فى مقالتي السابقة التي ختمتها بمقولة النابغة رحمة الله عليه د. أحمد زويل ( هم يقفون خلف الفاشل فيهم يدعموه لكي ينجح أما نحن فنقف خلف الناجح حتى يفشل) التي لخصت عصارة خبرة هذا الرجل.. الذي لو كان بقي في مصر فتوقع معي ماذا سيكون مستقبله.. افتح معي القوس (دكتور جامعي يعيش على الكفاف ولا يقدم أي جديد للعلم بسبب نقص الامكانات – مدرس كيمياء إعدادي أو ثانوي يجري وراء الدروس الخصوصية لكي يعيش – موظف في مصلحة الكيمياء يعيش على راتب هزيل وربما يعمل على تاكسي أو مدرس خصوصي ليستطيع استكمال الشهر) الأمثلة كثيرة… أليس كذلك ؟
المهم أنه لو بقي في مصر لما أصبح زويل صاحب نوبل.. والاهم العلم والأبحاث التي تركها.. لماذا ؟
هو فعلا تعلم في مصر.. الكلام النظري – الذي عفا عليه الزمن – ولكن العملي وخاصة العمل ضمن فريق كان في الخارج.
بحث واجتهد بالفعل في ظروف مهيئة للنبوغ بداية من تعليم وبحث علمي متقدم ومفتوح الابعاد بدون رقيب ولا عتيد ولا رئيس له يخاف أن يأخذ كرسيه فيوقفه أو ينحيه.
بدون هموم كيف يدبر لقمة عيشه ولا كيف يراه الناس يعيش في المستوى الذي يليق به من وجهة نظرهم..
وسط فريق عمل وما ادراك ما فريق العمل.. وغيرها الكثير تحتاج إلى مجلدات.
المصريون بالفعل استطاعوا و لكن خارج مصر أما مصر فلن تستطيع… إلا بالتعليم المصروف عليه – ليس من جيب الأهل – بل من الدولة وليس على التعليم المجاني الذي لم يصبح مجانياً فقط بل وكذلك التعليم الفني والأهم إعلاء قيمة المعلم في المجتمع مادياً وأدبيا مع إعلاء مكانة الفني (الأسطى) مرة أخرى وأيضاً مادياً ومجتمعياً فهو ليس بأقل من الدكتور أو المهندس.
العمل والبحث الدؤوب المبني على العلم الحديث والعمل الجماعي في كل المجالات خاصة في الطب والدواء مع إصلاح منظومة الصحة في مصر والبحث العلمي في الدواء لأنها ما نحافظ به على صحة المواطنين والباقي معلوم.
بالعمل الجماعي الذي ليس له وجود في مصر غير الأسم في عصر التوكتوك (وما ادراك ما اثر التوكتوك له مقالة) فالكل يبحث عن (اللقطة) إن صح التعبير وما سيأتي بعد هذه اللقطة من أموال وكراسي ومكاتب وسيارات وخدم والبودي جاردات و بالتأكيد له فقط.. أما العلم والناتج والهدف.. ومصر ف….
بالاعلام الوطني الذي هدفه توعية المواطن وتعليمه وتثقيفه وليس تسطيحه بوجبات التيك أواى الاعلانية وليس الاعلامية بل وأحيانا تضليله وادخاله في جدالات عقيمة سياسية واقتصادية ودينية ومجتمعية وغيرها.
لكي الله يا مصر فبعد أن أنرتي العالم بعلومك – المنهوبة – وأدابك وفنونك – المنسية – لآلاف الأعوام.. خرج أولادك لدول العالم لينبغوا لهم في العلوم والفنون كافة حتى يستطيعون.. أما أنت فلا.
بقلم/ الإعلامي حسام الدين عاطف
مقدم برامج بالتلفزيون المصرى