تحليل تكتبه/ دكتورة نجلاء عبد المنعم
تُعتبر الصكوك الوقفية من أهم أدوات تعبئة الموارد في الوقت الحاضر، فهي تلبي الحاجات التمويلية للمشروعات الضخمة التي تقيمها المؤسسات الحكومية من أجل تحقيق النفع العام مثل بناء المستشفيات والطرق والجسور وغيرها من المرافق العامة، كما تلُبِّي أيضاً الحاجات التمويلية للمؤسسات الخاصة من أجل إنشاء المشروعات المنتجة للسلع والخدمات التي تدرّ أرباحًا وعائد لأصحابها.
ويمكن أن تُوظف الصكوك الوقفية في تمويل برامج التأهيل والتدريب على المهِن والحِرَف كالنجارة وصيانة الأجهزة الإلكترونية، والمشروعات الصغرى التي تعمل على حَلّ مشكلة البطالة التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية بسبب قلة برامج التأهيل والتدريب على الحِرَف والمهِن، أو بسبب قلة المنشآت الصناعية الصغيرة التي تستوعب أصحاب المهِن والحِرَف، وذلك بإصدار الصكوك الوقفية لتمويل برامج التأهيل وأصحاب المهِن والحِرَف لإنشاء المشروعات التي تُناسب مِهَنهم و وحرِفهم.
وتكتسب الصكوك الوقفية أهمية بالغة في تمويل الاستثمارات الوقفية، فهي من أنجح الطرق و أحدثها في تجميع الموارد لدى الراغبين في وقف أموالهم في مشاريع كبيرة مما ينتج عنها أثار ايجابية في المجتمع، حيث يمكن عن طريق تجميع هذه الموارد إقامة مشروعات ضخمة، مما لا يتسنى لصغار الملاك أن يقيموها.
تقوم الصكوك الوقفية على أساس المشاركة في الأرباح البعيدة عن عوائد السندات. مما يعزز الدور التنموي للصناديق الاستثمارية الوقفية ودعم فاعليتها مما ينعكس على نشاطها ويعزز ثقة الواقفين فيها وبالتالي تنمية المساهمة فيها من قبل الأفراد والهيئات والمؤسسات ما يضمن استمراها.
ويتمثل دور الصكوك الوقفية في التنمية الاقتصادية من خلال التالي:
⦁ توفير الحاجات الأساسية للفقراء من تعليم وصحة الذي بدوره ينعكس على كفاءة العامل البشري، والذي يعد المحور الأساسي في عملية التنمية الاقتصادية.
⦁ تساعد الصكوك الوقفية في توفير الحاجات الأساسية وذلك عن طريق توجيه الفوائض المالية التي كان مقرر انفاقها في الجانب الاجتماعي غير الانتاجي إلى مشاريع استثمارية انتاجية تدر الربح.
⦁ تساهم الصكوك الوقفية في إنشاء بعض المشاريع التي عجزت الدولة عن إنشأها.
⦁ إتاحة مزيد من السلع والخدمات مما يؤدي إلى مزيد من الرفاهية وتحسين مستوى المعيشة و زيادة القدرات التصديرية.
و تعتزم دبي إطلاق صكوك وقفية قريبًا، كمبادرة مبتكرة جديدة من نوعها على مستوى العالم والتي من المنتظر أن تكون من أهم و أنجح أدوات التمويل الإسلامي، بعيدا عن الصيغ التقليدية للإقراض.
وتهدف الصكوك الوقفية إلى تمويل مختلف المشاريع الوقفية عبر العالم بشكل مدروس بدقة ومنظم وقابل للرقابة.
كما أنه سيتم وضع عوائد المشاريع الناتجة من الصكوك الوقفية في “صندوق الوقف الذكي”، وذلك بالتوافق مع متطلبات المشاريع المجتمعية ومتطلبات هيئات سوق المال العالمية.
والصكوك الوقفية هي عبارة عن وثائق أو شهادات خطية متساوية القيمة قابلة للتداول تمثل المال الموقوف.
وتقوم على أساس عقد الوقف، ويقصد بتصكيك الموارد الوقفية تجزئة المال المطلوب لإنشاء وقف جديد إلى أجزاء متساوية للاكتتاب بها.والاكتتاب هنا يعنى أن يحدد المحسن مقدار المال الذي يريد أن يتبرع به في وجه مسمى من وجوه البر الذي حددته نشرة الاكتتاب، وذلك عن طريق تعيين عدد الصكوك الوقفية الخيرية التي يرغب المتبرع بها.
ويهدف هذا الإجراء إلى تعميم الممارسة الوقفية وتيسيرها، فقد اقترن الوقف تاريخيًا بالأغنياء من أفراد المجتمع، وقد أنتجت الهندسة المالية في عصرنا الراهن أطرًا جديدة للمشاركة عبر التسهيم أو التصكيك أمكن معها تفعيل الاشتراك في تمويل الوقف لتجعل منه ممارسة جماهيرية عامة.
وتتمثل خطوات إصدار الصكوك الوقفية في تحديد الأصول السائلة التي يتطلبها تنفيذ المشروع الوقفي، ثم تقوم المؤسسة الوقفية بإنشاء شركة ذات غرض خاص مهمتها إصدار الصكوك الوقفية، وإدارة محافظ الصكوك والمشروع الوقفي نيابة عن المؤسسة الوقفية، وإعداد نشرة الإصدار التي تضم وصفاً مفصلاً عن الصكوك الوقفية وأهدافها والموقوف عليهم وشروط الاكتتاب.
وتقوم الشركة ذات الغرض الخاص بإصدار الصكوك الوقفية المتساوية القيمة تعادل المبلغ المطلوب لإنشاء المشروع الوقفي، وتكون قابلة للتداول في الأسواق الثانوية.
ثم تقوم الشركة ذات الغرض الخاص بطرح الصكوك في السوق الأولية للاكتتاب العام، وتتسلم المبالغ النقدية حصيلة الاكتتاب في الصكوك من المكتتبين، فالمكتتبون هم الواقفون، والمال المتجمع من الاكتتاب هو المال الموقوف.
أما أنواع الصكوك الوقفية فتشمل الصكوك الأهلية وهي صكوك تصدرها هيئة الأوقاف بناء على رغبة الواقف لصالح أهله وذريته، كما تشمل الصكوك الخيرية وهي صكوك تصدرها هيئة الأوقاف بناء على رغبة الواقف وتستخدم حصيلتها في الانفاق على وجوه الخير ولا تعود بعائد مادي.
أما النوع الثالث فهي صكوك القرض الحسن وهي صكوك تصدر من أي جهة وتستخدم حصيلتها في الإنفاق على وجوه الخير ولا تعود بعائد مادي إنما تعود على حامله بالخير والثواب، هذا بالإضافة إلى الصكوك الطبية التي تصدر لعلاج المحتاجين والفقراء. وأيضاً صكوك الحج والتي تختص بتيسير الحج لغير القادرين على تحمل تكلفته.