اتفق خبراء السيارات، أن قطاع السيارات الكهربائية في مصر، شهد مؤخرًا، نموًا ملحوظًا، وتزايد الاهتمام الحكومي بالتوجه نحو توطين صناعة المركبات النظيفة في البلاد، علاوة على إقبال العديد من المواطنين على الشراء.
وعالميا، تواصل سوق السيارات الكهربائية تسجيل نمو في حجم المبيعات، مع استمرار انتشار مفهوم القيادة النظيفة، بدعم من إنفاق شركات تصنيع السيارات، لمليارات الدولارات للاستثمار في هذا القطاع، في ظل الاهتمام المتزايد من جانب المستهلكين باقتناء المركبات الكهربائية.
وبحسب بيانات شركة Rho Motion لأبحاث السوق المتعلقة بالمركبات الكهربائية، فإن المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية بالكامل والهجينة، نمت بنسبة 31% في عام 2023.
السيارات الكهربائية
أما محليا، فقد بلغ عدد المركبات الكهربائية الجديدة «الزيرو» التي تم التأمين عليها وتم ترخيصها فى شهر أبريل الماضي341 وحدة، بحسب تقرير الأهرام بالتعاون مع المجمعة المصرية للتأمين الإجباري على المركبات.
ويعقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الشركات في مصر؛ لبحث خطط توسيع أنشطة الشركة في السوق المصرية، وتصنيع طرازات جديدة من المركبات الكهربائية.
وقبل أيام، شهد وزير النقل المهندس كامل الوزير، بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من السيارات الكهربائية داخل العاصمة الإدارية الجديدة، حيث بدأ التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى بعدد 10 سيارات كهربائية “تاكسي” لخدمة المترددين على العاصمة الإدارية الجديدة، من إجمالي 145 سيارة كهربائية سيتم تشغيلها تباعا.
يقول اللواء رأفت مسروجة الرئيس الشرفي لمجلس معلومات سوق السيارات والخبير في قطاع السيارات، إن السيارات الكهربائية هي المستقبل القريب خاصة في ظل الدعم الحكومي لهذا القطاع مع تقديم حوافز للمستثمرين.
وأضاف مسروجة تجهيز البنية التحتية في مصر ستساهم بشكل رئيسي في سرعة انتشار السيارات الكهربائية في مختلف المحافظات، لافتا إلى أن هناك أعداد ملحوظة من السيارات الكهربائية موجودة في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة نتيجة انتشار محطات الشحن.
وتوقع خبير السيارات، نموا كبيرا لسوق السيارات في مصر خلال 2025، حيث تستحوذ على 30% من إجمالي مبيعات السوق المصري حال الاهتمام بالبنية التحتية وانتشار محطات الشحن وتثقيف المواطنين على مزاياها.
وبرر مسروجة ذلك بالتراجع الكبيرة الذي تشهده أسعار السيارات مقارنة بالبنزين، مشيرا إلى أن بعض السيارات الكهربائية سيكون أرخص من سيارات البنزين في عام 2025، لافتا إلى أن الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية سيساهم في تخيض أسعارها مقارنة بالمستوردة أو البنزين المستوردة.
وطالب مسروجة، بضرورة نشر محطات شحن الكهرباء داخل المدن والطرق السريعة وأماكن تجمع للسيارات لكى يسير صاحب السيارة آمنا أثناء سيره عندما يحتاج إلى شحن بطارية السيارة وفى هذه الحالة نستطيع أن نؤكد على انتشار السيارات الكهربائية في مصر.
وفي السياق ذاته، قال سراج بادقيل، الرئيس التنفيذي لشركة عبداللطيف جميل للتمويل: إن بعض الشركات أطلقت برنامج تمويل السيارات الكهربائية حتى 3 ملايين جنيه، تماشياً مع إيماننا بأهمية الحفاظ على البيئة والتزامنا بدعم التحول نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأضاف أن هذه البرنامج تعد استثمارًا في المستقبل، ويوفر فرصةً للنمو والتوسع في سوق السيارات، ويتماشى مع مبادرة الحكومة بإعفاء السيارات الكهربائية من الجمارك.”
وأكد أن السيارات الكهربائية تعتبر بديلاً مستدامًا للسيارات التقليدية التي تعمل بالوقود، فهي تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتلوث الهواء، ويُساهم بشكلٍ فعّال في تحقيق أهداف الاستدامة وحماية البيئة.
ومن جهته، يقول أحمد زين، رئيس لجنة الطاقة النظيفة بشعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، إن السيارات الكهربائية في مصر تشهد انتشارًا متسارعًا، لا سيما مع ارتفاع أسعار سيارات البنزين بشكل كبير، وزيادة أسعار الوقود والصيانة.
وأضاف زين، أن الدولة المصرية تعمل على توطين السيارات في مصر، من خلال إقرار إعفاءات جمركية، إذ تُعفى السيارة من الرسوم والترخيص، ولا تخضع السيارات الكهربائية لأيّ مدفوعات سوى الـ14% ضريبة القيمة المضافة، وعند إجراء الترخيص السنوي، تُدفع الرسوم فقط دون ضرائب، أي نحو 1000 جنيه مصري لتجديد الرخصة.
وأكد أن السيارات الكهربائية هى سوق جديدًا واعدًا وتوجه عالمى ومحلى يسعى إليه جميع المستثمرين وترتكز هذه السوق على استيراد السيارات الكهربائية مستعملة معفاة من الجمارك لرفع وعى المواطنين بمميزاتها ونشر ثقافة هذا السيارات بين المواطنين.
وفي السياق ذاته، قال المهندس خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات في مصر، أن السيارات الكهربائية ستكون المسيطرة على الأسواق العالمية اعتبارًا من 2030، ولن يكون هناك سيارات تعمل بالمحروقات من الغاز والبنزين والديزل وستنعدم في 2040.
وأضاف “سعد”، أن الدولة المصرية تستعد من الفترة الحالية أن يكون هناك مخزون من السيارات الكهربائية وسيارات تعمل بالكهربائية وبالتالي اهتموا بالبطارية الكهربائية وأصبح هناك مصنع لتصنيع البطاريات والسيارات ، وأن يكون هناك صناعة حقيقية لها، حيث أن البطارية تمثل 60 % من السيارات الكهربائية.
تحديات تواجه السيارات الكهربائية
وحول التحديات التي تواجه انتشار السيارات حاليا يقول، “خبير السيارات”، أن هناك 4 معوقات تواجه انتشارها أولها عدم انتشار البنية الأساسية من محطات الشحن في جميع الطرق السريعة وثانيا عدم تجهيز مراكز الخدمة اللازمة للسيارات الكهربائية.
وتابع أن الثالث يتمثل في نشر ثقافة السيارات الكهربائية بين المواطنين من حيث تكلفتها ومدي توفيرها وصيانتها التي لا تقارن بالسيارات التقليدية، ورابعا العمل على الاستمرار لجعل سعرها مناسبا لفئة أكبر من المستهلكين