تحليل / أحمد معطي
المدير التنفيذي لشركة في أى ماركتس في مصر.
تراجعت القيمة السوقية للعملات الافتراضية يوم 10 نوفمبر 2021 من اعلى مستوياتها عند حوالي 3 تريلون دولار لتنخفض ادنى مستويات 2 تريليون دولار حتى وقت كتابة المقال..
وبالتأكيد فأن تراجع قيمة سوقية تقدر ب تريليون دولار خلال حوالي 3 شهور فقط هى بمثابة ازمة كبيرة لمجال الكريبتو .. ويجعلنا هنا نتوقف ونتسائل هل انتهى الهبوط بعد وهل هذا الهبوط فرصة للشراء من اسعار متدنية .. ام المزيد من الهبوط قادم.
فوفقا لتحليلي بالارقام والاثباتات الاقتصادية فأتوقع ان عام 2022 سنشهد مزيد من الهبوط للقيمة السوقية للعملات الافتراضية واتوقع حسب هذه البيانات ان نرى البيتكوين عند 30 الف. ودعوني اوضح لحضراتكم اسباب تحليلي بالنقاط ثم بالتفصيل :-
1- وجود بديل استثماري اكثر امانا وهو اسعار الفائدة التي بدات دول في رفعها ومنتظر رفع الفائدة 3 مرات في الولايات المتحدة الامريكية.
2- ارتفاع التضخم حول العالم بالتالي سيجعل البنوك المركزية اكثر تشديدا للسياسة النقدية واقل طباعة للأموال.
3- رجوع النشاط الاستثماري للمشروعات حول العالم متمثلا في زيادة الناتج المحلي الاجمالي للدول و تراجع معدلات البطالة واعانات البطالة في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي .
4- تراجع الثقة بخيتان السوق والمؤثرين بمجال الكريبتو مثل ايلون ماسك ورئيس السلفادور وجاك دورسي وغيرهم.
5- تراخيص الدول لمجال الكريبتو.
والان دعونا نتحدث بالتفاصيل فأول نقطة وهى اسعار الفائدة .
توقع اعضاء الفيدرالي الامريكي في اجتماعهم الاخير هذا الاسبوع بان الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة ثلاثة مرات هذا العام ومن المحتمل ان يكون بداية رفع الفائدة في مارس القادم..
بالاضافة ان هناك عدة بنوك مركزية اتخذت بالفعل قرار رفع الفائدة مثل بنك انجلترا في ديسمبر الماضى بالاضافة للبنك المركزي البولندي والذي رفع معدل الفائدة 50 نقطة أساس ليصل إلى نسبة 2.25% بالاضافة للمجر والتي رفعت سعر الفائدة للمرة السابعة في 7 أسابيع لتصل الى 4% بالاضافة البنك المركزي التشيكي والذي رفع سعر الفائدة القياسي بنقطة مئوية كاملة ليصل إلى 3.75%.
بالتالي فان من الواضح ان عام 2022 سيكون هو عام (ارتفاع اسعار الفائدة ) وهذا سينعكس على مجال الكريبتو بالسلب لأن ببساطة سيكون هناك بديل استثماري هو الاكثر الامانا وهو اسعار الفائدة للبنوك بالتالي ستبدأ الصناديق الاستثمارية في بيع جزء من العملات الافتراضية لاستثمارها في اسعار الفائدة بالاضافة ان حتى صغار المستثمرين سيفكر جديا في سحب امواله من العملات الافتراضية لوضعها في بديل اكثر امانا واستقرارا وهو الفائدة.
وما يؤكد كلامي ان بمجرد اعلان الفيدرالي الامريكي انه يتوقع رفع الفائدة في 2022 رأينا بعدها مباشرة هبوط للعملات الافتراضية وتراجع البيتكوين لمستويات 41 الف دولار والايثريوم ل 3 الاف دولار.
بالتالي ذلك يعني ان في حالة تنفيذ قرار رفع الفائدة الامريكية سنرى مزيد من الهبوط للعملات الافتراضية, خاصة متعارف عليه ان اغلب البنوك المركزية حول العالم بتنتظر رفع الفائدة الامريكية لكى تقوم بالمثل.
