استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، بصحبة وفد رفيع المستوى من الصندوق. حضر الاجتماع عدد من المسؤولين البارزين، منهم حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك، وزير المالية، وشريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، وحسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وعضو مجلس المديرين التنفيذيين وممثل المجموعة العربية والمالديف في صندوق النقد الدولي، ورامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي.
مؤتمر مديرة صندوق النقد الدولي
ضم وفد صندوق النقد الدولي شخصيات هامة مثل جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق، وإيڤانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة الصندوق في مصر، وأليكس سيجورا، الممثل المقيم الأول للصندوق في مصر، إلى جانب خبراء مثل جاريث أندرسون ومشيرة كرارة، مستشار التواصل هاريت تيبولت، ومسؤول التواصل أنغام الشامي.
بدأ الدكتور مصطفى مدبولي الاجتماع بالترحيب بكريستالينا جورجييفا والوفد المرافق لها، مثنيًا على التعاون المثمر بين مصر وصندوق النقد الدولي الذي أسهم بشكل كبير في مساعدة الحكومة المصرية على تجاوز تحديات كبيرة في السنوات الماضية. وأكد أن هذا التعاون يُدار بطريقة إيجابية تصب في مصلحة الاقتصاد المصري.
وأشار مدبولي إلى التحديات التي واجهتها مصر منذ عام 2011، بدءًا من التغيرات السياسية عقب ثورتين، وصولًا إلى الأزمات الخارجية مثل جائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، والتي انعكست بشكل مباشر على الاقتصاد المصري. ورغم هذه الأزمات، تمكنت الدولة من تحقيق استقرار اقتصادي نسبي، مما يبرز مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على التكيف مع الصدمات، وقد أثنى على ذلك المؤسسات الدولية.
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تسفر الاجتماعات المقبلة عن إتمام المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، مشددًا على أن الحكومة تسعى لضمان ألا يضيف هذا البرنامج أعباء جديدة على المواطنين، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الحالية المحلية والدولية، وبالتنسيق مع صندوق النقد لاتخاذ التدابير اللازمة.
كما أكد مدبولي التزام الحكومة باستمرار تطبيق نظام سعر الصرف المرن بالتعاون مع البنك المركزي للحفاظ على المكتسبات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن التراجع عن هذا الالتزام سيعيد الاقتصاد إلى نقطة الصفر.
بدورها، أكدت كريستالينا جورجييفا استمرار دعم الصندوق لمصر في تحقيق أهدافها الاقتصادية، مشيدة بالسياسات التي تبنتها الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية لإصلاح الاقتصاد الكلي. ورغم النجاحات المحققة، أوضحت جورجييفا أن هناك المزيد من الجهود والإجراءات التي يجب استكمالها.
وعبرت جورجييفا عن تطلعها إلى التوصل إلى اتفاق بين فرق العمل من الصندوق والحكومة بشأن المراجعة الرابعة للبرنامج الاقتصادي خلال الأيام المقبلة. وأشارت إلى أهمية السياسات التي تحافظ على سعر الصرف المرن والانضباط المالي لتحقيق معدلات نمو أكبر وتخفيض معدل التضخم، مؤكدة أن هذا يتطلب تنسيقًا بين الجهات المعنية بالسياسات المالية والنقدية.
وفي ختام حديثها، أشادت جورجييفا بالتزام الحكومة بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وأعربت عن امتنانها لرئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي والمسؤولين الحكوميين على جهودهم المستمرة في تحقيق أهداف البرنامج، مع التأكيد على استمرار التزام صندوق النقد الدولي بدعم مصر في مسيرتها الاقتصادية.