العنوان استعرته من فيلم وثائقى فرنسى عنوانه «الفقر فى الولايات المتحدة أن تكون فقيرا فى أغنى دول العالم» أخرجه سبستيان جيل سنة ٩١٠٢ وأكد فيه ان هناك ٣٤ مليون أمريكى يعيشون تحت خط الفقر وان عشرات الآلاف من العائلات اضطرت إلى الانتقال بالكامل من ولاية لأخرى للعمل فى وظائف غير مستقرة يتيح لهم بالكاد أى بالعافية البقاء على قيد الحياة>
والغريب انه الآن تذكر الصحف الأمريكية ان عدد الفقراء ازدادوا بشكل كبير ليصلوا إلى ٠٨ مليونا بل ان الأوضاع ازدادت سوءا الآن بعد الأزمة الاقتصادية ازدادت سوءا بعد انتشار كورونا وبعد الأزمة الاقتصادية الآن فى العالم كله وان من يعيشون تحت خط الفقر الآن وصل إلى ربع مليار لا نعرف كم نصيب أمريكا منهم.
ولكن ما يعرف ان الأزمة الأوكرانية زادت الطين بلة ودفعت مجلس الاحتياطى الفيدرالى لتقليص الدعم الحكومى المرتبط بوباء كورونا فى محاولة لتحجيم التضخم الذى وصل إلى أعلى معدل له فى الولايات المتحدة منذ ٠٤ عاما عقب البيان الذى أصدرته اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
المهم ان الفيلم الفرنسى الذى تحدث عن الفقر فى أغنى دول العالم، ان فقراء أغنى دول العالم يعيشون الأوضاع المأساوية وان الفقراء يعيشون الآن أسوأ أزمة لهم منذ سنوات، فالولايات المتحدة الآن تزيد الفائدة كل شهور قليلة وعلى هذا تضع بعض تصنفيات العالم الولايات المتحدة فى المرتبة السادسة فى قائمة الدول الأغنى فى العالم بعد لوكسمبورج وسنغافورة وأيرلندا وسويسرا والنرويج
كما تسبقها أيضاً فى بعض التصنيفات سلطنة بروناى وهونج كونج وبعض دول الخليج العربي.
والفقر له تعريفات عديدة للأمم المتحدة مثل مثلا هى أن يعيش الفرد على أقل من دولارين يومياً.. ثم أضيفت مستويات المعيشة والظروف الاجتماعية ومدى الحرمان من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والبنية التحتية
وقد أعدت جامعة الدول العربية بالاشتراك مع الأمم المتحدة دراسة عن الفقر المتعدد الأبعاد والربط بين الفقر المادى والفقير المتعدد الأبعاد حققته الآن مبادرة «حياة كريمة» والمشروع القومى لتطوير الريف المصرى لـ ٨٥٤ قرية تضم ٨٥٪ من إجمالى سكان مصر..
كما حققته كل الإنجازات المتلاحقة خلال العشر سنوات الماضية، لقد كانت هناك خطة تنموية شاملة اشترك فيها القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى من يعيش تحت خط الفقر ليس لديه الطاقة لأسئلة فلسفية، انشغاله الوحيد يوميا هو «كيف أجد طعاما يبقينى حيا.. المعدة الخاوية لا تتفلسف ولا تطرح الأسئلة».
لقد خصص العالم يوم ٧١ أكتوبر ليكون اليوم العالمى لإبادة الفقر دون أى حلول جذرية لإبادته فعلا والمثال ان السودان الآن فى الحرب التى تشهدها لا يجد الناس الغذاء ولا تصل معونات لهم من الأمم.
الصين التى تفتخر فى كل مناسبة بتقدمها هى البلد الوحيد الذى استطاع أن ينتشل ما يقرب من ٠٠٨ مليون شخص من الفقر المدقع تحت خط الفقر عام ١٢٠٢ فى الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى ان ضحايا الفقر فى العالم أكثر من ضحايا الحروب الكبرى التى خاضتها البشرية أى حرب مهما تمادت بشاعتها لها نهاية إلا حرب الفقراء.
الفقر عار لا يستحى منه العالم فأغلب الأنظمة تعتبر شيئا طبيعيا حينما نادى الفيلسوف الأمريكى وليم جيمس إلى تبنى الفلسفة العملية لم يتصور ما قد يلحق بأمريكا وهى الجرى وراء الربح الشره والنجاح المادى واحتياجات السوق وفرض الحصار على الشعوب المستضيفة
بينما ما قصده هو أن تتقاسم كل الشعوب التعايش القائم على المحبة والعقلانية واختصر فلسفته «عش ودع الآخرين يعيشون» فى بلادنا عندما يريد انسان أن يطلق عليه فاعل خير يبنى مسجدا أو يقوم بالحج والعمرة نيابة عن والديه بينما القرية التى يعيش فيها فاعل خير فى حاجة إلى مدرسة أو مستشفى أو مصنع
وكان أشهر الأغنياء الذين فعلوا خيرا فعلا هو محمد العربى صاحب الشركات المعروفة وفى هذا السياق أتذكر قول مدرسة اللغة لى فى مدرستى لا أنساها «لقمة فى بطن جائع خير من ألف جامع».. وبما ان مبدأ الرأسمالية هو ان رأس المال أهم من الإنسان فإن المال يستر الأغنياء
ويغطى فضيلة الفقراء ولا أدرى ما هو النبل الأخلاقى إذا كسبنا المال وخسرنا الإنسان، المال هو كل شيء وبدونه لا تكون شيئاً.. المال يقلب المقاييس ويغير من الأحكام وينتصر على العادات والعرف والتقاليد.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية