أعلنت بنك HSBC القابضة اليوم الثلاثاء عن خطة إصلاح شاملة تتضمن دمج العمليات المصرفية التجارية والاستثمارية في إطار استراتيجية جديدة يقودها الرئيس التنفيذي الجديد، جورج إلهيدري. تأتي هذه الإصلاحات كجزء من مساعي البنك لتبسيط أعماله وخفض التكاليف، وقد شهدت أيضاً تغييرات في القيادة ورحيل عدد من كبار الموظفين الرئيسيين.
بنك HSBC
تهدف هذه التعديلات إلى تعزيز كفاءة البنك الذي يركز على السوق الآسيوية، وتقليل التكاليف الإدارية من خلال إعادة هيكلة البنك إلى أربع وحدات أعمال رئيسية وتقليص المناصب الإدارية العليا. وقال إلهيدري في مذكرة وجهها إلى الموظفين إن التغييرات الجديدة في هيكل القيادة ستعمل على “إطلاق الإمكانات الكاملة للبنك وتحقيق النجاح المستقبلي.”
كما هو الحال مع العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين في البنوك العالمية، يواجه إلهيدري ضغوطًا كبيرة لإدارة النفقات بشكل أكثر كفاءة وتقليل التكاليف المتزايدة. ويأتي قرار دمج الوحدات المصرفية التجارية والاستثمارية في هذا السياق، بهدف تحسين أداء البنك وزيادة قدرته التنافسية في السوق العالمي.
وفي تفاصيل الخطة، سيتم تقسيم البنك إلى أربعة خطوط أعمال رئيسية: المملكة المتحدة، هونغ كونغ، الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات، والخدمات المصرفية للثروات. تشمل وحدة الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات الجديدة دمج الأعمال المصرفية التجارية مع الخدمات المصرفية العالمية والأسواق. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل هذه الوحدة الأعمال المصرفية بالجملة في الأسواق الغربية مثل أوروبا والأمريكيتين، مما يعزز قدرة البنك على التعامل مع العملاء في هذه المناطق بشكل أكثر كفاءة.
وفي خطوة جديدة، تم تعيين بام كور، التي تبلغ من العمر 60 عامًا، كأول رئيسة مالية للبنك. كور كانت تشغل سابقًا منصب كبير مسؤولي المخاطر والامتثال في HSBC وانضمت إلى البنك في عام 2013 كرئيسة للتدقيق الداخلي للمجموعة. ومن المقرر أن يعود جون بينغهام، الذي كان يشغل منصب الرئيس المالي المؤقت للبنك، إلى دوره السابق كمراقب مالي عالمي.
وفي إطار التغييرات الإدارية، سيتولى جريج جاييت، الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية العالمية والأسواق، دورًا جديدًا كرئيس لمجموعة العملاء الاستراتيجيين. في المقابل، أعلن كولين بيل، الرئيس التنفيذي لأوروبا في HSBC، عن قراره التنحي عن منصبه لمتابعة فرص أخرى.
يواصل HSBC تقليص عملياته في الأسواق الغربية مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وكندا، في إطار استراتيجيته للتركيز على آسيا والأسواق التي يتمتع فيها بميزة الحجم. يعمل البنك على إزالة الأدوار المكررة في عملياتها العالمية منذ سنوات، حيث يسعى إلى تعزيز كفاءة العمل في المناطق التي يتمتع فيها بمركز قوي، مع تقليص أعماله في الأسواق التي لا تحقق نفس النمو. يشغل البنك حاليًا نحو 214,000 موظف على مستوى العالم، ويواصل جهوده لتحقيق أقصى استفادة من موارده وتقليص النفقات التشغيلية.