الإنسان إذا ما زهد عز هذا القول للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر موضحاً فيه أن الأنبياء جميعاً معروفون بزهدهم الشديد.. وللإمام الشافعى فى الزهد أبيات يقول فيها «أنا إن عشت لست أعدم قوتاً.. وإذا مت لست أعدم قبراً.. همتى همة الملوك ونفسى نفس حر ثري.. المذلة كفر» فى مقولة تلخص حال الزهد وما فيه من عز.. فالعزة فى الاستغناء، الاستغناء عن الخلق وعن زينة الحياة الدنيا.. مشدداً على أن هذا لا يتعارض مع وجوب السعى وراء الرزق.
فكل ما علينا أن نسعى ثم ننتظر الرزق من الله ونرضى به. فلا توجد علاقة حتمية بين أن تفعل السبب ثم تنتظر أن يحصل المسبب بالضرورة.
والعلاقة بين السبب والمسبب.. أنهما فقط ظاهرتان متجاورتان.. فدائماً ما ينعقد العقل بالحواس ويظن أنه كلما تجاور السبب والمسبب.. كان فرضاً أن يحدث المسبب.. ولكن الحقيقة أنه لا علاقة عقلية بينهما.. إذا كنا سنعتمد على الحس. فكل ما بينهما فقط هو التجاور والالتصاق.
ولذلك كل من يؤمنون بعكس ذلك لا يستطيعون الإيمان بمعجزة سيدنا إبراهيم وأنه ألقى فى النار ولم يحترق.
فالملحدون على سبيل المثال مصدرهم الحس. ومن ثم فهم يفكرون مثل تلك المعجزات لأنهم ينكرون كل ما لا يدركه الحس. مضيفاً أن القادر على إحداث ذلك.. بمعنى التقاء النار مع قابل للاحتراق أو مع عدم حدوث الاحتراق هو الله سبحانه وتعالى فهو الوحيد القادر على إبطال تأثيرها.. فهو سبحانه وتعالى الفاعل الوحيد فى هذا الكون.
ويجرى اسم الله «المعز المذل» مجرى ما سبق من الأسماء مثل «الخافض الرافع» فهو أيضاً ليس من أسماء الذات وقد ورد أيضاً فى القرآن بصيغة الفعل فى قوله تعالى «تعز من تشاء وتذل من تشاء» كما ورد أيضاً فى الحديث الشريف بنفس الصيغة وهما مأخذان من الإعزاز والإذلال.. ومعناهما أن يعز الله سبحانه وتعالى بعض خلقه أو يذلهم ويكون الإعزاز بالملك والإذلال بنزعه مصداقاً لقوله «يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك عمن يشاء».
وهذا ليس هو المعنى الوحيد فقد يكون الإعزاز أيضاً بالمال والإذلال بالفقر.. وقد يكون الإعزاز بالجاه والإذلال بالخمول.. والغالبية العظمى من المفسدين يرون أن الإعزاز هو فى الزهد فى الدنيا وهذا هو قمة العز.
وأكد القرآن الكريم على أن معنى المعز مأخوذ من الذل حين قال مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم.
«لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم.. واخفض جناحك للمؤمنين» متضمنة تحذيراً من النظر إلى مظاهر الغنى والزهد فيما فى أيدى الناس.. ففى ذلك كل العز.. مؤكداً أن الزهد لا يعنى التراضي.. والقعود عن العمل. وإنما الزهد.
هو أن تملك الأشياء ولا تملك الأشياء وأن تطلب العز من الله سبحانه وتعالي.. فالله يحب العبد المؤمن من اسم الله المعز هو قلب العز بالطاعة. وأن يحذر الذل بالمعصية. فالذل كل الذل فى أن يكون العبد ممن غضب الله عليهم.
بقلم /ناهد المنشاوي
الكاتبة الصحفية