اختتمت النسخة الثانية من “هاكاثون فودافون لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي”، بهدف دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والذي أقيم على مدار 4 أيام، إذ بدأ يوم 30 مايو وأستمر حتى 2 يونيو الجاري، وقد أتى في إطار جهود رائدة لتعزيز مفهوم الابتكار الشامل، بالتعاون بين الحكومة الأمريكية ممثلةً في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من خلال مشروع الحوكمة الاقتصادية وبالتعاون مع فودافون مصر، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، وبلاج أند بلاي مصر، وصندوق عطاء الاستثماري الخيري لدعم ذوي الإعاقة.
وجاء إعلان الفائزين الثلاثة في ختام الهاكاثون كتتويج لجهود المشاركين التي تواصلت على مدار الأيام الأربعة للهاكاثون للعمل على تصميم وبناء حلول تقنية تمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة العمل، حيث حصل الفريق الأول على تمويل مبدئي قيمته 600 ألف جنيه مصري مقدمة من شركة فودافون مصر وصندوق عطاء الاستثماري الخيري لدعم ذوي الإعاقة، بينما حصلت الفرق الثلاث الأولى على تدريب شامل في بلاج أند بلاي مصر بدعم من مشروع الحوكمة الاقتصادية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالإضافة الى الأدوات التكنولوجية لمواصلة تطوير حلولهم.
ومن جانبه على هامش “هاكاثون فودافون لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي”، تحدث شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، في اليوم الأول للهاكاثون عن المتنافسين والفائزين فقال: “نحن متحمسون للغاية للشراكة في هذا الجهد الرائع، وبالتعاون مع شركائنا سنواصل دعم الفائزين والمتنافسين في هذا الهاكاثون، لضمان حصول أفكارهم على فرصة للوصول للسوق، فهذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان إتاحة التمويل لتلك الأفكار الرائعة والمبتكرة، مما يساعدها للوصول للسوق.”
قال جونز: “هذا الهاكاثون أساسي وحيوي للطريقة التي ننظر بها إلى الشمولية ليس فقط في مكان العمل، ولكن في المجتمع بوجه عام، في الرخاء الاقتصادي، وفي التعليم والصحة، فهو جزء من الطريقة التي تريد الوكالة الامريكية للتنمية الدولية أن تدعم بها أفكار القطاع الخاص التي تؤدي لمنافع للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنشطة الاقتصاد وفي المجتمع بأكمله، وهذا استثمار مهم للغاية بالنسبة لنا للعمل عليه، لذا فنحن فخورين بشراكتنا مع شركاء اليوم.”
ليستطرد: “على الرغم من كل ما احرزناه من تقدم في العقود الأخيرة للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن هناك شرائح من المجتمع لاتزال أصواتها مجهولة وإمكاناتها مهملة، واليوم، نحن نستغل قوة الابتكار لبناء عالم أكثر شمولية، حيث يتاح لكل فرد بغض النظر عن قدراته الفرصة للازدهار، فنحن نتحدث هنا عن بناء مجتمع لا تكون الشمولية فكرة ثانوية فيه، ولكنها جزء من الطريقة التي يعمل المجتمع ويتفاعل بها، وستستمر أعمالنا إلى أن يحصل كل فرد على فرص متساوية مثل الكثيرين اليوم.”
كما أكد شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر على أن الحكومة والشعب الأمريكي ملتزمون بالشراكة مع القطاعات الخاصة في مصر لتعزيز الثقافة المشتركة من الابتكار والحيوية والشمولية وعقب على ذلك قائلاً: “نسعى دائمًا لشراكات مع القطاع الخاص مثل شراكاتنا مع شركاء اليوم، والشباب اللامع المشارك في هذا الهاكاثون والذين سيخرجون بأفكار مذهلة سنركز على تطويرها ودعمها لبناء حلول مفيدة للمجتمع في جميع القطاعات. وبالتالي فإننا نتخذ خطوات كبيرة نحو بناء عالم يتيح لكل شخص الفرصة في حياة كريمة ومحترمة بغض النظر عن قدراته، وبالنيابة عن الشعب الأمريكي، أشكركم على السماح لنا بأن نكون شريك لكم”.
ومن جانب آخر تحدث الفريق الفائز بالمركز الأول عن تجربتهم وما توصلوا إليه من حلول مبتكرة رشحتهم للفوز في هذا السباق الابتكاري، وهم فريق “ScribeMe” والمكون من بشوي ميشيل، مارك مراد، ومحمد عماد فقالوا: “الهاكاثون هو أفضل فعالية قمنا بحضورها، فقد اهتمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، وفودافون مصر، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، وبلاج أند بلاي مصر، وصندوق عطاء الاستثماري الخيري لدعم ذوي الإعاقة بالتنظيم في كل شيء، مع توفير كافة احتياجاتنا وتقديم العون لنا لتسهيل مهمتنا.”
وعن الحلول التي قدموها للفوز في المسابقة، وكيف ستعالج تحديات إمكانية الوصول والشمولية للأشخاص ذوي الإعاقة، قالوا : قمنا بعمل تطبيق أسمه “ScribeMe” على مايكروسوفت ستور يحل المشاكل التي نواجهها في برنامج الباوربوينت مثل التيكست بوكس والكتابة بداخله، وجاء هذا البرنامج لتسهيل هذه المهمة وتخطي الصعاب التي نواجهها كمكفوفين في الباوربوينت وفي ال بي دي إف، وزودناه بأداة ذكاء اصطناعي “AI ” على هيئة إنسان يرد على تساؤلاتنا ويشرح للمتعامل ما يظهر على الشاشة مما يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين على تخطي الكثير من العقبات.
