التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الدكتور علي أسوف، رئيس الوزراء الأذربيجاني، وذلك ضمن فعاليات أعمال اللجنة المشتركة المصرية الأذرية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، التي عقدت بالعاصمة “باكو”، خلال الفترة من 23-25 فبراير الجاري، وشارك في اللقاء السيد عادل إبراهيم، السفير المصري بأذربيجان.
وفي بداية اللقاء، أعرب رئيس الوزراء عن اعتزاز الحكومة الأذرية بالعلاقات المصرية – الأذربيجانية على جميع الأصعدة، خاصة في ظل رئاسة جمهورية أذربيجان لحركة “عدم الانحياز”، كما أشار إلى أهمية زيارة الوزيرة في دفع العلاقات الاقتصادية قدما بين البلدين، وانعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين في هذا التوقيت يعد احتفاءً في ظل قرب مرور 30 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
من جانبها، وجهت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الشكر لرئيس الوزراء والحكومة الأذربيجانية على حسن الاستقبال والضيافة، والتنسيق المستمر لنجاح فعاليات اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، مبدية تطلعها أن تسهم نتائج الدورة الخامسة من اللجنة في نقل العلاقات المشتركة بين البلدين إلى آفاق أرحب وأكثر فاعلية.
العلاقات التنائية بين الدولتين
ونوهت وزيرة التعاون الدولي، إلى التوجيهات الرئاسية من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدفع بالعلاقات الثنائية لآفاق أرحب وأكثر تقدمًا، لا سيما في ظل المجالات العديد ذات الاهتمام المشترك مثل التحول الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة، واستضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بنهاية العام الجاري.
وأشارت “المشاط”، إلى التطور المستمر للعلاقات المصرية الأذربيجانية منذ عام 1991 على جميع المستويات التي تنعكس في مجالات التعاون بين البلدين، موضحة حرص الحكومة المصرية على دفع العلاقات المشتركة لمجالات تعاون جديدة استنادًا إلى الإمكانيات الكبيرة المتاحة بالبلدين.
وأبدت تطلعها لاستمرار العمل المشترك بما ينعكس على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين في المجالات ذات الأولوية للجانبين، لا سيما وأن المؤشرات الحالية منخفضة بمقارنة بالتطلعات، وأكدت أهمية تنمية التعاون في قطاعي السياحة والآثار والثقافة.
كما سلطت الضوء على جهود الحكومة المصرية الطموحة في العديد من المجالات مثل الطاقة الجديدة والمتجددة والمدن الجديدة والتنمية الزراعية والريفية تمثل فرصًا لتعزيز التعاون مع جميع الشركاء وفتح آفاق جديدة للعلاقات المشتركة، وأوضحت أنه على الرغم من التحديات التي واجهناها جميعا جراء جائحة كورونا، فإن مصر استطاعت من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي والمشروعات الضخمة أن تتخطى الأزمة اقتصاديا بتحقيق معدلات نمو، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع شركاء التنمية الثنائيين ومتعددي الأطراف.
وأضافت أن مصر تعمل على تعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية وتحقيق التكامل في ظل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، بالإضافة إلى توطيد العلاقات من خلال مشروعات البنية التحتية المشتركة واللجان الاقتصادية، والشراكات بين القطاع الخاص، مشيرة إلى إمكانية التنسيق مع الجانب الأذربيجاني للاستفادة من موقع مصر التي تعد بوابة لقارة أفريقيا لتعزيز علاقاته مع دول القارة لا سيما في ظل الخطط الطموحة التي تنفذها مصر لتنمية محور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
الريف المصرى
كما أشارت إلى المشروعات والمبادرات الحكومية التي تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطنين المصريين، ويعد أبرزها: المبادرة الرئاسية للتنمية المتكاملة للريف المصري “حياة كريمة”، التي تعمل على الارتقاء بحياة المواطنين في الريف المصري، وتحسين مستوى معيشة أكثر من نصف سكان جمهورية مصر العربية، من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل المبادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر في المناطق الريفية.
في سياق متصل، أثنى رئيس الوزراء الأذربيجاني على الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأشار إلى اهتمام الجانب الأذري بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها في مصر في البنية التحتية، ومتابعته لحركة الملاحة بقناة السويس، والفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأعرب عن تطلعه لدعم مصر لمشروعات البنية التحتية وعملية التطور التي تتم في أذربيجان.
واختتم رئيس الوزراء الأذربيجاني اللقاء بأنه يتطلع لمزيد من التعاون، وسيتابع التقارير الخاصة بتنفيذ التوصيات الصادرة عن اللجنة، وخاصة الاستثمارات في البنية التحتية، والسياحة.
وأكد رئيس الوزراء الأذربيجاني، أنه حان الوقت أن يتم اغتنام العلاقات السياسية القوية بين البلدين لتنعكس في التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات بين البلدين؛ كما أثنى على نتائج اللجنة المشتركة ومنتدى الأعمال المشترك الذي تم تنظيمه في إطار فعالياتها.
اللجنة المصرية الاذرية
جدير بالذكر أن الدورة الخامسة من اللجنة المصرية الأذرية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، نتج عنها توقيع 5 وثائق تعاون تمثلت في بروتوكول الدورة الخامسة للجنة المشتركة المصرية الأذرية المتضمن عدداً من المجالات، ومذكرة تفاهم للتعاون بين جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بجمهورية مصر العربية ووكالة تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة بجمهورية أذربيجان، ومذكرة تفاهم خاصة بإنشاء مجلس الأعمال المصري الأذرى بين وزارة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية ومؤسسة ترويج الصادرات والاستثمار بجمهورية أذربيجان، ومذكرة تفاهم للتعاون بين ميناء الإسكندرية بجمهورية العربية وميناء باكو بجمهورية أذربيجان، ومشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين جمعية رجال الأعمال المصريين بجمهورية مصر العربية ومؤسسة ترويج الصادرات والاستثمار بجمهورية أذربيجان، وتهدف هذه المذكرة إلى دعم الشراكة بين القطاع بكلا البلدين جمهورية مصر العربية.
وعلى مدار يومي 23 و24 فبراير، تمت الاجتماعات التحضيرية على مستوى الخبراء، ويضم الوفد المصري ممثلين عن الوزارات والجهات التالية: وزارات التعاون الدولي والصحة والسكان والتجارة والصناعة والثقافة والزراعة واستصلاح الأراضي والكهرباء والطاقة المتجددة والسياحة والآثار والتعليم العالي والبحث العلمي والهيئة العامة للاستثمار المناطق الحرة والشركة القابضة لكهرباء مصر.