بقلم/ دكتور سيد قاسم
في البداية أود أن أوضح معنى مصطلح الظلام المالي والذى أطلقته كباحث في عالم التطوير المؤسسي من المنظور المالي،
وجدير بالذكر فقد تشهد المؤسسات التي تجبر من خلال استراتيجيتها الفاقدة للوعى المالي والإداري المؤسسي ، أن تسير في طريقها لحدوث التعثر المالي ،
وربما يتطور الأمر إلى مرحلة الإفلاس المالي وأخيراً التصفية النهائية للشركة وخروجها من سوق العمل ،
وفى سياق متصل فإن غياب فكر المؤسسات بالتوجه والاهتمام بمرحلة هامة جداً ما قبل مرحلة التعثر المالي وهى مرحلة الظلام المالي ،
والتي يمكن أن تعيش المؤسسة طويلا بهذه المرحلة بسبب المسار التي تنتهجه المؤسسة .. وهو عدم الانتباه للتأثير السلبى لكثير من القرارات الإدارية والمالية والتي تبعد بها كل البعد عن الهدف الرئيسي للشركة وهو ” تعظيم قيمة الشركة “،
أي أنها تعمل على نقل وتحويل جزء من رأس المال العامل إلى رأس مال معطل وبالتالي يؤثر ذلك إلى فقد فرص تحقيق أرباح مؤكدة.
وتصل خطورة عدم الوعى والاهتمام بهذه المرحلة وأيضاً عدم الاستعانة بأدوات القياس وأليات المعالجة لمرحلة الظلام المالي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج،
تقليل هامش الربح والذى بدوره سوف يؤثر في فقد فرص لتحقيق أرباح مؤكدة ومن ثم انخفاض قيمه الشركة تدريجياً إلى أن تلقي الشركة بحتفها خارج سوق العمل.
وعليه أتى هذا المقال ليسلط الضوء على مشكلة الظلام المالي في المنشآت الصناعية .
وفى سياق ما سبق نوضح بعض أسباب سقوط بعض المؤسسات تائه في مرحلة الظلام المالي ،
وجود هشاشة وترهل متوارث في الهيكل التنظيمي الإداري والفني .
توارث المستوى المتدني للتطوير الإداري مما أدى إلى تحويل جميع نقاط القوة إلى نقاط ضعف يستغلها المنافسون .
توارث أعلى مستوى من التلوث الإداري في الهيكل التنظيمي .
وفى الختام نوصي المؤسسات التي تقدم على مشارف مرحلة التعثر المالي أن تعيد دراسة رؤيتها الاستراتيجية والعمل بشكل علمي ،
مع أهمية وجود برنامج تقييم الأداء للهيكل التنظيمي بمختلف مستوياته، و مدعم بكفاءات إدارية ..