شهد مصطلح web3 رواجا كبيرا مؤخرا بين المهتمين بالتقنية وريادة الأعمال والعملات الرقمية، وكان إلى جانب مصطلحات مثل NFTs وميتافيرس من المصطلحات التي ارتبطت بمستقبل الإنترنت خلال السنوات المقبلة،
والتي لم يتضح معناها للكثيرين، حيث ترتبط web3 والمفاهيم الأخرى بتقنيات لم تتوفر بعد ولا يوجد عليها أمثلة واقعية، كما أنه يوجد خلاف كبير حولها بين رواد التكنولوجيا وريادة الأعمال، بما في ذلك جاك دورسي وإيلون ماسك وغيرهم.
ما هو web3 ويب3 ؟ ماذا يعني ؟
يشير مصطلح web3 إلى نسخة جديدة من خدمات الإنترنت تعتمد على تقنية البلوكشين اللامركزية التي تستند إليها العملات الرقمية مثل بيتكوين وغيرها والأصول الرقمية الفريدة NFTs،
وهو ما يقول من يتبنون هذا المفهوم – ويب3- أنه يمنح المستخدمين السيطرة على بياناتهم في مواجهة سيطرة الشركات العملاقة الآن مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وآبل وغيرها، مما يحافظ أكثر على خصوصية المستخدمين أو الأفراد.
وفيما تعتبر web3 ويب3 فكرة لاستخدام التقنيات غير المركزية مثل تقنية البلوكشين Blockchain لتشغيل خدمات الويب التي نعتمد عليها الآن، إلا أنها ليست نسخة من الويب، ولكنها تلخيص لبعض المفاهيم في مصطلح أو تعبير، وذلك بهدف اقناع المستخدمين بأن المصطلح يمثل المستقبل أو مستقبل الإنترنت الذي لا يجب تفويته، وهو ما جعل العديد من الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار تضخ مبالغ ضخمة بالفعل لتحقيق هذا المفهوم أو هذه الفكرة web3.
هل ويب3 إصدار جديد من الويب ؟
لم يكن هناك إصدارات من الويب سابقا، أي لم يكن هناك ويب 1.0 أو ويب 2.0 حتى يكون web3 هو الأصدار الأحدث من الويب، حيث يتطور الويب تدريجيا اعتمادا على تطور المتصفحات مثل جوجل كروم والخوادم – السيرفرات- وقواعد البيانات ولغات البرمجة والأجهزة والمعايير وغيرها، وذلك من خلال الآف الأشخاص والشركات،
وفي عام 2005 بدأ ظهور مصطلح Web 2.0، وهو المصطلح الذي يشير إلى تطور مواقع الإنترنت، بحيث أصبح يمكن أن توفر تفاعلا أكثر مع المستخدمين،
وهو الأمر الذي لم يضف أي جديد تقنيا، حيث توفرت هذه المواقع قبلها بسنوات، كما كان المفوم نفسه مطروحا قبلها ربما بعشرات السنوات، ومع ذلك كان المصطلح مفيد تسويقيا للترويج لخدمات الويب وإمكانية الاعتماد عليه في مختلف المجالات والتطبيقات،
وهو الإنترنت كما نعرفه الآن، والذي تسيطر عليه شركات التقنية العملاقة مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وغيرها، والذي يعتمد أيضا على المحتوى من المستخدمين مثل فيديوهات يوتيوب أو فيديوهات تيك توك ومشاركات فيسبوك وانستجرام وغيرها، وكما هو واضح الآن لا تطلق أي خدمة على الويب على نفسها الآن أو تروج لنفسها الآن على أنها Web 2.0.
ويبدو أن من صاغوا المصطلح الجديد web3 ويب3 كان لديهم إدراك واضح لذلك، وهو أن الويب لم له إصدارات سابقا، حيث أزالوا المسافة في Web 2.0 والحروف الكبيرة أيضا، وذلك حتى يتعامل المتلقي مع المصطلح على أنه مفهوم جديد لخدمات الويب وتصور للمستقبل وليس إصدارا جديدا من الويب.
ما هو الفرق بين web3 وخدمات الويب الحالية أو Web 2.0 ؟
وفيما تعتمد مواقع وتطبيقات أو خدمات الويب حاليا على تخزين البيانات في قواعد بيانات تمتلكها الشركات المزودة لهذه المواقع والخدمات مثل فيسبوك وجوجل وغيرها، بحيث يعتمد المستخدم على ثقته في هذه الشركات والقوانين المنظمة لحماية بياناته، فإن مفهوم web3 يروج بدلا من ذلك إلى الاعتماد على الأنظمة اللامركزية مثل تقنية البلوكشين Blockchain لمنح المستخدم المزيد من التحكم في بياناته.