وعن شعورهم بالفوز وحصولهم على المركز الأول قالوا: “كل الفرق قدموا نماذج وحلول ممتازة وكل الفرق كانت متقاربة في الكفاءة فلم نكن على ثقة من الفوز أو الحصول على مركز من المراكز الثلاثة الأولى، لكن صغر سننا حيث يتراوح معدل السن ما بين 18 إلى 20 سنة ونحن أصغر الفرق سناً مما جعلنا ننال الدعم والرعاية خاصة مع فكرتنا المختلفة والمبتكرة الشيء الذي آل بنا إلى الفوز بالمركز الأول”.
وعن النصيحة المقدمة منهم لرواد الأعمال والمهتمين بتقديم الحلول للوصول للشمولية والاندماج لذوي الإعاقة قالوا: “نتمنى منهم أن يقوموا بتقديم كل فكرة جيدة تطرأ على أفكارهم على الفور، حتى لو لم تلقى نجاحاً في البداية، لكن التجربة ستقدم الدعم اللازم والذي سيدفع بالفكرة لحيز النجاح والتنفيذ”.
أما الفريق الفائز بالمركز الثاني “VIMS”، والمكون من محمد عارف، محمد صبحي وشريف شعبان، فقالوا “قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعم لوجيستي كبير للفكرة وقبول للأشخاص من ذوي الإعاقة مما أدى إلى تواجد عدد كبير من محافظات أخرى غير القاهرة، وحصولهم على فرص كبرى في المكسب مثلما حدث معنا، فنحن من محافظات أخرى وفزنا بالمركز الثاني نتيجة للدعم اللوجستي المقدم من الوكالة الأمريكية.
وعن الحلول التي قادتهم للفوز بالمركز الثاني قالوا: “نحن الثلاثة نواجه الإعاقة في البصر مما جعل لدينا معيقات في العمل، وهي مشكلة تواجه كل من لديه اعاقة بصرية في اعمالهم فقمنا بعمل برنامج أسمه “vision bridge” يقوم بتسجيل النتيجة عن الإعاقة في بيئة العمل، ومعالجة ما يخص ذلك بحيث تكون انتاجية وكفاءة الشخص الكفيف في بيئة العمل مماثلة للشخص العادي”.
وعن شعورهم بالفوز وكيفية توظيف الجائزة لمواصلة التطوير قالوا: “كنا نطمح للحصول على المركز الأول، لكن حصلنا على المركز الثاني وإن كنا نعتبر أن مكسبنا الأكبر هو قيامنا بالتعرف على أشخاص تعمل باجتهاد لإيجاد حلول للطوائف المختلفة من المعاقين، وسنوظف الجائزة على نموذج العمل الذي قمنا به، والخطوة التالية أننا سنقوم باتخاذ خطوات لتطوير هذا النموذج، ونصيحتي لرواد الأعمال والمبتكرين المهتمين بإيجاد حلول تكنولوجية لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع أن يحددوا المشاكل التي تواجه ذوي الاعاقة وليس لها حلول ، هناك من يقوم بتقديم حلول هي بالفعل موجودة فالمطلوب رؤية واضحة للسوق ما هي المشاكل الموجودة وما هي حلولها الممكنة وما هي نقاط تفادي العقبات”.
أما الفريق الفائز بالمركز الثالث فريق “إفهمني” المكون من “حسام عبد الرؤوف، سندس طارق، وعبد الرحمن العربي” فقالوا:”استفدنا كثيراً من هذا الهاكاثون وتعرفنا على الكثير من الشخصيات التي اعطتنا الدعم لتطوير فكرتنا، وعمل نموذج مبدئي نصنع منه حالة للعمل وبداية شركة يستفيد منها فئة المعاقين من ضعاف السمع والصم، ليكون مدمج في المجتمع عن طريق وسيلة تواصل واحدة سواء لغة اشارة، كلام أو صوت، واستفدنا كثيراً من دعمهم للمشروع واستطعنا تحويل فكرتنا لنموذج على أرض الواقع”.
وعن الحلول التي قدموها في النموذج الخاص بهم قالوا: “حلولنا جاءت نتاج لمشاكل ضعاف السمع والتي تختلف عن كل مشاكل المعاقين، فمثلاً عند ذهابهم لأي مصلحة حكومية أو لإنجاز أي خدمة تخصهم، لن يستطيع الموظف التفاهم معهم إن لم يكن لديه علم بلغة الإشارة، مما يخلق نوع من التعب النفسي لديهم، هنا جاءت الفكرة بالتواصل صوت وصورة لتواصل فعال مما يعالج هذه المشكلة.
وعن شعورهم بالفوز بالمركز الثالث وكيفية التخطيط للاستفادة من الجائزة قالوا: “سعداء لفوزنا بالمركز الثالث من ضمن 20 فريق قدموا نماذجهم مما دعمنا للاستمرار في العمل على الفكرة وتطويرها والنزول بها للسوق قريباً”.
وأكملوا “نتوجه بكلماتنا الأخيرة لرواد الأعمال والمهتمين بالابتكار للوصول للشمولية بحثهم على الاهتمام باختيار فريق العمل، بحيث يكون الفريق متوازن وعلى قدر من المسئولية والثقة تمكنهم من فتح شركات للإسهام في حل مشاكل المعاقين مع قيامهم بالبحث الدائم وتطوير أنفسهم ليكونوا متابعين باستمرار للحركة التكنولوجية، وينطلقوا من حيث انتهى الآخرون حتى يتجنبوا هدر المزيد من الوقت فنحن نأمل أن تحل كل مشاكل الإعاقة في مصر وفي العالم كله بأسرع وقت”.