قالت الرئاسة الجزائرية، إن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة توفي عن 84 عاما بعد أكثر من عامين على تنحيه تحت ضغط الثورة الشعبية.
وحكم بوتفليقة، الذي كان من قدامى المحاربين، الجزائر 20 عاما قبل استقالته في أبريل 2019 بعد مظاهرات في الشوارع رفضت خطته للترشح لفترة خامسة.
ونادرا ما شوهد بوتفليقة بشكل علني قبل تنحيه منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013..
وبعد استقالته، وفي محاولة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، بدأت السلطات تحقيقات غير مسبوقة في الفساد، مما أدى إلى سجن العديد من كبار المسؤولين، ومن بينهم شقيقه سعيد بوتفليقة ومستشاره.
وحكم على سعيد بالسجن 15 عاما بتهم من بينها التآمر على الدولة. وأصبح الرئيس السابق بوتفليقة أول وزير خارجية جزائري وشخصية مؤثرة في حركة عدم الانحياز بعد استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.
ودعا بوتفليقة كرئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإلقاء كلمة أمام الجمعية عام 1974 في خطوة تاريخية نحو الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية.
كما طالب بمنح الصين مقعدا في الأمم المتحدة ، وانتقد حكم الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ودافع بوتفليقة عن دول ما بعد التحرر من الاستعمار وتحدى ما اعتبره هيمنة الولايات المتحدة.
واستقبل أيضا شي جيفارا كما تلقى الشاب نيلسون مانديلا أول تدريب له في الجزائر
. وتم منح إلدريدج كليفر، القيادي في حركة الفهود السوداء الذي كان هاربا من الشرطة الأمريكية، حق اللجوء.
وفي أوائل الثمانينات ذهب إلى المنفى بعد وفاة الرئيس السابق هواري بومدين واستقر في دبي حيث أصبح مستشارا لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارة، ثم عاد إلى الوطن في التسعينات عندما كانت الجزائر تشهد حربا بين الجيش ومتشددين إسلاميين مسلحين أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 200 ألف قتيل.
وانتخب بوتفليقة رئيساً للجزائر عام 1999 وتمكن من التفاوض على هدنة مع الإسلاميين وطرح عملية مصالحة وطنية سمحت للبلاد باستعادة السلام.
وانضم بوتفليقة إلى حرب الاستقلال ضد فرنسا في سن التاسعة عشرة تحت رعاية القائد بومدين الذي أصبح رئيسا عام 1965.
وبعد الاستقلال أصبح بوتفليقة وزيرا للشباب والسياحة وهو في الخامسة والعشرين من عمره. وفي العام التالي عين وزيرا للخارجية.
ولا يُعرف شيء يذكر عن حياته الخاصة ولا تشير السجلات الرسمية إلى وجود زوجة على الرغم من أن بعض الروايات تقول إنه تزوج في عام 1990. وعاش بوتفليقة لسنوات مع والدته، منصورية، في شقة في الجزائر العاصمة ، حيث اعتادت تحضير وجباته.
واستخدم بوتفليقة عائدات النفط والغاز لتهدئة السخط الداخلي وأصبحت الدولة التي حكمها أكثر هدوءا وازدهارا مما مكنها من تجنب اضطرابات ما عرف ـثورات “الربيع العربي” التي أطاحت بزعماء في أنحاء المنطقة في عام 2011.
لكن الفساد استشرى وزاد غضب الجزائريين من السبات السياسي والاقتصادي مما أثار احتجاجات جماهيرية أدت في النهاية إلى إنهاء رئاسته