في إطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم، شهدت العاصمة البولندية وارسو انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية-البولندية للتعاون الاقتصادي، وهي المرة الأولى التي تُعقد فيها اللجنة منذ 30 عامًا. هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لاتفاق التعاون الاقتصادي الموقع بين البلدين خلال زيارة الرئيس البولندي لمصر في عام 2022. تُعد هذه اللجنة منصة لتفعيل الشراكات الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات حيوية مثل الأمن الغذائي، التحول الرقمي، والتنمية الاقتصادية، بما يخدم مصالح البلدين.
التعاون المصري البولندي
اختتمت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، زيارتها لبولندا بسلسلة من الاجتماعات الثنائية مع كبار المسؤولين البولنديين. وناقشت الوزيرة قضايا محورية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في مجالات الأمن الغذائي، التحول الرقمي، والتنمية المستدامة.
لقاء وزيرة صناديق التنمية والسياسة الإقليمية البولندية
استعرضت الدكتورة رانيا المشاط خلال الاجتماع جهود الحكومة المصرية في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتعزيز سياسات التنمية الاقتصادية، وإفساح المجال للقطاع الخاص. كما ناقشت جهود مصر في تحسين إدارة الموارد المائية ومواجهة تحديات نقص المياه، مشيرة إلى أهمية تبادل المعرفة والتقنيات في الزراعة المستدامة.
أشادت الوزيرة البولندية بالتنظيم المصري للمنتدى الحضري العالمي، مؤكدة أهمية التعاون في القضايا الحضرية والتنمية المستدامة. كما أبرزت رؤية بولندا لتعزيز تنافسيتها على المستويين الإقليمي والدولي من خلال الابتكار والتكنولوجيا، مما يعكس التزامها بالشراكات الاقتصادية مع الدول الصديقة.
لقاء وزير الدولة بوزارة الزراعة والتنمية الريفية البولندي
ناقشت الوزيرة التعاون في مجال الأمن الغذائي، مشيرة إلى مذكرة التفاهم بين البلدين في الزراعة الموقعة عام 2022. كما تناولت الجهود المصرية لتنشيط الصادرات الزراعية، بما في ذلك تدشين خط الرورو البحري بين مصر وإيطاليا لدعم التبادل التجاري. وأكدت الوزيرة أن مصر، بموقعها الاستراتيجي، تمثل بوابة للصادرات البولندية إلى القارة الأفريقية.
لقاء نائب وزير الشؤون الرقمية البولندي
ركز الاجتماع مع السيد ميشال جراماتيكا، نائب وزير الشؤون الرقمية البولندي، على مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وأشارت الوزيرة إلى مشروعات مصر الكبرى في هذا المجال، مثل مدن الجيل الرابع والعاصمة الإدارية الجديدة. كما ناقشا التعاون في تكنولوجيا المعلومات، حيث تُعد مصر مركزًا عالميًا للكابلات البحرية، مما يعزز من فرص الشراكة بين البلدين.
من جانبه، أكد المسؤول البولندي أن التحول الرقمي، خاصة في قطاع الصحة، يُعد من أولويات بلاده خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي العام المقبل.
أهمية التعاون المصري-البولندي
تأتي هذه الجهود في سياق سعي البلدين لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والسياسية. ويُعد موقع مصر الاستراتيجي فرصة مثالية لبولندا لتوسيع نطاق صادراتها إلى أفريقيا، في حين تستفيد مصر من الخبرات البولندية في مجالات الزراعة والتحول الرقمي.
تُعد الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية-البولندية خطوة محورية نحو تعزيز التعاون الثنائي، بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للبلدين. ومع استمرار العمل المشترك، تظل الآفاق مفتوحة لتطوير العلاقات في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين.