بقلم/دكتور أحمد شوقي
عضو الهيئة الاستشارية لمركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
عضو هيئة تدريس بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا
بعد ان جذبت العملات المشفرة اهتمام العديد من المستثمرين والمؤسسات ورجال الاعمال بسبب ما تحمله من مزايا والحلول التقنية في تنفيذ المعاملات المالية عبر القارات، وقد ساهم الانتشار الواسع للعملات الافتراضية في موجه حادة من الارتفاع والذي تلاه هبوط شديد، وهو ما جعلها من الموضوعات التي اثارت جدل كبير بين الاقتصادين والمتعاملين في الأسواق بل أصبحت حديث العديد من المنتديات والملتقيات.
ومع انتشار ازمة فيروس كورونا واغلاق الحدود ارتقع صوت العملات المشفرة في الأسواق لتصل الي أسعار عالية بريادة العديد من العملات ابرزها عملة البيتكوين، وعملة إثيريوم، وعملة بينانس كوين، وعملة كاردانو الرقمية، وعملة دوجكوين وهم ابرز خمس عملات رقمية ويمثلوا حوالي 69% من إجمالي السوق العالمي للعملات المشفرة.
وبعد ان أصبحت العملات الرقمية من الأدوات الاستثمارية ذات الاهتمام الشديد من العديد من الطوائف الا انها لم تجد أي أي حكومة تعتمد عليها كعملة رسمية حتى الآن ومازالت مشتتة تبحث عن راعي رسمي لها بخلاف كبار المستثمرين الرعاة أصحاب المصالح من وراء العملات المشفرة
الا ان هناك طائفه أخرى من المستثمرين رفضوا وحذروا بشدة الاستثمار في العملات المشفرة كالملياردير تشارلي مونغر، وبيركشاير هاثاواي، و وارن بافيت، وسكوت مينيرد
وبعد ان تناثرت آراء الداعمين للعملات المشفرة انها مخزن للقيمة وملاذ امن ضد من التضخم فأين العملات المشفرة وأين التضخم الآن؟
بعد ان اقتربت القيمة السوقية للعملات المشفرة لتصل الي 3 ترليون دولار امريكي بعد ان شهد البيتكوين ارتفاع ليصل الي اعلى نقطة له عند حوالي 64500 دولار في نوفمبر،
مصحوباً بانهيار في قيمته في الوقت الذي اعلن فيه الفيدرالي الأمريكي عن إمكانية رفع أسعار الفائدة بمجرد شهر مارس وخفض المحفزات السوقية لارتفاع التضخم، ونحن الآن امام انهيار حاد للعملات المشفرة وعلى راسها عملة البيتكوين لتصل الي 36820 دولار امريكي أي بنسبة انخفاض تصل الي 43% وانهيار العملات المشفرة الأخرى لأدنى مستوى والذي أدى الي تحقيق خسائر في قيمتها تصل الي أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية للعملات المشفرة العالمية.
والعالم الان يواجه موجة تضخمية عالمية تضرب اعتي الاقتصاديات حيث يبلغ معدل الاقتصاد التضخم العالمي 4.35% بنهاية 2021 مقارنة 3.18% ينهاية 2020 مقارنة 3.46% بنهاية 2019
وبالتالي فان ارتفاع التضخم حالياً لم تسطيع العملات المشفرة الحفاظ على قيمتها التي شهدت انهيار كبير مقارنة بارتفاع معدل التضخم، وهو ما يؤيد يرتف ان لعملات المشفرة وعلى رأسها الرب الروحي لها البيتكوين لا تمثل أي قدرة وهي اضعف من ان يطلق عليها كلمة ملاذ آمن او اداه تحوطية كما يزعم البعض
بل هي اداه محفوفة بالعديد من المخاطر المعروفة ابرزها عدم اهليتها القانونية وعدم وجود أي غطاء لها فضلاً عن اخر الدراسات التي اثبتت انها ليست صديقة للبيئة نظراً لحجم الطاقة المستهلكة لتعدينها.
وقد اكدت وكالة “بلومبيرج”، ان العملات المشفرة ذات ارتباط أعلى مع الأصول ذات المخاطر العالية، بعد سلسلة التراجعات التي شهدتها. بالغضافة الي تحذير العديد من البنوك المركزية للتعامل بالعملات المشفرة لما تنطوي عليه العملات المشرفة وفي مقدمتها البيتكوين من مخاطر مرتفعة واخرها البنك المركزي الروسي والبنك المركزي الصيني والبنك المركزي المصري والبنك المركزي الكويتي.