أحد اهم اسباب ارتفاع القيمة السوقية للعملات الافتراضية يرجع لزيادة الدول من طباعة الاموال للحد من التداعيات الاقتصادية بعام 2020 عام الكورونا الاصعب.. بالتالي جزء كبير من هذه الاموال تم ضخها للاستثمار في العملات الافتراضية والاسهم الامريكية
بالتالي اذا حدث العكس وتم وقف طباعة الاموال او على الاقل خفض وتيرة الطباعة, بالتالي هذا معناه ان العملات الافتراضية بالاضافة للاسهم الامريكية سيكونوا الضحايا في 2022.
وهذا ما اكده بالفيدرالي الامريكي الاربعاء الماضي بانه سيقوم بتسريع وتيرة خفض برنامج مشتريات السندات وانه سينتهي تماما منها في مارس القادم ..
كما ان دول العالم بالكامل تعيش حالة تضخمية هى الاسوأ في تاريخها حيث تشهد اسعار السلع والخدمات ارتفاع مستمر , وبالأمس جائت بيانات التضخم في الاتحاد الاوربي لتسجل 5% وهى الاسوأ منذ 25 عاما ..
واحد اسباب ارتفاع التضخم في دول الاتحاد الاوربي بل وفي العالم بالكامل هى زيادة طباعة الاموال.. بالتالي من المحتمل ان يكون عام 2022 توقف او خفض لطباعة الاموال بهدف كبح جماح التضخم العالمي.
واذا ربطنا رفع سعر الفائدة في النقطة السابقة بخفض طباعة الاموال حول العالم.
فهذا معناه اننا امام عام صعب على العملات الافتراضية لانها ستفقد ميزتين كانوا سبب في ارتفاعها العامين السابقين.
وحسب تحليلي لسوق الكريبتو فهو سوق ينتعش وقت الازمات . فبداية نشأة البيتكوين كانت في 2008 لعملة البيتكوين وهو عام الازمة المالية العالمية ..
اما توقيت ارتفاع شهرة عالم الكريبتو والارتفاعات الجنونية للعملات الافتراضية فجاء في عام 2020 وهو ازمة كورونا.
والفكرة في ذلك في رأيي ان وقت الازمات تزيد معدلات البطالة وينخفض الناتج المحلي الاجمالي للدول بسبب ان الكثير من المشروعات تم اغلاقها او تعطيلها..
وبالتالي يبدا هنا البشر في البحث عن بدائل لاعمالهم وحماية ثرواتهم من التأكل .. وذلك يعني ان في وقت كورونا والعالم كله في اغلاق تام كان اسرع واسهل استثمار هو الاون لاين من المنزل وكانت هنا طفرة العملات الافتراضية خاصة في ظل دخول مجال الكريبتو مؤثرين من امثال ايلون ماسك مما اعطى دفعة للمستثمرين حول العالم للاتجاه لهذا المجال.
ولكن ما يحدث الان فهو العكس فمعدلات البطالة في انخفاض كبير ففي الولايات المتحدة الامريكية انخفضت معدلات البطالة من مستويات 14.7% في مايو 2020 الى 3.9% في اخر بياانات لها.
بالتالي ذلك يعني ان العملات الافتراضية فقدت احد اهم اسباب ارتفاعها ..فعودة المواطنين لاعمالهم التقليدية وحياتهم الطبيعية ستجعلهم يعيدون تفكيرهم مرة اخرى في الاستثمار في العملات الافتراضية والبحث عن بدائل اكثر امانا واقل مخاطرة.
وبالتأكيد فان ايلون ماسك الاب الروحي لعملة الدوجي كوين كان من اهم المؤثرين في الشهرة الواسعة في مجال الكريبتو.. ولكن في نفس التوقيت هو يعتبر احد اهم الاسباب في تراجع العملات الافتراضية ..
لانه كان سبب في اهتزاز ثقة المستثمرين بمجال الكريبتو والذين اغلبهم دخل هذا المجال بناء على نصائح كبار المستثمرين امثال ايلون ماسك والذي غرد اكثر من مرة ان الدوجي كوين سيذهب للقمر وسيحل محل الدولار الامريكي وانه سيتجه لقيمة 1 دولار..
بالاضافة انه غرد كثيرا عن الشيبا كوين وفي النهاية مازالت تتراجع الان العملتين بشراسة فتراجعت عملة الدوجي كوين من 68 سنت الي 15 سنت بالاضافة الي تراجع شيبا كوين من 00008. الي 00029. …
ولا ننسى دعمه الكبير في البداية للبيتكوين وان شركته تسلا ستقبل الدفع بالبيتكوين ثم تراجعه فجأة عن هذا القرار بحجة ان تعدين البيتكوين مضر للبيئة.
