نتيجة للعقوبات الأوروبية والتى سوف تؤثر بالسلب يوما بعد يوم على تدفق الغاز الروسي للقارة العجوز يخيم شبح شتاء قادم من العصور الوسطى على سكان أوروبا
مما دفعهم جميعا وبتوجيه حكوماتهم فى خطة تقشف حادة فى إستخدام موارد الطاقة والغاز لعلهم ينجحون فى مواجهة موجات الصقيع والتى لا فرار منها خاصة مع شح تدفق الغاز من قبل الدب الروسي
والذى تشبثت مخالبه عبر أنابيب الغاز المسال ليقطع سريانه نحو سكان القارة العجوز والتى سوف تزداد عجزًا مع قدوم الأيام القليلة المقبله.
لتقرر بعض الأسر الأوروبية التوجه نحو قضاء أطول شتاء على القارة خارج أوروبا فى محاولة للإحتماء من صرير الشتاء الأوروبي عبر سياحه قريبة توفر طقس معتدل وتكاليف مناسبة
لتتجه الأنظار نحو القارة السمراء وما تمتلكه من مقومات يمكن من خلالها توفير شتاء أكثر رحمه عليهم , والسؤال المطروح هل يمكن أن تكون مصر وجهة سكان القارة العجوز لقضاء شتاؤهم .
وتكمن الأجابة فيما تتمتع به مصر من مقومات وتنوع سياحي قد يجعلها الوجه الأنسب لسكان القارة العجوز فتتنوع السياحه بمصر بين شواطئ وعلاج وسياحة دينية ومؤتمرات
فضلا عن ثلث أثار العالم القديم والذي ينتشر عبر ربوع مصر كلها , إضافة إلى جو مصر وطقسها الدافىء فضلا عن تكاليف الإعاشة والتنقل والتى تتميز بتوسطها بين تكاليف أى سياحة عالمية أخري ,
لتكون مصر على موعد لمنافسة قوية طالما تم إستخدام سبل الدعاية والتسويق المناسب .
وتعد السياحه الأوروبية بمصر تجاوز نسبة 70% من حجم السياحه على وجه العموم بمصر ولذلك يعتبر الوافد الأوروبي مصر من أهم الوجهات والخيارات أمامه ,
وحسب التقارير فقد ارتفعت الإيرادات السياحية لتقارب إجمالي تلك الإيرادات بنحو 8 مليار دولار حتى الربع الأول من العام الحالى بالرغم من تعطل حركة السياه الأوكرانية الروسية بسبب الحرب القائمة بينهم .
ولذلك فقد تم الإستعانه مع كبري الشركات العالمية للترويج لنا بالخارج فى تلك اللحظات بإستخدام الوسائل الدعائية والأفكار الإبداعية لتتناسب مع الأذواق بجميع أنواعها ومتطلباتها فى جميع ربوع القارة العجوز
مما سوف يفتح أفاق أسواق جديدة لنا فى الخارج , ومن جانب أخر ضرورة وضع حوافز مالية وتشجيعية من جانب الدولة للشركات العامله فى مجال السياحة والفنادق فى حاله ما إذ تم شغر ما لديها من أماكن فى مواجهه السياح الأجانب لتشجيعهم على بذل مزيد من السعي وراء جذب وإنجاح منظومة السياحه بمصر .
ولذلك فلابد من الاستفادة من هذا الزخم خلال عطلات الشتاء الأوروبي القادم فى جذب المزيد من التفويج الأوروبي لمصر لما تمتلكه مصر من إرث حضاري وبصري غير متواجد فى كثير من بلدان العالم ,
لتستفيد مصر من هذا التدفق للنقد الأجنبي فضلا عن تنشيط قطاع السياحه والذى يعد من أهم القطاعات الحيوية فى د عم موارد الدولة وتوفير الألاف فرص العمل وإعادة تهيئة الفنادق والمنشأت السياحية بعد فترات توقف وركود بفعل جاحة كورونا ,
ولذلك نجد أن مصر لديها فرصة عظيمة لابد من أقتناصها قبل أن تستغلها دولاً أخري حيث تعمل بعض هذه الدول والتى تتوافر لديها بعض عناصر الجذب تحت شعار مصائب قوم عند قوم فوائد .
بقلم/د . عمرو يوسف
خبير الاقتصاد والتشريعات المالية والضريبية