ونحن نودع اليوم شهر رمضان يجب ان نتذكر ان العطاء من أهم القيم الانسانية والأخلاقية.. وهو نوع من السلوك الذاتى التطوعى الذى يقوم به الفرد تجاه الآخرين..
والنابع عن حب وقناعة ورضا فى تقديم يد العون والمساعدة والخير والاهتمام بمصلحة الآخرين من دون تفكير بالمكافأة.. ليس عطاء من يرى لنفسه الفضل بل عطاء من يعلم انه يعامل رباً كريماً ويرجو إلهاً جواداً.. يعطى الكثير على القليل.. وعلى العطاء حثت تعاليم ربنا العظيم المنزلة على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والعطاء الصحيح هو جزء من العبادة المفروضة فالعبادة لا تكتمل بدون العطاء.. ويقول- عز وجل- «فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسري..
وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغنى عنه ماله إذا تردي».. وقد وعد الله- عز وجل- رسوله- عليه الصلاة والسلام- أن يعطيه حتى يرضيه «ولسوف يعطيك ربك فترضي» ومما أعطاه الله لرسوله فى الآخرة نهر الكوثر.
وعندما نتأمل مفهوم العطاء فى الإسلام فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو مواقف الكرم والنبل التى ميزت حياة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- والأمانة والصدق والرحمة والعطاء..
فنجد تلك الأخيرة وصل فيها سيدنا محمد- رسول الله- آفاقاً لم تعرفها البشرية طوال حياته وحتى مماته فلم يكن كرمه وسخاؤه بذلاً عادياً وإنما كان فياضاً..
لا ينفق فقط ما يريد على حاجته وإنما يتصدق حتى بما هو فى حاجة إليه.. حتى عرف عنه انه لا يرد سائلاً.. وانه يعطى عطاء من لا يخاف فقرا.
والعطاء عطاء غير مقصود أو محصور فقط فى العطاء المادي.. وإنما مفتوح لكل أبواب الخير.. بل يمكن أن يكون العطاء المعنوى له كبير الأثر عن ذلك المادي.. قال تعالي: «لينفق ذو سعة من سعته» ولم يقل الله تعالي: لينفق ذو مال من ماله..
فالانفاق ليس مالا فقط.. فإن أعطيت من وقتك فأنت تمنح جزءاً من عمرك.. فإن كان البر والدين أو زيارة مريض أو عمل خيرى أو غير ذلك من الأعمال فإن الله سيضاعف لك العطاء ما لم تكن تحسبه..
ويظلك فى ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله سبحانه هو الكريم ذو الجلال والاكرام.. ولكل هذا كان أفضل وصف للعطاء انه مفتاح الخير.
والعطاء دائما مرتبط بالأخلاق الجميلة ولا يسعنى إلا أن أقول انه دائما كان يميز المصريون على مر الزمان الأخلاق الجميلة..
والعودة للعطاء والأخلاق الجميلة تستحق الشكر عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى بذلت جهدا مضنيا فى رصد حملة لافاقة هذه الأخلاق التى دخلت غرفة الانعاش سنوات طويلة..
حملة تظهر تفوق القائمين واصرارهم على نجاحها بحسن اختيارهم مشاهد ولقطات مصورة من أفلام ومسلسلات وأقوال مأثورة وأحاديث دينية متنوعة تبث عبر الفواصل لكتاب صحفيين أمثال الراحل العظيم يوسف إدريس وبهاء طاهر وفنانات قديرات مثل سيدة الشاشة فاتن حمامة وغيرهم كثيرون قدموا دراما وكوميديا هادفة تعالج مشكلات المجتمع المصرى والعربى بصفته نسيجا واحدا وله ما له من أخلاق جميلة
وتأتى أهمية مثل هذه الحملات لحث شباب هذا الجيل الذى فقد كثيرا بفعل ما يسمى ثقافة الإنترنت التى دمرت الأخلاق الجميلة بما يتنافى مع ما تربينا ونشأنا عليه نحن المصريين
وأرى ان الأجمل فى التجمل بالأخلاق الجميلة هو الفعل الذى هو الأوقع فى إبراز الصورة الجميلة التى حثنا عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو الكلمة الطيبة والوجه البشوش
وعدم تدخل المرء فيما لا يعنيه واحترام الآخر وبالذات الوالدين والعطف على الصغير واحترام الكبير وغيرها من الأخلاق الجميلة والعطاء لكل ما حولك.
وكان شهر رمضان هو الفرصة الكبيرة التى أظهرت عطاء وأخلاق الكبار.. العطاء والأخلاق الجميلة هى مفتاح الخير.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية