أساس العلاقة الزوجية هو المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات.. وأصل ذلك قوله تعالى »ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة«.
ولهذا فالرجل أقدر على العمل والكد والكسب خارج المنزل. أما المرأة فهى الأقدر على تدبير المنزل وتربية الأولاد وتيسير أسباب الراحة والطمأنينة المنزلية..
وقد حكم الرسول صلى الله عليه وسلم بين على بن أبى طالب رضى الله عنه وبين زوجته فاطمة رضى الله عنها، فجعل على على العمل والكسب وعلى فاطمة أعباء المنزل..
فقد روى البخارى أن فاطمة رضى الله عنها أتت إلى النبى صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما أصبحت عليه أياديها وتسأله خادمة
فقال لها: »ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين وأحمداه ثلاثاً وثلاثين وكبرا أربعة وثلاثين فهو خير لكما من خادم«.
وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها.. أنها قالت كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله.. وكان له فرس أقوم عليه وكان تعجن.. وهذا يدل على أن المرأة الزوجة تخدم زوجها..
ولكن إن كانت حالها جيداً ليسار أبويها.. فعليها تدبير المنزل والاستعانة بخادمة وحسب حالتها المالية عليها تفرش السرير أو تكنس البيت.
أما أبوحنيفة والشافعى فقد ذهبا إلى عدم وجوب خدمة المرأة لزوجها.. وقالا إن عقد الزواج الاستمتاع وبذل المنافع وبذل النافع« فالأحاديث سابقة الذكر تدل على التطوع ومكارم الأخلاق.
وتؤكد د.سعاد صالح أستاذة الدراسات الإسلامية أن من أهم شروط الزواج أن يقوم على المودة والرحمة.. ومن الرحمة أن الزوجة لا تستطيع أن تقوم بكل أعمال المنزل لذلك يجب لها خادمة حتى تتوافر لها السلامة الجسمانية والنفسية اللازمة لتربية الأولاد ومعاملة الجميع معاملة طيبة..
ولذلك مساعدة الخادمة للزوجة ليس إلزاماً على الزوج.. إنما بحسب يساره أو المسارة المادى.. والدليل على ذلك أن النساء أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كن يخدمن أزواجهن كما ورد عن أسماء بنت أبى بكر أنها كانت تخدم زوجها الزبير.
أما إذا كان الزوج ميسور الحال فمن مودته لزوجته ورحمته بها وبطاقتها الجسمانية أن يأتى لها بخادمة لمساعدتها لتتفرغ لأولادها وزوجها
وبالقياس أيضاً على مسألة الرضاعة إن كانت الزوجة لن تستطيع إرضاع طفلها لمرض أو لعلة جسمانية.. فعلى الزوج أن يأتى بمرضعة لابنه إن عجزت الزوجة عن ذلك. وهذا بالرضاعة فما بالنا بأعباء المنزل..
فالمرأة فى هذه الأيام وفى كثير من الأسر مكلفة بكل الأمور من عمل وشئون منزلية وتربية الأولاد ومتابعتهم دراسياً. مما يجعل عليها كثيراً من المهام الشاقة.. ولتمر حياتها الأسرية بسلام فالخادمة مهمة ولكن حسب قدرة الزوج المادية.
إن الزواج شراكة قائمة على التفاهم والمحبة والمودة فإذا كان باستطاعة الزوج أن يوفر لها خادمة فلا مانع.. أما إذا كان هذا ليس فى استطاعته واتفقت معه الزوجة على القيام بهذه الأعباء فلا مانع لأننا نترك الأمور الزوجية للتفاهم لا نتدخل فيها بالقوانين والتشريعات.. فكل حالة زوجية مستقلة بذاتها.. وأن يساعدها الزوج فى بعض الأعمال المنزلية جبراً لخواطرها ومساهمة منه فى التخفيف عنها.
وقدوتنا فى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الرسول وعن أحواله فى بيته فقالت »كان إذا دخل إلى بيته بساماً ضاحكاً.. يلمع (نعله) ويرفع ثوبه ويخيط ثوبه ويكنس بيته ويحلب شاته.. ويكون فى خدمة أهله إلى أن تحين الصلاة فيخرج لأدائها« فهل نحن أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بالطبع لا.
إذن علينا أن نتعاون مع بعضنا البعض لأن الزواج تعاون وتآلف ومحبة ومودة ليصبح البيت مكاناً للراحة النفسية ولتهدأ الأعصاب فى رحابة الزوج والزوجة والأولاد.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية