شرف: الزكاة أهم صيغ الاقتصاد الإسلامى
تعتبر الزكاة موردا ماليا هاما للإيردات، حيث تعمل على إخراج المجتمع من حالة الفقر والبطالة، بالإضافة ألى كونها أحد أدوات الاستثمار وخاصة فى وقت الأزمات الاقتصادية.
ويرى الدكتور محمد شرف الخبير المصرفي، أن الزكاة تعد أداة استثمار للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتي تمثل أهم أبعاد التنمية المستدامة، قائلا: لقد تعددت صيغ التمويل في الاقتصاد الإسلامي، وتعتبر الزكاة من أهم هذه الصيغ باعتبارها أحد أدوات السياسة المالية الإسلامية والتي أثبتت فعاليتها في تحقيق التنمية المستدامة التى تهدف الى استخدام للموارد الطبيعية بالشكل الذي يضمن المحافظة على حقوق الأجيال المستقبلية دون نقص احتياجات الأجيال الحاضر
كما تساعد الزكاة على تحقيق التنمية المستدامة من خلال توزيع أموال الزكاة بعدالة على مستحقيها والقضاء على البطالة والقيام بمشاريع اقتصادية واجتماعية.
التزاماً يقع على الأموال النامية
وأضاف شرف: الزكاة من حيث وعائها تمثل التزاماً يقع على الأموال النامية، فهي تستوعب كل أنواع الأمول التى فيها نماء لتحقيق العدالة مع مراعاة طاقة الملتزم بها وتأمين ضرورياته ، كما أن الالتزام بالزكاة كل حول او فترة وفقاً لنوع المال الذلى تجب عليه الزكاة يكون ملائما لتحقيق الإيرادات لتمويل الاحتياجات الاقتصادية والمجتمعية المتجددة ومستدامة.
وهناك أموالا تفرض عليها الزكاة بمجرد الحصول عليها مثل الزروع والثمكار والثروات المعدنية ، بالإضافة إلى زكاة الأموال والذهب والفضة والثروات والتى يتم إخراجها كل حول أو عام هجري كامل، كما أن تنوع مصارف الزكاة يؤدي إلى تنوع أنواع التكامل الاقتصادي ليشمل جميع افراد المجتمع ويعمل على تقليل الفجوة بين الفقراء والاغنياء وأيضا قد تستخدم مصارف الزكاة بالدول الغنية لا تجد مصارف بها الى الدول الاخري الاكثر فقراً مما يساهم فى زيادة التنمية الاقتصادية بهدة الدول .
وتابع شرف: بنظرة اقتصادية لأموال الزكاة وكيفية الاستفادة منها على المستوي الاقتصادي والاجتماعي، نري أن الزكاة تتضمن مفهوم التنمية الاقتصادية والمجتمعية غير المحدد بالمكان والزمان حيث تقوم بدور فعال فى الارتفاع بالنشاط الاقتصادي وذلك من خلال ماتمارسه من آثار مباشرة على مستوي الادخار والحث على الاستثمار وتوسعة السوق.
وبالتالي فهي تؤدي إلى تقليل الاكتناز منعاً لتآكل الثروات مع توجيه الثروات إلى الإنفاق الاستثماري بالدرجة الاولي رغبة فى تعويض ما تم إخراجه من أموال بمصارف الزكاة، كما تتجة اييضا هذه الثروات الى الانفاق الاستهلاكي فيسهم ذلك فى زيادة الطلب الفعال مما يحمي الاقتصاد من مخاطر الركود والتضخم. ، حيث ان فرض الزكاة على رؤوس الاموال النامية يؤدي إلى استثمار أموالها حتى يكون غخراج الزكاة من العائد لا من الاصل .
دور الزكاة فى الأزمات الاقتصادية
كما أن وجود الزكاة كنفقة على رأس المال يؤدي فى فترات الأزمات الاقتصادية إلى الاستمرار فى الاستثمار لانها تفرض على الاموال المعطلة وليس على الاموال المستثمرة فى اصول وهو ما يزيد من فرص الاستثمار والانتاج فى شتي المجالات .
و تمارس الزكاة دورها في الارتقاء بمستوي النشاط الاقتصادي من خلال الآثار غير المباشرة لانفاق حصيلتها والتى تنعكس بالتأكيد على مستويات التشغيل، حيث أن اتساع السوق وزيادة الطلب الفعال ومعه الاستثمار يؤدي زيادة الطلب على التشغيل وبالتالي الحد من البطالة ، وبالتالي فان زيادة مستويات الاستثمار والتشغيل له أثره الإيجابي الحماية من التقلبات الاقتصادية وتحقيق التوازن والاستقرار .
