المصارف الإسلامية المصرية.. دفعت الازمة الروسية الأوكرانية السياسات النقدية خلال العام 2022 لاتخاذ العديد من الإجراءات التشديديه لاحتواء موجةالتضخم العالية والتي سبقها اتباع سياسات احترازية خلال الأعوام 2020 و 2021 لاحتواء ازمة فيروس كورونا والتي انهكت القطاع المصرفي والبنوك المركزية، وعلى الرغم من هذه التبعات الا ان أداء القطاع المصرفي المصري شهد مؤشرات نمو إيجابية خلال الأعوام 2021 و 2022، من حيث نمو الأصول والتمويلات والودائع وبالنظر للمصارف الإسلامية المصرية الثلاثة بالكامل بعد استبعاد الفروع الإسلامية للبنوك التقليدية نمواً ملحوظاً في صافي ربحيتها بنسبة 66% بنهاية عام 2022 بإجمالي ربحية 8.6 مليار جنية مصري مقابل 5.2 مليار جنية مصري بنهاية 2021 حيث بلغ معدل نمو صافي الربح 16.55% بالعام 2021 و مقارنة 4.46 مليار جنية مصري بالعام 2020 وبمعدل نمو 7.5% مقابل 13% في عام 2019.
وهو مايعكس تحسن معدلات نمو ربحية المصارف الإسلامية الثلاثة بعد انخفاض معدل نمو ربحيتها في عام 2020 بسبب تداعيات ازمة كورونا ولعل الارتفاع الكبير المضاعف في العام 2022 يرجع لارتفاع صافي ربح بنك فيصل الإسلامي بنسبة عالية والتي بلغت 77% مقارنة بالأعوام الماضية، فضلاً عن ان صافي ربحية بنك فيصل الإسلامي في العام 2022 البالغة 4.74 مليار جنية مصري تتجاوز ربحية مصرف أبو ظبي الإسلامي 2.21 مليار جنية مصري وصافي ربحية البركة الإسلامي 1.75 مليار جنية مصري.
60% نمواً في رأسمال المصارف الإسلامية المصرية
وقد استمرت المصارف الإسلامية بالكامل (بنك فيصل الإسلامي وبنك البركة ومصرف أبو ظبي الإسلامي) في تعزيز رأسمالها امتثالاً قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم 194 لعام 2020 والذي اكد على الا يقل رأسمال البنوك العاملة في القطاع المصرفي المصري عن 5 مليار جنية مصري
، حيث بلغ رأسمال المصارف الإسلامية المصرية 14.76 مليار جنية مصري بنهاية 2022 مقارنة 9.22 مليار جنية مصري بنهاية 2021 وبمعدل نمو 60% مقارنة 7.63 مليار جنية مصري للعام 2020 وبمعدل نمو 20.8% بنهاية 2021 مقارنة بمعدل نمو قدره قدرة 15.77% وترجع الزيادة في رأس المال بالعام 2022 لقيام بنك البركة مصر بزيادة رأس ماله ليصل الي 5.09 مليار جنية مصري وايضاً مصرف أبو ظبي الإسلامي ليصل الي 4 مليار جنية مصري، ويمثل رأس مال المصارف الإسلامية الثلاثة بالكامل4.8% من اجمالي رأس مال البنوك العاملة بالقطاع المصرفي المصري والبالغة 303 مليار جنية مصري، مقارنة 4.2% خلال العام 2021 وهو ما يعكس توجه البنوك العاملة بالقطاع المصرفي المصري لزيادة رأس مالها.
17% نمواً في أصول المصارف الإسلامية المصرية
واستمرت المصارف الإسلامية الثلاثة في تحقيق معدلات نمو عالية حيث حققت نمواً 17% في أصولها باجمالي أصول 354 مليار جنية مصري بنهاية 2022 مقابل 302 مليار جنية مصري بزيادة قدرها 52 مليار جنية مصري، وفي العام 2021 حققت المصارف الإسلامية الثالثة بعد استبعاد الفروع الإسلامية للبنوك التقليدية معدل نمو 15% بنهاية عام 2021 مقارنة 12.13% في العام 2020 مقابل معدل نمو 14.40% بنهاية 2022
وبالتالي فان معدل النمو للعام 2022 هو الأعلى من حيث معدلات النمو ومتجاوزاً معدل النمو المركب للاعوام الـ12 الأخيرة وهو ما يوضح استمرارية المصارف الإسلامية في الحفاظ على استقرار ونمو أصولها على الرغم من الازمات المتكررة، ويستحوذ بنك فيصل الإسلامي على 42.8% من اجمالي أصول المصارف الإسلامية يليها مصرف أبو ظبي الإسلامي بنسبة 32.6% ثم بنك البركة بنسبة 24.5%، كما تمثل أصول المصارف الإسلامية الثلاثة 3.1% من اجمالي أصول البنوك العاملة بالقطاع المصرفي المصري والتي تقدر 11.40 ترليون جنية مصري.
14.7% زيادة في اجمالي ودائع المصارف الإسلامية
وقد ارتفعت الودائع فى المصارف الإسلامية المصرية لتصل الي 296 مليار جنية مصري وبنسبة نمو 14.7% مقارنة 258 مليار جنية مصري بنهاية 2021 والبالغ نموها 14% مقارنة بمعدل نمو 12.16% للعام 2020 ومقابل 16.14% للعام 2019.
ويستحوذ بنك فيصل الإسلامي على الحصة الأكبر في الودائع الإسلامية بنسبة 41.8% يليه مصرف أبو ظبي الإسلامي بنسبة 33% ثم بنك البركة 25%، وقد ارتفعت حصة محفظة ودائع مصرف أبو ظبي الإسلامي عن البركة خلال العام الحالي بعد ان كانتا متقاربة خلال العام الماضي 29% و28% على التوالي. وتمثل قيمة ودائع المصارف الإسلامية الثلاثة 3.4% من اجمالي محفظة ودائع القطاع المصرفي المصري البالغة 8.56 تريليون جنيه مصري، وظلت نسبة الودائع للالتزامات عند 93.5% بنهاية العام 2022…
إعداد/ الدكتور أحمد شوقى
الخبير المصرفى