بالاضافة ان الكثير من البنوك الكبري والمؤثرين حول العالم كانوا يغردون ويكتبون بكل صفحات السوشيال ميديا وحتى القنوات التلفزيونية بان هدف البيتكوين 100 الف دولار في عام 2021 …
ونحن الان في عام 2022 والبيتكوين يحتفل بعامه الثالث عشر بتراجع الى مستويات 40 الف دولار.
بالتالي فمن الواضح ان هناك فقدان للثقة بين المستثمرين حول العالم والمؤثرين في مجال الكريبتو والذين يعتبروا هما وقود هذا المجال ..
فحتى تغريداتهم اصبحت غير مؤثرة مثل العام الماضي واكبر دليل هو تغريدة رئيس السلفادوا في بداية عام 2022 بانه يرى البيتكوين سيذهب ل 100 الف دولار في عام 2022 بالاضافة لاخبار سارة قادمة اخرى..
فتغريدة مثل هذه العام الماضي كانت بمثابة وقود سريع الاشتعال وكافية انها تصعد بالبيتكوين 10% على الاقل في نفس يوم التغريدة ولكن ما يحدث امامنا الان هو العكس.
بالتالي فغياب ثقة المستثمرين بالمؤثرين في الكريبتو هى احد اسباب رؤيتي بان مازلنا سنرى مزيدا من الضغوط على العملات الافتراضية هذا العام.
واخيرا التراخيص فالكثير يعتقد ان تراخيص الدول للعملات الافتراضية سيمنحها دفعة للصعود ولكن في رأيي العكس لان تراخيص الدول للعملات الافتراضية سيمنحها مزيدا من الرقابة عليها وهو ضد فكرة ومبدا العملات الافتراضية التي تعتمد في الاساس على اللامركزية فحيتان الكريبتوا دخلوا باموالهم في هذا المجال ليكونوا بعيدين عن اعين الرقابة..
وتأكيد على كلامي فبعد اعلان دبي انها ستعتمد تحويل مركز دبي التجاري العالمي لمنطقة متكاملة تدعم تنظيم الأصول الافتراضية والمشفرة في يوم 20 ديسمبر 2021 فجاء بعد هذا الخبر بيوم فقط خبرتوقيع منصة تداول العملات المشفرة Binance اتفاق تعاون مع مركز دبى التجاري العالمي.
وبالفعل ارتفع البيتكوين بعد هذا الخبر لمستويات 51 الف دولار ولكن بعد امتصاص الاسواق للخبر تراجع لمستويات 41 الف دولار وهذا ما اكدته مرار وتكرار في تحليلي لسوق الكريبتوا على صفحتي على الانستجرام mo3tyeconomy@ .. بالتالي ارى ان مزيد من التراخيص للدول سيعني رقابة اكثر بالتالي تراجع للعملات الافتراضية.
والجدير بالذكر ان الكثير يتحدث ان سبب تراجع البيتكوين والعملات الافتراضية هو وقف الكهرباء والانترنت في كازخستان والتي تعتبر اكبر ثاني دولة في العالم في تعدين البيتكوين ..
ولكن البيانات توضح امامنا عكس ذلك فاولا هبوط البيتكوين بدأ من قبل مظاهرات كازخستان بأيام ثانيا والاهم ان Hash Rate للبيتكوين لم يتضرر كثيرا وسرعان ما رجع لاعلي مستوياته بالتالي ذلك يؤكد ان كازخستان ليست السبب الرئيسي في تراجع البيتكوين والعملات الافتراضية.
واؤكد ان تحليلي ورؤيتي لا تعني اني اتحدث عن نهاية العملات الافتراضية لانها بالفعل اصبحت امر واقع ومستمرة خاصة انها ذات تكنولوجيا قوية اضافت الكثير للعالم ومازلنا سنرى مزيد من التطوير الفترة القادمة..
ولكني بوضح لحضراتكم بالبيانات والارقام المثبتة الحقائق وتوقعاتي بان عام 2022 سيكون عام الفائدة وليس الكريبتو ولا الاسهم الامريكية وفي حالة تراجع الفيدرالي الامريكي عن قراره برفع الفائدة هنا سنرى العكس وسنرى ارتفاع للعملات الافتراضية والقرار الاخير ليكم في استثمارتكم