كما تعمل أيضاً على حماية الاقتصاد من التقلبات من خلال اعادة توزيع الدخول لصالح طبقات المجتمع المختلفة مما يكون له الاثر الايجابي على زيادة القوة الشرائية وبالتالي زيادة الطلب الفعلي وزيادة مستوي التشغيل والانتاج فى مختلف المجالات.
كما أنها تقلل من فرص حدوث ازمات اقتقادية حيث من خلالها يتم استخدجام الثروة على رفاهية المجتمع او الاستثمار فى النشاط الاقتصادي وبالتالي عدم عدم اكتناز الاموال ، وهو ما يدعم اسعار العوائد ويجعل الادخار مساو للاستثمار، فهي تعمل على تحول كا ادخار الى استثمار والعمل على تخفيض السيولة الى اقل مستوي ممكن وعم زيادة الطلب الكلي فى المجتمع بزيادة الطلب الاستهلاكي مما يزيد معهالفرص الموافقة للاستثمار والتنمية الاقتصادية على مستوي الدولة ككل.
رفع الكفاية الحدية لرأس المال
ولفت شرف إلى أن الزكاة لها دور كبير رفع الكفاية الحدية لرأس المال من خلال تحسين التوقعات المستقبلية حيث أن تكرار إخراجها بشكل منتظم نهاية كل حول أو فترة أو نهاية كل دورة زراعية، يؤدي إلى الالتزام في تدفق الأموال اللازمة لعملية التنمية الاقتصادية المستندامة.
ونوه الخبير إلى أن جواز إخراجها على طالب العلم النافع يعمل على رفع مستوي التعليم والتدريب مما يزيد من مستوي الابداع والابتكار لدي الطلاب
كما يزيد ذلك من قدرة العاملين على الانتقال بين فروع الانتاج المختلفة فتسهم الزكاة بذلك فى رفع وتطور مستوي انتاجية العامل ومن ثم تطور وتحسين المؤسسات الانتاجية الخدمية بشكل عام .
أهداف التنمية المستندامة
وبالربط بين دور الزكاة الاقتصادي والمجتمعي ، ومبادئ واهداف التنمية المستندامة وابعادها ، نجد ان من اهم مبادئها االتنمية المستندامة التخطيط الاستراتيجي للمستقبل والتكامل بين القطاعات المجتلفة و وتحقيق العدالة والمحافظة على حقوق الاجيال الحالية والقدامة على حد سواء والحفاظ على الموارد الطبيعية ، والمسئولية المشتركة بين افراد المجتمع الواحد.
و هناك ابعاد الاقتصادية واجتماعية تسعي التنمية المستدامة الى تحقيقها ، فمن الاهداف الاقتصادية للتنمية للمسدامة المحافظة على زيادة النمو ،و العمل على تحقيق المستواة و، وتحقيق الكفاءة ، كما من اهدافها الاجتماعية التمكية والمشارة بين الافراد ،والتماسك المجتمعي ، والتطور المؤسسي المستمر .
واضف إلى ذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشة وتحسين أوضاعه في المجتمع ويقوم هذا المفهوم على أن البشر هم الثروة الحقيقية .
التنمية المستدامة هي التي توفر الرفاهية للأجيال الحاضرة دون المساس باحتياجات الأجيال المستقبلية، و كما أن التنمية لها خصائص وهي الاستمرارية وتسعى بذلك إلى تحقيق العديد من الأهداف من بينها المحافظة الموارد الاقتصادية وتنميتها وتحقيق الرفاهية الاجتماعي.
وبالتالي يتضح جلياً التأثيرات المباشر الإيجابي لأموال الزكاة في تحقيق التنمية المستدامة اقتصادياً ومجتمعياً ، فمن بين هذه التأثيرات إعادة توزيع الدخل وتحفيز الاستثمار وزيادة الاستهلاك والتحكم في الاستقرار الاقتصادي كما تبين الأثر الاجتماعي من خلال تقليل البطالة والخروج من الفقر وزيادة التعليم والتطور التكنولوجي من خلال توزيع أموالها على مستحقيها أو مصارفها بالأخص الفقراء والمساكين.
الزكاة فى الإسلام
والجدير بالذكر أن الزكاة فريضة من الله وركن من أركان الإسلام وقد ربطها القرأن الكريم بالصلاة دليل على درجة اهميتعها ، ومما لا شك فيه انه لايوجد مجتمع أخر فى العالم قديمه وحديثه قبل الاسلام وبعده عرف نظاماً جعل التكافل المادي بين أبنائه على هذه الدرجة من الالتزام .
ويتحدد الهدف من الزكاة هو تحقيق التكافل الاقتصادي بين أفراد المجتمع الواحد، وهو تكافل يعمل على مساحة واسعة تحددها المصارف وبالتالي يمكن القول أن هذا التكافل أو التكامل الاقتصادي يشمل كل أنواع الاحتياج الاقتصادي بالمجتمع .