كشفت النشرة الأسبوعية للاتحاد التأمين أن انتشار السيارة الكهربائية وما يترتب عليه من اختلاف فى محددات وطبيعة الخطر، يجعل من الضرورى أن تقوم شركات التأمين بمراجعة أسلوب تقييم المخاطر والتسعير.
وبالمقارنة مع السيارات التى تعمل بالغاز يمكن أن يكون خطر الإصابة أعلى أو أن تكون الإصلاحات وقطع الغيار أكثر تكلفة، لذلك تحتاج شركات التأمين إلى النظر والبحث فى البيانات المتوفرة للسيارات الكهربائية ودراسة المخاطر المحتملة والنفقات ذات الطبيعة الخاصة للتأمين على السيارات الكهربائية.
مخاطر السيارة الكهربائية
1.
الحرائق:
● انفجار البطارية
تُستخدم بطاريات الليثيوم أيون Lithium-ion فى السيارات الكهربائية لأنها توفر مسافة أطول فى القيادة عند الشحن الكامل مقارنة بخيارات البطاريات الأخرى القابلة لإعادة الشحن. وتتميز تلك البطارية بأنها عالية الكفاءة من حيث الطاقة المخزنة بالنسبة لوزنها، ولكن من مساوئها أيضًا أنها شديدة الانفجار.
ففى حالة تعرض البطارية للحرارة الشديدة أو الشحن الزائد، يمكن أن تتعرض للتمزق والفشل المسمى ب “الهروب الحراريThermal Runway “- وهى حالة تبدأ فيها درجات الحرارة المتزايدة فى البطارية فى إطلاق الطاقة، والتى تولد بعد ذلك الحرارة وتستمر فى زيادة درجة حرارة البطارية. وتؤدى هذه العملية غير المنضبطة فى بعض الأحيان إلى الاحتراق، حيث كان هناك ما لا يقل عن أربع حالات موثقة للحريق فى أعقاب التأثيرات المرتبطة ببطاريات الليثيوم أيون فى السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة الماضية.
● عدم التوقف الكامل لتشغيل السيارة الكهربائية
لا يتم فصل الطاقة عن السيارة الكهربائية في حالة توقفها أو شحنها بشكل دائم، فهى دائماً قيد التشغيل، على عكس السيارات التى تعمل بالبنزين، والتى يتم توقفها بشكل كامل فى غضون بضع ثوانى من إيقاف تشغيلها. مما يؤدى إلى سهولة تعرض السيارات الكهربائية للحريق بمعدلات تكرار أكبر من السيارات التقليدية.
● الأخطار المرتبطة بصعوبة الصيانة
يمكن أن يؤدي عدم كفاية عزل الكابلات والتصادم والتخريب والسرقة إلى إتلاف كابلات وأجهزة الشحن والتي يمكن أن تؤدي الي حدوث ماس كهربائي. كما تشكل محطات الشحن في المنزل خطر اً إذا لم يتم تركيبها بشكل آمن وصحيح، لذلك يتم اتخاذ بعض الاحتياطات لجعل محطات الشحن أكثر أمانًا. على سبيل المثال تعمل شركة Tesla Motors على تطوير شاحن بذراع آلي يقوم بتوصيل نفسه بالسيارة، وذلك منعاً لتفاعل المالكين والسائقين والركاب مع الكابلات وأجهزة الشحن، مما يقلل من احتمالية وقوع حوادث متعلقة بالمستخدم، ومما لا شك فيه أن معاينة محطات الشحن المنزلية وتقييم الاخطار المرتبطة بها من قبل شركات التأمين قبل الاكتتاب.
2. أخطار الاصطدام والحوادث الشخصية
نظراً لخفة وزن المركبة الكهربائية، يؤدي ذلك لزيادة خطر الإصابة بالنسبة للسائقين والركاب في حالة التصادم، حيث تم تصميم السيارات الكهربائية لتكون خفيفة قدر الإمكان من أجل إطالة مسافة القيادة وعمر البطارية، مما يجعل خطر الإصابات الشخصية سبب التصادم أكثر جسامة.
3. خطر المتعلق بالمسئولية المدنية (قبل الطرف الثالث)
من مميزات السيارات الكهربائية أنها هادئة للغاية، ولكن الجانب السلبي لهذه الميزة أنها قد تعرض المشاة لخطر التصادم لأن السيارة الكهربائية لا تصدر صوتاً حتى أثناء الحركة. وفي ظل نقص الإشارات الصوتية التي قد تصدرها السيارة الكهربائية، قد لا يدرك المشاة مدى قربها منهم، مما يؤدي الي زيادة هذا الخطر في شوارع المدن المكدسة بالأطفال وراكبي الدراجات. وهذا مما دعى الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة في الولايات المتحدة أن تدرس إدخال أجهزة إلزامية على جميع السيارات الكهربائية تصدر ضوضاء، في محاولة منها لتقليل الحوادث والإصابات التي يتعرض لها راكبو الدراجات والمشاة.
4. أخطار القيادة المتهورة
صممت السيارات الكهربائية لتكون أخف وزنًا وأسرع مع إمكانية وجود محرك ينتج قوة أسرع بكثير من المحرك القياسي الذي يعمل بالغاز، ويجب أن تأخذ شركات التأمين في الاعتبار إمكانية الوصول إلى مثل هذه السرعات في وقت قليل عند تقييم أخطار حوادث التصادم وما يترتب عليها من حوادث شخصية بسبب القيادة المتهورة.
5. المتطلبات الخاصة للصيانة
يعد عمر البطارية وأداؤها من الأمور المهمة بالنسبة للسيارات الكهربائية حيث يتراوح عمر البطارية بين ثماني إلى عشر سنوات، اعتماداً على عدة عوامل مثل كيفية شحنها وتفريغها ودرجة حرارة التشغيل.
ففي حالة لتصادم سيارة كهربائية تعمل بالبطارية، يجب إزالة البطارية وتفريغها وتجميدها ثم إتلافها، لذلك تعد سلامة البطاريات واحدة من أكثر المشكلات صعوبة التي تواجه شركات التأمين في التعامل مع المطالبات بالإضافة إلى نقص البيانات المتوفرة حول السرعة التي تنخفض بها سعة البطارية.
6. التعرض لهجمات إلكترونية
مع تطور السيارات الكهربائية من المحتمل أن تزداد قدرتها على الاتصال بالإنترنت واعتمادها على البيانات وأجهزة الاستشعار والبرامج بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لإدارة أنظمة السيارات.
وتشير بعض التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يصل تحكم البرامج في السيارة الكهربائية إلى نسبة 30٪ في المستقبل القريب مقارنة بحوالي 10٪ في الوقت الحالي.
كما أنه من المحتمل أن تتعرض السيارة لهجمات إلكترونية تؤدي الي توقف النظام والتعرض لخلل بشكل عام أو اثناء تحديث البرامج مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المخاطر التي تتعرض لها السيارة أثناء عملها.
لذلك تشعر شركات التأمين بالقلق حيال الكيفية التي قد يؤدي بها الفشل في تثبيت التحديثات، أو كيف يمكن أن يؤدي التحديث الخاطئ إلى تعريض سلامة الأفراد للخطر أو إتلاف الأجهزة.
7. التأثير البيئي والسيارة الكهربائية
تمثل بطاريات الجهد العالي المجال الرئيسي للقلق حيث لا توجد حاليًا عملية موحدة لإعادة تدوير البطاريات القائمة على الليثيوم على الرغم من وجود مبادرات جارية لتحويل بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة إلى وحدات تخزين طاقة لتزويد المنازل بالطاقة.