بدر عبد العاطى | تنسيق دائم مع أفريقيا لدعم الأمن الغذائي
شارك د. بدر عبد العاطى، السفير المصرى فى بروكسل ودوقية لوكسمبورج ومؤسسات الاتحاد الأوروبى والمندوب الدائم لدى حلف الناتو، فى الندوة التي نظمها مكتب الاتحاد الأفريقى فى بروكسل بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا، وبمشاركة عدد من المتحدثين الرئيسيين من القاهرة ومن خارجها.
أكد السفير المصرى خلال الندوة على أن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد زخماً قوياً وعلى مدار السنوات الماضية، وهو الأمر الذي ينعكس فى التنسيق والتشاور الدائم لتحقيق التكامل والوحدة ومواجهة التحديات التى تواجه القارة.
تناول السفير عبد العاطى فى الكلمة التي ألقاها تداعيات الأزمة في أوكرانيا على الاقتصاد الأفريقية بصفة عامة؛ وعلى الاقتصاد المصرى بشكل خاص، وأكد على أهمية تعزيز التضامن بين الدول الأفريقية لمواجهة هذه التداعيات خاصة على الأمن الغذائى وارتفاع اسعار المحاصيل الزراعية والسلع والمواد الخام وأسعار الطاقة، ومنوهاً بتأثر قارة أفريقيا بما في ذلك مصر، بالارتفاع الذي تشهده أسعار القمح والمحاصيل الزراعية والزيوت، وأيضاً نقص الكميات في الأسواق.
كما أكد السفير المصرى فى بروكسل خلال الندوة على ضرورة تكثيف التواصل مع الاتحاد الأوروبى كشريك رئيسى لاتخاذ إجراءات لمواجهة تداعيات الأزمة، سواء على المدى القصير مثل إنشاء آلية لشراء وتوفير القمح والحبوب الغذائية وباقي المواد الأساسية كالزيوت للدول الأفريقية المتضررة من الأزمة العالمية نتيجة لنقص الكميات المعروضة والارتفاع في الأسعار، والمساعدة فى إنشاء صوامع للغلال لبناء احتياطي للدول الأفريقية من البذور، فضلاً عن توفير تمويل للمشروعات المتعلقة بالزراعة وتطوير التكنولوجيا المرتبطة بالزراعة، والاعتماد على الطاقة النظيفة فى مشروعات الرى، وغيرها من المقترحات المُحددة والتي تعود بالنفع المباشر على شعوب دول القارة على المدى الطويل.
واستعرض بدر عبد العاطى عناصر الموقف المصرى والتحضيرات الجارية لاستضافة ورئاسة مصر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، وتمثيل مصر للقارة الأفريقية والتعاون المستمر مع دول القارة لبلورة المواقف الأفريقية من قضايا التفاوض المختلفة.
وصرح السفير بدر عبد العاطى أن ضيف شرف الندوة عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بالقاهرة، عقب على كلمة السفير المصري بتثمين الموقف المصري، مع توجيه الشكر والتهنئة لمصر على الجهود التي بذلتها في مواجهة أزمة الغذاء في السنوات الأخيرة بدءاً من الأزمة المالية العالمية في ٢٠٠٨ ومررواً بالتعامل مع أزمة الكوفيد وصولاً إلى الأزمة في أوكرانيا، موضحاً أن تعامل مصر مع هذه الأزمات هو بحق نموذج يحتذى به من جانب الدول الأفريقية، حيث كانت من أوائل الدول التي أدركت حجم تلك الأزمات وخطورتها ووضعت أنماطاً مرنة للتعامل معها، فضلاً عن كفاءة الحكومة المصرية في تفعيل سلاسل التوزيع من خلال شبكات الطرق المطورة وتطوير صوامع التخزين.
كما ذكر المسئول الأممى أن مصر، بصفتها الرئيس القادم نيابة عن القارة الأفريقية لمؤتمر COP27، تعمل على تطوير مجموعة من المبادرات التي من شأنها أن تُغير وجه السياسات المتبعة لدعم الأمن الغذائي والزراعة في ظل تحديات تغير المناخ. ومؤكداً أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذه التحديات العالمية الملحة هو التنسيق الدائم فيما بين الدول الأفريقية والتحرك بشكل منظم من خلال المنتديات ذات الطبيعة العالمية مثل مؤتمر الأطراف المتعاقدة.
وأضاف السفير بدر عبد العاطى أن المسئول الأممي أشار إلى وضعية مصر المتميزة كحلقة وسيطة في سلسلة الغذاء العالمى، حيث تستورد مصر كميات كبيرة من الحبوب، ولكنها لا تخصص كلها للاستخدام المحلى، وإنما يدخل جانب منها في تصنيع سلع أساسية أخرى تعتمد على استيرادها باقى الدول الأفريقية الأخرى التي لا تمتلك القاعدة الصناعية المتوافرة في مصر.
تابعنا دائمًا على موقع سبيد نيوز لمعرفة أحدث الأخبار