يوما بعد يوم تطالعنا الأخبار بقصة مصري نبغ في أحد فروع العلوم والتكنولوجيا أوالفضاء أوالطب أو الهندسة بأنواعها بالإضافة للفيزياء الحديثة والكيمياء والدواء وغيرها من العلوم التي تحتاج لبحث وعمل دؤوب في مراكز أبحاث وسط فريق بحثي كبير.. هذا بالطبع غير مجالات الفنون والرياضات المختلفة التي يغلب عليها الطابع الفردي.
وبمجرد الاعلان عن نبوغ أحدهم تتسارع الفضائيات المصرية لاستضافة هذا النابغة ويسافر فريق عمل البرنامج للدولة التي نبغ فيها هذا الشخص ليزوره في مكان عمله لتصويره وتقديم هذا الشخص للمصريين – الذين بالطبع لا يعلمون عنه شيئاً – علي أنه مصري وأن هذا الانجاز مهما كان فهو نتاج عقل مصري خرج من هذه الأرض الطيبة الولادة مع رسالة خفية بأن مصر لها حق بل وفضل على هذا الشخص وفي نتاج عمله وفي هذا الانجاز كله… متناسين فريق العمل الذي أبدع لاخراج هذا العمل وكذلك الدولة أو الشركة الخاصة التي تم الانجاز على أرضها والاهم الوقت والمال الذي أنفق لتحقيق هذا الإنجاز.
كل ذلك تحت عنوان مصر تستطيع…
فإن كانت مصر بالفعل تستطيع فلماذا نبغت هذه العقول ونضجت وابدعت بالخارج وليس على أرض مصر لماذا لم يعلم المصريون عن هذه الشخصية إلا بعد أن ابدعت وفي خارج مصر وهنا أضع خطوطا كثيرة تحت خارج مصر.
الدكتور أحمد زويل الأمريكي من أصل مصري الذي حصل على نوبل في الكيمياء عام 1999 لم تسمع عنه مصر إلا بعد أن حصل على نوبل وكرم خارج مصر قبل داخلها وبعد أعوام عاناها لمساعدة مصر ليكون عندها جامعة بحثية تستطيع أن تستقطب النوابغ المصرية في العلوم المختلفة والتي في الحقيقة وبدون تزييف فشل في تحقيق هذا الحلم وعندما سئل عن سبب تقدم الدول الأوروبية وفشل مصر التي كانت مهد العلوم والفنون والآداب والتكنولوجيا منذ آلاف السنين قال ( هم يقفون خلف الفاشل فيهم يدعموه لكي ينجح أما نحن فنقف خلف الناجح حتى يفشل).
جملة لخصت كل ما رأه هذا الرجل واختبره بل ونجح فيه وفشل أيضا..
فلماذا يستطيع المصريون ولكن مصر فلا؟
يستكمل…
بقلم/ الإعلامي حسام الدين عاطف
مذيع التلفزيون المصرى