حبا الله مصر بكنوز من المواد الخام بكميات كبيرة من هذه الكنوز الرمال السوداء التي تتفرد بها مصر والهند والبرازيل بأكبر احتياطي في العالم، والأن مصر تحول “الثروة السوداء” إلى 41 منتج استراتيجي.
وتطبيق علي ارض الواقع لاستراتيجية الدولة المصرية تم تحويل الحلم الي حقيقة من خلال إنشاء مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ والذي يعد الأحدث على مستوى العالم ويستخدم تكنولوجيا التعدين،
ضمن المشروعات القومية التي تستهدف منها الإدارة المصرية تعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية لوطننا، وقد بلغت الاستثمارات في هذا القطاع بنحو 4 مليارات جم،
وبعوائد استثمارية تصل إلى 6 مليارات دولار، وباحتياطي يصل إلى 200 عام قادم. وعلى المستوي البيئي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة،
فان الرمال السوداء تعد خطرا بيئا لاحتوائها على كميات كبيرة من المعادن، ولكن وفقا وهذه الاستثمارات فسوف يتم تحويل الأضرار الي منافع بيئة ومالية واقتصادية،
فضلا عن انه تم اتخاذ على كافة الإجراءات الاحترازية المتخذة بحيث لا يكون هناك أي تأثير سلبي على صحة العاملين وضمان سلامتهم.
وبالإشارة الي بعض الأبحاث فان مصر تمتلك 11 موقعا لخامات الرمال السوداء على ساحل البحر المتوسط، هذا بالإضافة إلى ما تم استكشافه حديثا على طول ساحل البحر الأحمر بجنوب مصر ،
و محافظة كفر الشيخ وحدها تمتلك حوالي 250 مليون طن رمال سوداء، ويصل احتياطي مصر منها حوالي 200 مليار متر مكعب، ويبلغ صافي الموارد القابلة للتنجيم في المشروع 238.5 مليون طن،
وفقا وما أوضحته الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي.
وعلى صعيد متصل فان الصناعات المرتبطة بالمعادن الاقتصادية الهامة المستخلصة من الرمال السوداء مثل معدني “الالمانيت والروتيل” وهما مصدر رئيسي لإنتاج معدن التيتانيوم وهو معدن يدخل في الصناعات الاستراتيجية الهامة
مثل صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية فضلا انتاج معدن ثاني أكسيد التيتانيوم و يستخدم في الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية،
وكذا انتاج معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.
هذا وأود ان أشير الي انه هناك امر هام بشأن تطور الرؤية الاقتصادية لمصر حيث تم تكليف للجهات المعنية بإتاحة كافة البيانات للجميع حتى يتمكنوا من الدخول والاستثمار في هذا القطاع الحيوي،
والذي ينتج عنها صناعات مكملة وفتح فرص استثمارية عديدة، وتلك النوعية من الاستثمارات تعني زيادة معدلات الدخل القومي، وتوطين التكنولوجيا الوطنية، وسد الفجوة القائمة ما بين احتياجاتنا وحجم ما يتم استيراده من الخارج.
وتأسيسا على ما سبق فانه حان وقت القطاع المصرفي للدخول في هذه النوعية من الاستثمارات الاستراتيجية العملاقة من خلال دعم تمويل الصناعات المرتبطة بها،
خاصة وان المواد الخام متوفر لعقود من الزمن طويلة بالإضافة الي وجود حجم طلب عالمي مما يقلل من المخاطر المحتملة التي تتحوط لها البنوك بشكل عام.
القادم هي الرمال البيضاء كان يتم تصديره كمواد خام بحوالي 40 دولارا فقط للطن ، ووصل سعره مؤخرا إلى 10 آلاف دولار للطن، بينما كان تتم إعادة استيراده بما يعادل 100 ألف دولار للطن بعد إعادة تصنيعه في الأجهزة الإلكترونية كمدخلات لصناعة الموبيلات والأقمار الصناعية.
بقلم / هاني حافظ
الخبير الاقتصادي