وفيما تعتبر الأنظمة اللامركزية ليست جديدة، حيث تعتبر شبكات مثل BitTorrent مثالا عليها، لكن الأنظمة اللامركزية المستندة إلى تقنية Blockchain لها خصائص من شأنها مساعدة مستخدمي الويب في الحفاظ على بياناتهم وخصوصيتهم، حيث لا توجد سلطة مركزية تتحكم في هذه البيانات، كما أنه لا يمكن فقد البيانات أو تغييرها، مع إمكانية تشفيرها.
“في أكتوبر 2021 نشرت إيفا بيلين البالغة من العمر 28 عاما رسم ساخر “ميم” بعنوان “الحب في زمن ويب3″، والذي يتضمن رجل وسيدة يرقدان على السرير في أثناء متابعة أسعار بيتكوين وايثيريوم، والذي أعاد نشره إيلون ماسك، مما دفع ايفا بيلين لطرحه كـ NFT باعته مقابل 20 الف دولار أمريكي”
وتمثل العملات المشفرة أو العملات الرقمية مثل بيتكوين وايثريوم وغيرها الآن أشهر التطبيقات القائمة على تقنية البلوكشين blockchain، حيث تخزن بيانات المستخدم (في هذه الحالة الأموال) على نظام يعتمد على بنية بلوكشين، مما يجعل المستخدم مالك هذه الأموال هو الوحيد القادر إلى الوصول إلى البيانات الخاصة بها المخزنة من خلال أجهزة مختلفة حول العالم، وذلك بفضل مفتاح خاص فريد يمتلكه المستخدم يمثل هذه البيانات.
ومن خلال تخزين البيانات الخاصة بالمستخدم اعتمادا على تقينة البلوكشين، يصبح المستخدم هو المتحكم الوحيد في بياناته، بحيث يسمح للخدمات الأخرى الوصول إليها أو يقرر التوقف عن ذلك في أي وقت يريد.
ما هي عيوب أو سلبيات web3 ؟
وكما يقدم مفهوم web3 ويب3 مميزات تتضمن حماية أفضل لخصوصية المستخدمين، إلا أنه يقدم تحديات كبيرة أبرزها إمكانية تعطل أو فشل النظام في حالة تعرض إحدى الخدمات للهجوم أو تعطلت، كما أن مسؤولية تأمين البيانات ستكون مسؤولية المستخدم أكثر منها مسؤولية الشركات، وهو ما يجعل بيانات المستخدم عرضة للفقد بأكملها في حالة إهماله في تأمينها، مما يضطر المستخدمين لفهم ومعرفة المزيد حول مفاهيم أمن المعلومات، كما أن الحفاظ على بنية النظام قد يكون له تكلفة يتحمل المستخدم بعضا منها.
وعلى عكس مصطلح Web 2.0 الذي كان يشير إلى تطور خدمات الويب، فإن web3 يروج له من قبل مجموعات لديها مصالح قوية في ذلك، كما أنه لا يصف تطورا جديدا أو طبيعيا في خدمات الويب.
لماذا يعارض ايلون ماسك وجاك دورسي web3 ؟
ورغم أن كل من جاك دورسي وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وشركة سبيس اكس من أكبر الداعمين للعملات الرقمية، إلا أنهم يعارضون مفهوم ويب3 تماما.
حيث سخر ايلون ماسك من مفهوم Web3 قائلا أنه مفهوم غامض يعتمد على إعادة بناء خدمات الإنترنت استنادا على تقنيات البلوكشين والعملات المشفرة،
وأنه يعتبره حيلة تسويقية أو مصطلح تسويقي أكثر منه واقعي، مضيفا أنه في الوقت الذي كان من أكثر الأشخاص الذين فهموا إمكانيات الإنترنت مبكرا في عام 1995،
لكن الويب3 غير مفهوم بالنسبة له، وهو ما يقول ساخرا إنه ربما لكونه أصبح مسنا يرفض التقنيات الجديدة.
كما قال بعدها في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر الذي دائما ما ينشر ارائه من خلاله: “هل يرى أحدكم ويب3؟ لا يمكنني العثور عليه”، ليرد عليه بعدها جاك دورسي قائلا أنه موجود بين حروف الهجاء من A إلى Z، وذلك في سخرية من المفهوم الجديد.
أما عن جاك دورسي الرئيس التنفيذي السابق لتويتر والحالي لشركة Square التي توفر حلول الدفع عبر الإنترنت، فإنه يرى أن web3 لن تمنح السيطرة للمستخدمين، لكنها ستحول السيطرة من الشركات الكبرى مثل فيسبوك إلى صناديق الاستثمار مثل Andreessen Horowitz وغيرها، والذين يروجون بقوة للمفهوم الجديد.