قامت وكالة الشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق برئاسة شؤون الحرمين الشريفين بأعمال صيانة لجدران الكعبة المشرفة.
وشملت الصيانة، مذهبات تثبيت الثوب البالغ عددها (54) حلقة، وإعادة تذهيبها، وإجراء فحص كامل على رخام الشاذروان المحيط بالكعبة المشرفة، والركن اليماني؛ استعدادًا لتبديل الثوب، السبت، غرة شهر محرم ١٤٤٤هـ.
السعودية تعلن موعد استبدال كسوة الكعبة
وأوضح وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق المهندس سلطان القرشي أن الوكالة تتولى أعمال الصيانة الدورية والتصحيحية المجدولة والمقرر إنجازها بشكل أسبوعي وشهري وسنوي بالمسجد الحرام لصيانة جدران الكعبة المشرفة من الأملاح المتراكمة -إن وجدت.
كما يشمل ذلك عمل مرمات ودهان بمادة الإيبوكسي الشفافة، وصيانة عراميس الكعبة المشرفة، وترميم التشققات بالركن اليماني، ومعالجة الشروخ بحواف الشاذروان بسبب حركة السيزرات أثناء أعمال رفع ثوب الكعبة المشرفة.
وبين أن أعمال الصيانة تتضمن ترويب الأرضيات داخل حجر إسماعيل والدائرة الأولى من الكعبة المشرفة، ودهان الجزء الخشبي لباب حجر إسماعيل وجلي أرضيات الرخام، وكذلك إعادة ضبط منسوب قواعد حلقات تثبيت كسوة الكعبة المشرفة.
بالإضافة إلى تنفيذ أعمال الصيانة الوقائية الدورية لرخام سطح الكعبة المشرفة؛ للتأكد من سلامة الرخام الموضوع بسطح الكعبة المشرفة على مساحة (80) متراً مربعاً، وعدم وجود تشققات وأضرار سطحية، إلى جانب عمل ترويب لملء الفراغات بين رخام “التاسوس”، وهو رخام نادر الوجود يُستورَد خصيصاً للحرمين الشريفين بمميزات عدة، منها عكس الضوء والحرارة.
شكل كسوة الكعبة
وكسوة الكعبة عبارة عن قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب اتباعاً لما قام به النبي محمد صلى الله عليه وسلّم والصحابة من بعده.
وسيتم غدا السبت إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب حيث سيُرفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة تمهيداً لفردها على الجنب القديم.
تكلفة كسوة الكعبة
تستهلك الكسوة نحو 670 كيلو جراماً من الحرير الخام الذي تتم صباغته باللون الأسود و120 كيلو جراما من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة”. وتبلغ تكلفة الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي ما يعادل (4.53 مليون دولار).
أين تذهب الكسوة القديمة؟
يتم التعامل مع كسوة الكعبة القديمة حيث تصرف لمتاحف أو تقديمها هدايا لضيوف الدولة بعد أن يتم تخزينها في مستودعات خاصة تتم تجزئتها وفق معايير النسيج وفك المطرزات الذهبية والأحزمة والأجزاء الرئيسية من كسوة الكعبة المشرفة.
قصة كسوة الكعبة
منذ أن وطئت أقدام النبي إبراهيم، عليه السلام، وادي مكة، ذا الصخور والجفاف والخالي من الزرع، أصبحت الكعبة مقصداً للناس وقبلة المسلمين.
النبي إبراهيم وضع ابنه الرضيع في هذا الوادي المخيف المقفر مع أمه هاجر، التي ظلت تهرول بعد مغادرة إبراهيم أرض مكة، باحثة عن الماء حتى تفجر بين قدمي إسماعيل الرضيع ماء زمزم الذي لا يزال ينبع حتى اليوم.
وقد عاد إبراهيم مرة أخرى إلى مكة، بعد أن بلغ ابنه إسماعيل الثلاثين عاماً من عمره، ليرفع قواعد البيت، كما ذكر ذلك الطبري في تاريخ الأمم والملوك.
ومنذ ذلك الوقت، حسب ما ذكرت كتب التاريخ، كسا إبراهيم الكعبة، وحينها كان البناء صغيراً. بعد ذلك، جاء الملك “تُبَّع” وكسا الكعبة أيضا وهو أول من جعل لها باباً.
ويذكر الرواة أن كسوة “تُبّع” كانت من الأديم، وهو الجلد الذي يتخذ اللون البني الفاتح.