يحتفل المجلس الثقافي البريطاني بمرور 90 عامًا من المشاركة العالمية، حيث يواصل ريادته في مجالات تعليم اللغة والتبادل الثقافي والبحوث ذات الصلة. وقد أطلق المجلس بحثًا بعنوان “مستقبل اللغة الإنجليزية: منظور عالمي”، الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا يستند إلى دراسات المجلس المستمرة حول دور اللغة الإنجليزية في مختلف أنحاء العالم.
يستند هذا البحث إلى دراسات سابقة ويستكشف الرؤى العالمية حول استخدام اللغة الإنجليزية في المجالات التعليمية والمهنية والاجتماعية. وتبرز أهمية هذا البحث في توقيته، حيث أصبح إتقان اللغة الإنجليزية ضروريًا لتحقيق النجاح الشخصي والمهني، سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو على مستوى العالم.
كما يتزامن هذا مع احتفال المجلس الثقافي البريطاني في مصر هذا العام بمرور 86 عامًا على تأسيسه، حيث يُعتبر أحد أقدم فروع الشبكة العالمية. منذ انطلاقه، لعب المجلس دورًا رياديًا في تعليم اللغة الإنجليزية وتوفير المنح الدراسية. يضم فريق المجلس أكثر من 100 معلم يعملون على تعليم اللغة الإنجليزية لأكثر من 40 ألف طالب في خمسة مراكز تعليمية، وتستمر برامج تدريب المعلمين في التوسع.
الثقافي البريطاني يركز على تطور دور اللغة الإنجليزية
يتناول هذا البحث جزءًا من مشروع المجلس الثقافي البريطاني الذي يتكون من ثلاث مراحل، حيث يركز على تطور دور اللغة الإنجليزية كلغة عالمية. يُكمل البحث سلسلة من الكتب، بدءًا من “مستقبل اللغة الإنجليزية؟” (The Future of English?) الذي صدر في عام 1997، تلاه كتاب “اللغة الإنجليزية تاليًا” (English Next) للكاتب ديفيد جرادول في عام 2006، والذي ساهم بأفكاره في تشكيل الحوار العالمي حول تعليم اللغة. بالإضافة إلى مؤلفات جرادول، يتضمن بحث “مستقبل اللغة الإنجليزية: منظورات عالمية” آراء مجموعة من صانعي السياسات والرواد في مجال التعليم من مختلف أنحاء العالم، مما يوفر رؤى هامة حول توجهات تعليم اللغة الإنجليزية والتوقعات المستقبلية.
يبرز بحث المجلس الثقافي البريطاني الخصائص الفريدة لكل منطقة وتأثيرها على تشكيل مستقبل تعليم اللغة الإنجليزية. وفيما يلي، نستعرض آراء ممثلي دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول كيفية تلقي وتعليم اللغة الإنجليزية في:
• منطقة مصر ومنطقة المشرق العربي (اليمن، مصر، لبنان، فلسطين، العراق، سوريا، والأردن): تزداد أهمية اللغة الإنجليزية نظرًا لدورها في تعزيز النمو الاقتصادي، ولكن تواجه هذه الأهمية تحديات عدة.
• منطقة المغرب العربي (المغرب، تونس، وليبيا): تشهد هذه المنطقة زيادة ملحوظة في الإقبال على تعلم اللغة الإنجليزية، حيث يسعى الشباب، وخاصة في المغرب، إلى استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية لضمان فرص تعليمية ووظيفية أفضل. ومع ذلك، أكدت المناقشات خلال الجلسة على ضرورة الحفاظ على توازن بين اللغات، مشددة على أن تعزيز اللغة الإنجليزية لا ينبغي أن يكون على حساب اللغات الأخرى.
• منطقة الخليج العربي (البحرين، الكويت، السعودية، عمان، وقطر): تعتمد شعوب هذه المنطقة بشكل رئيسي على اللغة الإنجليزية في التواصل. كما ساهمت عوامل مثل التطور التكنولوجي والتحول نحو التعليم المرن خلال فترة الوباء في إعادة تشكيل العملية التعليمية، مما زاد من الحاجة إلى دمج الرقمنة في هذا السياق.
وقد صرح المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمير رمزان، قائلاً: “على مدى 90 عامًا، ساهم المجلس الثقافي البريطاني في تحسين تعليم اللغة على مستوى العالم، وقد أظهرت أبحاثنا الأخيرة أن الطلب على تعلم اللغة الإنجليزية في أعلى مستوياته. ومع تطلعنا إلى المستقبل، نحن ملتزمون بدعم المتعلمين والمعلمين من خلال تقديم موارد جديدة.”