الدهابة.. هم الباحثين عن حلم كنوز الذهب بالصحراء فلا يفصل بينهم وبين الثراء السريع الا حفنة رمال وربما صخور يخوضون المخاطر من أجل تحقيق هدفهم بعيدا عن عين القانون
وتعد مهنة الدهابة من المهن القديمة جدا في الصحاري المصرية وخصوصا في سلاسل جبال البحر الأحمر، وأغلب الظن أنها متوارثة من عصور الفراعنة لأن الطريقة التي يتم استخلاص الذهب قريبة من تلك التي كان يستخدمها الفراعنة،
والأكثر يعتمد علي الإستخلاص من عروق صخور الكوارتز التي تشكل أفضل الصخور ثراءا بالمعدن،وقد كانت طريقة الإستخلاص في الماضي تعتمد علي اكتشاف الذهب بالعين المجردة،
أما الآن فهناك اجهزة اليكترونية اختصرت الوقت بل تعمل علي انتقاء المناطق التي يصل فيها تركيز الذهب لأعلي مستوياته وعلي الأعماق المناسبة للإستخراج والإستخلاص،
وهذه الأجهزة تشبه إلي حد كبير أجهزة الكشف عن الألغام ويتراوح ثمنها بين15 ألف جنيه إلي50 ألف جنيه حسب حساسيتها وقدرتها علي الكشف،ويتم استيرادها من الخارج ولها أسواقها المعروفة في السودان أو في مصر،
والجهاز يتكون من جهاز مسح أرضي يسهل تحريكه بواسطة ذراع طولية في الوديان أو علي الرمال أو علي الصخور، والجزء العلوي ويشتمل علي مجموعة الرأس وتثبت برأس الهاب أو من يقوم بالبحث،
وتلك المجموعة مزودة بسماعات للأذن تعطي ذبذبات وصوت معين يرتفع وينخفض تبعا لوجود وكثافة الذهب في منطقة البحث،وتلك الأصوات تحدد كذلك الأعماق الموجود عليها المعدن،
ويزداد سعر هذا الجهاز مع زيادة قدرته علي كشف وجود الذهبب علي أعماق أكبر وكميات أكثر،كما أن الجهاز مزود بعداد رقمي مثبت علي قمة ذراع التحريك بحيث يكون علي بعد مناسب للرؤية أمام عيني من يقوم بالبحث، وهذا العداد يرصد بدقة العمق الفعلي الموجود عليه الذهب وكمياته،
فتتم عمليات الحفر بواسطة مثقاب( شنيور) ضخم ثم تبدأ عملية الإستخراج للصخور الحاملة للمعدن، وبعد الحفر والإستخراج تبدأ عمليات الغربلة وغسيل الركاز معدن الذهب الذي يتركز في النهاية،
حيث أن الذهب من المعادن ثقيلة الوزن فيرسوا في قاع الإناء المخصص لتجميع الذهب
ويستخدم المنقبون التقليديون آلاتهم التقليدية «كواريك، وطواري، وفؤوس» فيما يستخدم كبار المنقبين آلالات الأكثر حداثة وسيارات دفع رباعي للعمل في المسارات الوعرة والرمال و الصحراء العاتيه ، وهناك من يحالفه الحظ سريعا فى الوصول إلى حلمه ومنهم من لايرى سوى المشقة.
ويعرف المنقبون المناطق المحتمل العثور على الذهب فيها، ويطلقون عليها أسماء خاصة، مثل «القلعة»، وهي منطقة مرتفعة رمالها حمراء، و«وديان الأنهار»، و«دروب العنج»، وهي آثار المنقبين القدماء فيفترعون بها تنقيبهم.