تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا فى زيادة أسعار المعادن المستخدمة في صناعة السيارات، من الألومنيوم إلى البلاديوم إلى النيكل عالي الجودة المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، هذا إلى جانب تعميق ندوب سلاسل التوريد العالمية، التي لم تتعاف بعد من التأثيرات السلبية لكوفيد-19.
مما يفرض مزيدًا من الضغط على شركات صناعة السيارات التي تعاني بالفعل من نقص في الرقائق الإلكترونية وارتفاع أسعار الطاقة.
اسعار المعادن
استمرت أسعار المعادن في الارتفاع منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ وصل البلاديوم، أمس الأثنين، إلى أعلى مستوى له على الاطلاق بعد ارتفاعه بنسبة 10% إلى 3285 دولارًا، ليسجل، اليوم الثلاثاء، 3175، وقت كتابة هذا التقرير.
ويذكر أن روسيا تنتج 40% من الإنتاج العالمي للبلاديوم، الذي تستخدمه الشركات في صناعة السيارات.
وارتفعت أسعار الألومنيوم أمس الاثنين، إلى مستويات قياسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتجاوز حاجز 4000 دولار للطن للمرة الأولى، ولكن تراجع اليوم بشكل طفيف ليسجل 3853 دولار للطن، وقت كتابة هذا التقرير.
أما بالنسبة للنيكل، فيتم استخدامه في صناعة بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في السيارات الكهربائية، مما يشكل تحديًا جديدًا لشركات صناعة السيارات التي تستثمر بالفعل المليارات للابتعاد عن محركات الاحتراق، وانتاج البطاريات الكهربائية.
ويذكر أن روسيا توفر نحو 20٪ من النيكل عالي الجودة في العالم، ومنذ اندلاع الغزو في أوكرانيا، ارتفع سعر النيكل أكثر من الضعف، متخطيًا 100 ألف دولار، أعلى مستوياته على الإطلاق.
وإذ تعد البطاريات من أغلى المكونات في السيارات الكهربائية، فيأمل صانعو السيارات في أن تصبح أرخص حتى يتمكنوا من تقديم سيارات كهربائية بأسعار معقولة.
الرقائق الإلكترونية
أدى النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية إلى شلل صناعة السيارات ما أجبر شركات السيارات ومصنعي الإلكترونيات على خفض أو تعليق الإنتاج.
ولا تعد أزمة نقص أشباه الموصلات وليدة اللحظة، بل هي أثر ممتد لزيادة الطلب مع نقص الإنتاج أسدلت عليه جائحة كوفيد-19 ستائرها القاتمة حيث أثرت هذه الأزمة في جميع الصناعات التي أصبحت لا تستغني عنها، بما في ذلك صناعة السيارات والهواتف المحمولة والغسالات.
أوقفت شركة صناعة السيارات الألمانية، فولكسفاغن، الإنتاج في منشآتها في روسيا، كما علق تصدير جميع المركبات إلى روسيا إلى أجل غير مسمى، كما أقدمت شركات السيارات الألمانية على الخطوة ذاتها، بعد أيام من إرسال الرئيس فلاديمير بوتين دباباته إلى أوكرانيا.
ولم يكن للشركات الألمانية الكثير لتخسره في سوق يتجه نحو ركود عميق من شأنه أن يقضي بالتأكيد على مبيعات السيارات الجديدة في البلاد لأشهر أو سنوات.