسعر الفائدة بشكل مباشر سيحدث التقليص فى البداية.
أسواق الذهب تترقب البدء فى تقليل برنامج تحفيز شراء السندات
وعن النضخم فى الولايات المتحدة ودوره فى أسعار الذهب؛ يرى «زرعى»، أنه غير عابر أو مؤقت ولابد من سرعة تصرف من الفيدرالى، ما دفع مسئولى البنك المركزى إلى البدء فى تقليل برنامج تحفيز شراء السندات فى أقرب وقت فى منتصف نوفمبر أو منتصف ديسمبر، مع وجود خطط للانتهاء فى منتصف العام المقبل.
وتوقع الخبير أن يبدأ وتيره خفضه المشتريات فى نوفمبر المقبل فى تناقص من 15 لـ20 مليار دولار شهريا، معلقا بأن ذلك لن يسيطر على التضخم المتوقع استمراره الفترة المقبلة، وكان التضخم عند أعلى مستوى له فى 30 عاما، حيث أصدرت الحكومة التقرير التضخمى لشهر سبتمبر الأسبوع الماضى CPI «مؤشر أسعار المستهلك»، والذى أظهر أن التضخم مستمر فى الارتفاع كان فى يوليو من هذا العام، وصل مؤشر أسعار المستهلك، إلى ذروة بلغت 5.4٪، ثم انخفض إلى 5.3٪ فى أغسطس.
لكن جاء فى تقرير أمس أن الضغوط التضخمية تعود الآن إلى 5.4٪ على أساس سنوى كانت تقديرات الأسواق التى تم استطلاعها من قبل داو جونز تتوقع أن هذا المعدل سيرفع بنسبة 0.3٪ فقط مع الحفاظ على المعدل السنوى عند 5.3٪ ولكن خالفت التوقعات ذلك.
واختتم «زرعى»، سيصعد الذهب على المستويات طويلة الأجل، ولكن على المستوى قصير الأجل نتوقع أن نشاهد ضعفا فى الذهب لفترة قصيرة من الوقت، ومن ثم سوف يعاود التعافى مرة أخرى وبناء على ذلك، ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع الجارى، صعود الذهب إلى مستويات 1773 ومن ثم 1776 ومن ثم سيعود الذهب مرة أخرى إلى الهبوط.