تراجع أسعار الكاكاو كما تراجعت العقود الآجلة، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال تسير نحو انخفاض أسبوعي بنسبة تقريبًا 30٪، فيما يعد واحدة من أكثر الامتدادات جنونًا في تاريخ السوق. قبل أسبوعين فقط، كانت الأسعار تسجل أرقامًا قياسية مع ارتفاع يبلغ حوالي 12000 دولار للطن، ولكن التراجع الحاد هذا الأسبوع أدى إلى هبوط العقود الآجلة إلى مستويات منخفضة تقريبًا 40٪ أقل من أعلى مستوى على الإطلاق، وهو ما زاد من تقلبات الأسعار بعد هروب المتداولين ونفاد السيولة.
تراجع أسعار الكاكاو
هذا التراجع يشكل تحولًا كبيرًا بالنسبة للكاكاو، الذي أصبح الآن أكثر تكلفة من النحاس، وذلك بعد ارتفاع الأسعار بسبب ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا، مما أدى إلى نقص للعالم للعام الثالث على التوالي، مما زاد من الضغط على المشترين ورفع أسعار الشوكولاتة. ومع ذلك، فإن الهبوط الحاد أيضًا أدى إلى صعوبة للمتداولين في الحفاظ على مراكزهم، مما دفع الكثيرين إلى الانسحاب.
وفي نفس السياق، ذكرت بلومبرج أن الأزمة النقدية تأثرت بالسوق الفعلية، حيث اضطر التجار إلى تأجيل المشتريات من كبار المنتجين، وأصبح شراء المزيد من الحبوب يتطلب منهم الحفاظ على استراتيجيات التحوط في سوق العقود الآجلة، وهو ما يزيد من الضغوط على السوق بشكل عام.
وأشار محللون في وحدة مؤشر كتلة الجسم التابعة لشركة فيتش سوليوشنز إلى أن التراجع الحالي في أسعار الكاكاو يعود بشكل أساسي إلى مناورات تجارية، وليس إلى إعادة تنظيم في أسواق السلع، وهم يتوقعون استمرار التقلبات في السوق.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، فقد شهدت العقود الآجلة للكاكاو انخفاضًا بنسبة تصل إلى 7.6٪ لتصل إلى 6990 دولارًا للطن المتري في نيويورك يوم الجمعة، مع استمرارها في التداول عند مستويات منخفضة. ويظل المؤشر على طريقه نحو انخفاض أسبوعي بنسبة 28٪، وهو الأكبر منذ عام 1959.
قد تؤثر الأمطار الأخيرة التي هطلت في غرب أفريقيا على المحاصيل وتخفيف الجفاف، لكن لا يزال هناك حاجة إلى المزيد لتحسين الظروف بشكل كامل، وفقًا لتوقعات شركة التنبؤ ماكسار تكنولوجيز.
وقد أقامت ساحل العاج وغانا الأسعار المدفوعة للمزارعين، مما قد يجذب المزيد من الحبوب إلى السوق.
وعلى صعيد آخر، انخفضت العقود الآجلة لقهوة روبوستا في لندن خلال جلسة التداول يوم الجمعة، مع ظهور علامات على زيادة المخزونات وتهدئة المخاوف بشأن العرض.